دمشق ترى أنّ «منظمة حظر الكيميائي» تحولت إلى أداة بيد بعض الدول.. والاحتلال الأميركي يسرق كميات جديدة من النفط السوري
صبّاغ يقدم التهاني للرئيس الإيراني.. ورئيسي يؤكد على مواصلة التعاون بقوة
قدم رئيس مجلس الشعب حموده صباغ، ممثلاً الرئيس بشار الأسد، التهاني باسم الشعب السوري وقيادته للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بمناسبة توليه أمس منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وحمّل الرئيس الإيراني صباغ تحياته إلى الرئيس الأسد وللشعب السوري، معرباً عن تمنياته لسورية وشعبها الأمن والاستقرار. وشدّد على أهمية “تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية بين طهران ودمشق بما يخدم مصالح البلدين”. وقال: “سنواصل التعاون القائم بقوة ولا توجد قيود على تطوير العلاقات الأخوية بين البلدين.”
ونوّه الرئيس الإيراني “بصمود الشعب السوري وقيادته ومقاومته الشجاعة للإرهاب الغربي وانتصاره في مواجهة الإرهاب بفضل تضحيات الشهداء ومنهم الشهيد الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني”، مؤكداً “ضرورة مغادرة القوات الأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية في أقرب وقت حتى يتمكن الشعب السوري من البدء بعملية إعادة الإعمار بالسرعة والقوة المطلوبتين”.
من جانبه، أكد صباغ “أنّ العلاقات السورية الإيرانية قوية ومتجذرة ولا يمكن النيل منها”، موضحاً “أن امتزاج الدماء السورية والإيرانية في المعركة المشتركة ضد الإرهاب شكل العنصر الأهم في تحقيق النصر على الإرهاب”.
وشدّد صباغ على “ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية”، مؤكداً “أنّ الشعب السوري لن ينسى أبداً دعم الشعب الإيراني لسورية في محاربة الإرهاب وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية”.
شارك في اللقاء السفير السوري في طهران الدكتور شفيق ديوب والوفد المرافق لرئيس مجلس الشعب.
وكان صباغ بحث مع رئيس مجلس الشورى الإسلامي محمد باقر قاليباف سبل تطوير التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في مجال التعاون البرلماني.
وأكد صباغ “ضرورة العمل المشترك للارتقاء بمستوى العلاقات وتطويرها في مختلف المجالات، لا سيما مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري”، مشدّداً على “أهمية إنجاز ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة قاليباف لدمشق ومتابعة ذلك من قبل برلماني البلدين وإضفاء الطابع العملي للعلاقات وصولاً لنتائج تخدم مصالح الشعبين والبلدين الصديقين.”
وأكد الجانبان “العزم الراسخ على مواصلة التنسيق والعمل لتحقيق أفضل النتائج المرجوة وتحقيق قفزة نوعية في تطوير العلاقات الاقتصادية في ظلّ ما يتعرض له البلدان من ضغوطات وعقوبات قسرية أحادية ظالمة”.
إلى ذلك، عقدت لجنة الصداقة البرلمانية السورية الإيرانية جلسة مباحثات تركزت حول سبل تعزيز وتطوير التعاون البرلماني والاقتصادي والثقافي بما تتطلبه المرحلة الراهنة نظراً للتحديات التي يتعرض لها البلدان من ضغوطات وعقوبات جائرة.
وتمّ التأكيد على وضع برامج عملية وخطط عمل وصولاً إلى نتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين.
على صعيد آخر، قال مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بسام صباغ إنّ تسييس عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أفقدها جزءاً كبيراً من مصداقيتها، وأنها تحولت إلى أداة بيد بعض الدول.
وطالب صباغ خلال اجتماع مجلس الأمن الأربعاء، بوجوب “تصحيح مسار المنظمة والعودة إلى دورها الطبيعي باعتبارها ركيزة أساسية ومحايدة في نظام عدم الانتشار».
