ندوة حول كتاب «سورية الطريق الصعب من الحرب إلى السلم» للكاتبة الروسية ماريا خودينسكايا غولينيشيفا
أقامت وزارة الخارجية والمغتربين السورية والسفارة الروسية في دمشق، بالتعاون مع وزارة الثقافة، ندوة عن كتاب بعنوان (سورية الطريق الصعب من الحرب إلى السلم) للكاتبة ماريا خودينسكايا غولينيشيفا المستشار الرئيسي لدى إدارة التخطيط السياسي الخارجي في وزارة الشؤون الخارجية لروسيا الاتحادية، في مكتبة الأسد في دمشق.
يزاوج الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية بين العرض التاريخي والتحليل السياسي لأحداث الحرب الإرهابية على سورية منذ اندلاعها مروراً بمحطاتها المختلفة ميدانياً وسياسياً وإعلامياً ونقله للعربية المترجم عياد عيد ويحتوي على 6 فصول تقع في 944 صفحة من القطع الكبير ويستعيد زمن ما قبل الحرب، مبيناً خصوصيات المنظومة السياسية والحزبية في سورية خلال أعوام 2000 و2010 ومكانتها في خريطة الأمن الإقليمي.
وتكمن أهمية الكتاب في أن مؤلفته خودينسكايا عايشت وعاصرت جزءاً مهماً من أحداث الحرب على سورية وخاصة في الشق الدبلوماسي عبر عملها مع بعثة بلادها في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.
المقداد: الموقف الروسي داعم لسورية سياسياً ودبلوماسياً
وقد ثمّن الدكتور فيصل المقداد وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تسيير الأعمال مواقف روسيا السياسية والدبلوماسية الداعمة لسورية فضلاً عن دعمها للشعب والجيش السوري في حربه ضد الإرهاب في وقت كانت بعض الدول تدعم الإرهاب والقتل واستمرار الحرب على الشعب السوري، معرباً عن تقديره لجهود خودينسكايا وتمثيلها مواقف بلادها من خلال دفاعها عن سورية.
وأشار المقداد في تصريح لوسائل الإعلام أن الكتاب يوضح ما كان يجري في الدوائر السياسية بخصوص سورية ويظهر قوة العلاقات السورية الروسية وحملات التشويه التي قامت بها الدول الغربية ضد سورية، مؤكداً السعي المستمر لإيصال حقيقة أن ما تتعرض له البلاد حرب إرهابية حقيقية مدعومة من دول تدعي أنها ديمقراطية وتساعد الشعب السوري لكنها في الحقيقة تدعم الإرهاب وتفرض الحصار والتجويع على السوريين.
وبيّن المقداد أن الكتاب دليل جديد يظهر الحقائق المتعلقة بالحرب على سورية التي شنتها الدوائر الغربية و»الإسرائيلية» والمفضوحة في أهدافها، مؤكداً أن الشعب السوري سينتصر على هذه المحاولات لأنه يؤمن بقيادته وجيشه وعدالة قضيته.
يفيموف: شراكة استراتيجيّة ضد الارهاب
من جهته قال ألكسندر يفيموف الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية السفير الروسي في دمشق: «نحن منذ زمن طويل أصبحنا شركاء استراتيجيين وحلفاء وعائلة ولدينا رؤية مشتركة وما يوحدنا هو نضالنا المشترك ضد الإرهاب ليعم السلام والاستقرار، مشيراً إلى أهمية كتاب خودينسكايا لكونه يتضمن الحقائق وخاصة بوجود كثير من التضليل حول الأوضاع في سورية والحرب التي تشهدها البلاد، مبيّناً أن الكاتبة كانت شاهدة ومشاركة في تطوّرات الأحداث من خلال وجودها في ساحة المعركة الدبلوماسيّة في جنيف، وكذلك في بعض المعارك الميدانية في سورية.
شعبان: نخوض الآن حرباً إعلاميّة
وكانت مداخلة للدكتورة بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية جاء فيها: «إننا نواجه اليوم بعد الحرب العسكرية حرباً حول الحقيقة والإعلام الغربي اعتاد على تشويه الحقائق لصالحه، لذلك فالحرب التي نخوضها اليوم جميعاً حرب في غاية الأهمية لإظهار الحقيقة للعالم ولنغير مواقفه، معتبرة أن الحرب على سورية أظهرت حقيقة الإعلام الغربي فهو ليس إعلاماً حراً أو حيادياً».
وأضافت شعبان: «كمواطنة سورية لا يوجد فرق بالنسبة لي بين الدور التركي والأميركي وكل ما يقال عن الخلافات بينهم هو تضليل للرأي العام العالمي بينما هم يمثلون الأجندة ذاتها والشعب السوري لديه قلق من موضوع الاحتلال التركي يماثل قلقه من الاحتلال الإسرائيلي أو الأميركي».
خودينسكايا احتلال جزء من الأراضي السورية أمر غير قانوني أو شرعي
اما مؤلفة الكتاب خودينسكايا فرأت أن احتلال جزء من الأراضي السورية أمر غير قانوني أو شرعي وأن روسيا تراقب تحركات تركيا في سورية وليبيا لكنها تدرك أهمية الحوار معها كلاعب إقليمي من أجل التوصل إلى تسوية للملفات العالقة بالنسبة لسورية.
عميد الإقتصاد في القومي طارق الأحمد: العلاقة بين سورية وروسيا متجذّرة زتحفظ الأمن والمصالح الجيوسياسية للبلدين
ولفت عميد الاقتصاد في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد في مداخلة إلى تجذّر العلاقة الاستراتيجية بين سورية وروسيا والتي تحفظ الأمن والمصالح الجيوسياسية للبلدين وهذا ردّ على كل الاقاويل الغربية أو المتأثرة بالغرب التي انتشرت وحاولت التشويش على هذه العلاقة، حيث أن روسيا تدافع عن مصالحها إذ تتحالف مع سورية، كما أن لسورية مصلحة في قوة روسيا، لكن الأمر بات ملحا جداً أن ترتقي العلاقات الاقتصادية بين البلدين لمستوى العلاقات الاستراتيجية خاصة وأن الحرب على سورية قد تحولت إلى الجانب الاقتصادي كما أضحي من الضروري إيجاد آليات للتنسيق الإعلامي للدفاع ضد الدعايات المغرضة والمضادة وهي كثيرة.
وتعقيبا على مداخلة عميد الإقتصاد، أوضح السفير الروسي فوق العادة في دمشق أن الكثير من الدعم الروسي لا يتم الإعلان عنه وأن الايام المقبلة ستحمل دعما أكبر كما أنه سيأتي من دول أخرى ولا يريد كشف معلومات تفصيلية الان…
واعتبر الدكتور ثائر زين الدين مدير هيئة الكتاب في كلمة له أن أهم ما يميّز الكتاب وهو الرابع للمؤلفة حول سورية بأنه ينظر إلى المسألة السورية بوصفها نقطة اشتبكت عندها مصالح عالمية ومرآة عكست رفض عدد من الدول نظام القطبية الأحادية الذي ساد بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتنامي دور الدول الإقليمية في حل الأزمات الناشئة وازدياد قدرتها في الدفاع عن مصالحها بقوة.
المهندس عياد عيد مترجم الكتاب أوضح لـوسائل الاعلام أن خودينسكايا اعتمدت في إعداد الكتاب على أسلوب حيادي وموضوعي نقلت للقارئ خلاله مشاهداتها هي ورأيها في الحرب على سورية، بغض النظر عن رأي المؤسسة الدبلوماسية الروسية فيها مستفيدة من عملها الميداني ووقوفها على كثير من التفاصيل ولقاءاتها العديدة مع ساسة سوريين وعرب وأجانب وأمميين إضافة إلى قادة تنظيمات إرهابية مسلحة والتي تبين لها من خلالها حجم الدعم الغربي المقدم لهذه التنظيمات وانصياع منظمات أممية للرؤية الأميركية للحرب.
ويتوقف الكتاب في فصوله ليعرض مكونات الجبهة المعادية لسورية في الحرب من كيانات سياسية مدعومة خارجية وتنظيمات إرهابية مسلحة ودور دول إقليمية والولايات المتحدة في دعم وتمويل الحرب الإرهابية والتناقضات في الموقفين الروسي والأميركي إزاء الحرب والمساعي السياسية لإيقافها سواء من منظمات إقليمية ودولية مع تخصيص حيّز واسع للدور الروسي بهذا الشأن والمبادرات التي رعاها مثل أستانا وغيرها.
ويختتم الكتاب فصوله بالحديث عن تطور الخط السياسي والعسكري الروسي في التسوية السورية والذي ساعد وفقاً للمؤلفة في إنشاء منظومة العلاقات الدولية المعاصرة لتتطرق بعدها إلى العلاقات السورية الروسية واستراتيجية روسيا لاستعادة مواقعها على الساحة الدولية.