ملف خروج القوات الأميركية من العراق، وآليات خروج تلك القوات كانت العقدة الأكبر في ملف الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن، ففي الوقت الذي رحبت فيه شخصيات وقوى سياسيّة بمخرجات الحوار الاستراتيجي بمرحلته الرابعة، أشارت عضو بالعلاقات الخارجية النيابية الى أهمية الاتفاق بأن يكون خروج تلك القوات دبلوماسياً لكونه يصب بمصلحة الجميع، فيما اكد محلل سياسي ان هنالك بعض الجهات في العراق لا يحلو لها خروج القوات الأميركية من العراق بشكل ودّي.
خروج دبلوماسي مجدول
عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية علية الامارة، اشارت الى ان خروج القوات الاجنبية من العراق بطريقة دبلوماسية مجدولة خطوة مهمة وتصب في مصلحة الجميع بما يعني ان لا تتحول تلك القوات الى أعداء بل ينبغي ان تبقى العلاقات مستمرة وفقاً للمصالح العليا.
وقالت الامارة، إن «الجولة الرابعة من الحوار العراقي الأميركي تركزت بالدرجة الأساس على استكمال ما تم التوصل اليه في جولة الحوار السابقة، اضافة الى مناقشة جدولة الانسحاب الاميركي من العراق، وكانت هناك رغبة للمفاوض العراقي بأن يعمل على تقوية العلاقات والأواصر المتبادلة إقليمياً ودولياً»، مبينة أن «هناك العديد من الملفات التي تم الحديث عنها في قضايا التعليم والطاقة والمناخ والبيئة وجائحة كورونا إضافة الى مناقشة ملف الانتخابات المبكرة والدور الأممي فيها».
وأضافت الامارة، ان «هنالك اختلافاً في وجهات النظر بين الجهات السياسيّة التي ترغب بخروج القوات الأجنبية بشكل كامل والأخرى التي تريد بقاء تلك القوات، والحديث هنا لا يعني بقاء القوات العسكرية المقاتلة تحديداً بل نتحدث عن ضرورة بقاء التحالف الدولي لأغراض أخرى غير قتالية كالتدريب والاستشارة والتعاون الاستخباريّ في محاربة داعش استخبارياً على اعتبار أن داعش عسكرياً انتهى، لكنه ما زال من فكر وعمليات إرهابية تحصل هنا وهناك من وقت لآخر».
ولفتت إلى ان «تمركز التحالف الدولي في العراق لم يأتِ بشكل عفوي بل بطلب من الحكومة العراقية، لمحاربة داعش»، موضحة ان «جولة الحوار الاستراتيجي بنتائجها تعني خروج القوات الاجنبية من العراق دبلوماسياً بشكل مجدول بمعنى ان تلك القوات حين تخرج فلا يمكن ان تتحول الى عدو بل ينبغي ان تبقى العلاقات قائمة وأن تتم جدولة الخروج بآلية تخدم الجميع وتصب بالمصالح العليا للبلد».
ترحيب سياسي
رئيس الجمهورية برهم صالح، اعتبر أن «نتائج الحوار الاستراتيجيّ العراقي الأميركي مهمة لتحقيق الاستقرار وتعزيز السيادة العراقية، وتأتي ثمرة عمل حثيث من الحكومة برئاسة الأخ الكاظمي، وبدعم القوى الوطنية، وتستند الى مرجعية الدولة».
فيما أكد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، أن العراق نجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي.
وقال الحلبوسي في تغريدة على «تويتر»، «العراق يخطو واثقاً نحو تحقيق كامل قدراته واليوم ينجح دبلوماسياً وسياسياً بإنجاز الاتفاق الاستراتيجي العراقي الأميركي ضمن متطلبات المرحلة الجديدة ومقتضيات المصلحة الوطنية وتحقيق السيادة الناجزة وبناء عراق مقتدر سيد».
من جانبه رحب تحالف الفتح، بما حققه المفاوض العراقي من إنجاز بالاتفاق على خروج القوات القتالية بشكل كامل في نهاية هذا العام وهو خطوة إيجابية متقدّمة باتجاه تحقيق السيادة الوطنية الكاملة.
جهات لا تريد الخروج الودّي
من جانبه اشار المحلل السياسي علي الفيلي، الى ان بعض الجهات في العراق لا يحلو لها خروج القوات الأميركية من العراق بشكل ودي وتريد تحقيق نصر وهمي وتوظيف هذا الأمر لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية.
وقال الفيلي، إن «من يطالب بخروج القوات الاجنبية اليوم من العراق بشكل عشوائي غير ممنهج هي ليست السلطة الشرعية، على اعتبار أن تلك القوات جاءت بطلب من الحكومة العراقية بعد دخول داعش الى البلد وخروجها يكون بطلب من الحكومة بعد انتفاء الحاجة لها»، مبيناً أن «ما صدر من قرار سابق من البرلمان بإخراج القوات الاجنبية من العراق هو قرار صدر من ممثلي مكون واحد بمعزل عن باقي المكوّنات والعراق بلد مكوّنات وشراكة ولا تستطيع أية جهة او مكون ان يتخذ قرارات مصيرية بمعزل عن البقية».
واضاف الفيلي، ان «الحكومة اليوم هي من تحاورت في واشنطن ومن يقود المفاوضات بشكل مباشر هي شخصيات من المكوّن الشيعي، بالتالي فلا نجد اي مبرر للازدواجية في الاحاديث وتوجيه التهم الى الكرد او السنة بأنهم الراغبون ببقاء القوات الأجنبية بشكل منعزل عن بقية المكونات»، لافتا الى ان «جميع المكوّنات لا تريد بقاء القوات الاجنبية على الأرض العراقية ولكن خروجها ينبغي ان يكون بطريقة تخدم العراق وان يكون بطريقة مجدولة وليس عشوائية وليس الانسحاب بطريقة تخدم اجندات ومصالح بعض الجهات التي تريد ان تجيّر هذا الخروج لمصالح سياسية وعسكرية مستقبلية لها في العراق».
وأكد ان «نتائج الحوار الاستراتيجي اشارت بشكل واضح الى جدولة خروج القوات الأجنبية من العراق في نهاية العام الحالي، لكن بعض الجهات في العراق لا يحلو لها خروج القوات الأميركية من العراق بشكل ودي بل تريد تحقيق نصر وهمي وتوظيف هذا الأمر لتحقيق مصالح ومكاسب سياسية».