الهجرة
أحمد عجمي*
اثنان من الملائكة أثناء تحاورهما حول الوضع في لبنان أحدهما قال:
إنّ البلد ذاهب إلى الهلاك ينقصه كلّ متطلبات الحياة من كهرباء وماء وأدوية وإدارات وزيت ومازوت وبنزين إلخ…
والطائفية السياسية هي أساس البلوى والخراب، وكلّ المسؤولين من جميع الفئات السياسية والدينية والمدنية ينادون بإلغاء الطائفية السياسية وأحد منهم لا يريد إلغاء هذه الطائفية لتبقى النعمة محصورة على فريق يتزعّم هذه المزارع، محصّناً بطائفيته ومذهبيته الممنوع المسّ بها.
فأجابه الملاك الثاني:
إنّ رحمة الله واسعة، سوف تيسّر لهذا الوطن العاثر بطلاً يجازي أمَرّ الجزاء كلّ الذين اعتدوا على لبنان وأذلوا شعبه وحرموه لقمة العيش، فأصبحت الهجرة طلباً مرغوباً به أشدّ رغبة، ولا أقول هباء إنما نراه بالعين المجرّدة، فنرى القوافل من اللبنانيين يهاجرون، من أطباء، مدنيين، وبعض الموظفين من عساكر ومسؤولين بالإضافة الى المتخرّجين بشهادات عالية من الجامعات يُحرم وطنهم من عطائهم ونبوغهم لينعشوا أكثر معالم العالم والمدن بعطائهم الجيد. ففي هذه الحالة التعيسة لا يبقى أمام اللبنانيين الباقين إلا الألم والحسرة والبكاء على مستقبل ضائع.
أعان الله لبنان في وحدته والسلام…