وقال صباغ إنّ “التسييس الذي باتت تعاني منه المنظمة أبعدها كثيراً عن الطابع الفني لعملها وأفقدها جزءاً كبيراً من مصداقيتها، فبدلاً من أن تكون حارساً أميناً على تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية تحولت إلى أداة بيد بعض الدول لاستهداف دولة طرف في الاتفاقية».
وأعرب صباغ عن أسف بلاده لأن تصبح مناقشات المجلس “منصة لبعض الدول الغربية الأعضاء لتوجيه اتهامات مضللة ضدها” قائلاً إنّ سورية انضمت طوعاً للمنظمة، عام 2013، وعملت بكل جد ومصداقية “لتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها بموجب هذا الانضمام وتدمير كامل مخزونها من الأسلحة الكيميائية ومرافق إنتاجها».
وقال صباغ إنّ هناك تحدّياً حقيقياً يتمثل في “مواجهة الإرهاب الكيميائي” وأضاف أنّ ذلك التحدي “لا يحظى بأي اهتمام من قبل بعض الدول الغربية ولا يثير أي قلق لديها”، وأشار إلى ما وصفه بالتنامي الملحوظ “لمحاولات المجوعات الإرهابية مثل “داعش” و”النصرة” لاستخدام أسلحة ومواد كيميائية سامة في سورية” قائلاً إنّ ثمة معلومات متواترة عن أنّ تلك المجموعات تحضر لفبركة مسرحيات باستخدام أسلحة كيميائية لاتهام الجيش السوري.
وتحدث صباغ عما ورد في تقرير المنظمة حول حادثة دوما، وقال إنّ ثمة حقائق “تتكشف يوماً بعد يوم وتدل بوضوح على ما قام به كبار المسؤولين في المنظمة من تشويه وتحريف للحقائق بما يتماشى مع رواية الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لإيجاد ذريعة للعدوان الثلاثي الذي ارتكبته تلك الدول على الأراضي السورية”.
وأشار صباغ إلى أنّ التقرير الأصلي للتحقيق في “حادثة دوما” يؤكد عدم العثور على دليل يشير إلى وقوع هجوم كيميائي فيها، وأن محاولات نزع المصداقية عنه لن تفلح في استعادة مصداقية تقارير بعثة تقصي الحقائق.
وحول ما أثير عن الأسطوانتين الخاصتين بالحادثة، وورد في تقرير المدير العام الأخير، قال صباغ إنه “بتاريخ الثامن من يونيو الماضي تعرض أحد المواقع المعلن عنها للمنظمة لعدوان صهيوني غاشم خلف أضراراً في الموقع وأدى إلى تدمير كامل للعديد من الغرف ومعدات الإطفاء والآليات وأسطوانتي الكلور الخاصتين بـ”حادثة دوما” المزعومة في عام 2018 ومن المؤسف أنّ تقرير المدير العام وبيانات بعض الدول تجاهلت العدوان وإدانته وتمّ التركيز فقط على جوانب فنية”.
ميدانياً، أخرجت قوات الاحتلال الأميركي رتلاً محملاً بالنفط السوري المسروق من الأراضي السورية إلى شمال العراق عبر معبر الوليد غير الشرعي.
وذكرت مصادر محلية من ريف اليعربية بريف الحسكة الشمالي الشرقي لمراسلة “سانا” أنّ رتلاً تابعاً لقوات الاحتلال الأميركي مؤلفاً من 25 صهريجاً محملاً بالنفط المسروق من الجزيرة السورية توجه إلى الأراضي العراقية عبر معبر الوليد غير الشرعي.
ولفتت المصادر إلى أنّ الرتل كان برفقة عدد من سيارات الدفع الرباعي المزوّدة برشاشات متنوعة التابعة لميليشيا “قسد” المرتبطة بالاحتلال الأميركي.
وأخرج الاحتلال الأميركي مئات الشاحنات المحملة بالنفط السوري المسروق والثروات الباطنية على مدى الأشهر الأخيرة بالتنسيق مع ميليشيا “قسد” المدعومة منه إلى الأراضي العراقية.