إضراب الكرامة.. إجراءات عقابيّة للاحتلال بحق المعلمين في الداخل المحتل

قررت وزارة المعارف في حكومة الاحتلال الصهيونيّ تغريم المعلمين الذين تغيّبوا عن عملهم في يوم إضراب الكرامة الذي دعت له لجنة المتابعة العليا وقوى سياسية وحركات شبابية بتاريخ 18/5/2021، تنديدًا بالانتهاكات الصهيونية.

وقال المحامي والناشط الحقوقي والسياسي فؤاد سلطاني إن وزارة المعارف الصهيونية وجّهت رسالة لمدراء المدارس في الداخل المحتل، قبيل إضراب الكرامة بيوم واحد، طلبت فيها التبليغ عن أي معلم يتغيّب عن مدرسته في يوم الإضراب بغض النظر عن ظروفه، وإن كان ظرفه مرضياً.

ويتابع سلطاني، أن وزارة التربية والتعليم احتسبت ذلك الغياب يوم إجازة وقامت بخصمه من رواتب المعلمين.

واعتبر إجراء الوزارة عنصرياً، ومحاولة لإذلال المعلم الفلسطيني، فيما أكد المحامي في حديثه على أن إجراء الوزارة لم يكن قانونيًا، لا سيما أن الإنسان لا يمكنه التحكم بحالات المرض، وليس من المنطقي التعامل مع المعلم على أنه كاذب.

ولفت المحامي سلطاني إلى أن الحكومة الصهيونية قامت بخصم مبلغ 1000 شيكل من شهر يونيو الماضي من رواتب مئات المعلمين الفلسطينيين في أراضي 48 بحجة مشاركتهم بالإضراب.

وحول الإجراءات القانونية التي اعتمدها المحامي سلطاني بشأن القضية، يشير إلى أنه توجّه لوزارة التربية والتعليم برسالة لإبطال القرار وإرجاع حقوق المعلمين، قبل أن تصل القضية للمحاكم.

وقال سلطاني إن وزارة التربية والتعليم تمنع المعلم الفلسطيني في أراضي 48 من الحديث أو التعامل مع أي قضية لها بُعد أو طابع سياسي، ويلفت إلى أن «إسرائيل» تعاملت مع إضراب الكرامة الذي دعت له لجنة المتابعة للتضامن مع الشيخ جراح والأقصى وغزة على أنه فعل سياسي، وإن الوزارة اتخذت إجراءات عقابيّة بحق المعلمين.

وأوضح المحامي فؤاد أن وزارة التربية والتعليم الصهيونيّة تقسم جهاز التعليم لجهازين، أحدهما يختص بالعرب والآخر باليهود.

وأضاف في السياق ذاته أن «إسرائيل» تتعمّد تغيب الطالب الفلسطيني عن قضيته، وسلخه عن شعبه وهمومه، ضمن سياسة عنصرية وتمييزية.

وأكد على أن هذا الإجراء التمييزي بحق الفلسطينيين في أراضي 48 غير مسبوق، ويشدد على أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» هو من يتحكم بجهاز التربية والتعليم.

يذكر أن الخصم من الرواتب طال حتى المعلمين الذين قدموا أدلة على امتناعهم عن العمل لظروف صحية في ذلك اليوم.