حديث الجمعة

غفو

أغفو على صوتِكَ،

لا أعرفُ ما طبيعةَ السِّحرِ الذي يحوّلُ صوتَ رجلٍ بالغٍ راشدٍ إلى همسٍ حنونٍ كهمسٍ عذبٍ صادرٍ عن امرأةٍ تحاولُ تهدئةَ طفلٍ مفجوعٍ بفقدانِ أمّهِ

أغفو على صوتِكَ،

أنا المفجوعةُ بغيابِ العالمِ برمّتهِ، ومع كلِّ غيابٍ جديدٍ

تعاودني المشاعر نفسها والآلام ذاتها

أغفو على صوتِكَ،

صوتِكَ الذي أشرقَ في روحي،

تلكَ الرّوح التي تمزّقت من جبالِ الجّليدِ التي تكوّمت

وعَلَتْ فيها حتّى الاختناقِ،

فأتاني صوتُكَ كخيوطِ الشّمسِ الأولى في ساعاتِ الصّباحِ الباردةِ وبثَّ الدّفءَ فيَّ، فانهارتْ جبالُ الجّليدِ بينما عاودتْ روحي ترميمَ نفسها وشهقتْ شهقةَ النّجاة

أغفو على صوتِكَ.

الذي نابَ عن الحكاياتِ التي ترويها الجّدّاتُ لأحفادهنَّ،

آآه كم يشبه صوتكَ خرافيّة تلكَ الحكايا يا حبيبي،

وآآه كم أشبه أنا أولئك الصّغار بتصديقهم تلكَ الخرافاتِ اللّذيذة

أغفو على صوتكَ،

فهو زادي ومَسكني وطمأنينتي في غيابِ

أسباب الحياة و… غيابكَ !

أغفو على صوتِكَ وبي أملٌ

بي أملٌ أن أصحوَ على مرآكَ

ريم رباط

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى