واشنطن تستثني بغداد من العقوبات على طهران…
تفجير أبراج طاقة في محافظة صلاح الدين وانقطاع التيار الرئيس العراقي لنظيره الإيراني: ندعم بقوة استقرار المنطقة وإنهاء التوترات
أكد الرئيس العراقي برهم صالح، خلال لقائه الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي أمس، أنّ العراق «يدعم بقوة استقرار المنطقة وإنهاء التوترات فيها.”
وقالت الرئاسة العراقية، في بيان صحافي إنّ اللقاء الذي جرى بحضور وزيري خارجية البلدين وعدد من كبار المسؤولين من الجانبين، “بحث الملفات المشتركة بين البلدين الجارين، بما يعزّز العلاقات الراسخة بينهما، فضلاً عن بحث تطورات الأوضاع في المنطقة».
وأشار إلى أنّ برهم صالح هنأ في مستهل اللقاء، الرئيس إبراهيم رئيسي، بمناسبة تسلُّمه منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية في إيران، متمنياً له التوفيق في أداء مهامه وتحقيق مزيد من التقدم والرفعة والازدهار للشعب الإيراني الصديق، كما أعرب عن شكره لهذه الدعوة من الجانب الإيراني.
وأكد اللقاء ضرورة تنمية العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات وتفعيل التفاهمات والاتفاقات المبرمة بينهما في القطاعات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري.
وبحسب البيان، أشاد الرئيس العراقي “بدور إيران الداعم للعراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي ومخطّطاته في زعزعة أمن واستقرار المنطقة».
وأكد صالح “حاجة المنطقة إلى التفاهمات وتنسيق الجهود والركون إلى المشتركات عبر حوارات بناءة لتثبيت دعائم الاستقرار الإقليمي ومواجهة العديد من التحديات التي تتقاسمها دول المنطقة في مواجهة الإرهاب والأزمات الصحية المتمثلة في جائحة كورونا، ومخاطر التغيّر المناخي وحماية البيئة».
من جانبه، أكد إبراهيم رئيسي تطلُّع بلاده لـ “تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق في مختلف القطاعات، وهي علاقات مهمة ومميزة اجتماعية ودينية وثقافية».
وأشار الرئيس الإيراني إلى “دعم الجمهورية الإسلامية في إيران لأمن واستقرار العراق وشعبه”، كما أشاد بـ”الجهود الكبيرة التي يبذلها العراق من أجل إرساء الاستقرار والأمن في دول المنطقة».
إلى ذلك، أعلنت السلطات الأميركية عن تمديد فترة الاستثناء الممنوحة إلى العراق من العقوبات المرتبطة بالتعامل مع إيران، والتي تعتمد عليها بغداد لاستيراد الكهرباء والغاز لأربعة أشهر، بدأت الأسبوع الماضي.
وأعطت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إمكانية للعراق للاستمرار في استيراد الكهرباء والغاز من إيران لأربعة أشهر إضافية، حتى كانون الأول المقبل، بحسب ما ذكرت وكالة “الفرات نيوز».
ومدة هذا الإعفاء مساوية للأخير الذي منحته إدارة بايدن مطلع نيسان، وهي أطول مدة يسمح بها القانون الأميركي.
وعلى الرغم من أنّ العراق بلد نفطي، إلا أنّه يعتمد بشدّة على إيران في مجال الطاقة، إذ يستورد منها ثلث احتياجاته الاستهلاكية من الغاز والكهرباء وذلك بسبب بنيته التحتية المتهالكة التي تجعله غير قادر على تحقيق اكتفاء ذاتي لتأمين احتياجات سكانه البالغ عددهم 40 مليون نسمة، بحسب الوكالة.
وينتج العراق حالياً 16 ألف ميغاواط من الكهرباء وهذا أقلّ بكثير من حاجته المقدرة بـ24 ألف ميغاواط، وتصل إلى 30 ألفاً في فصل الصيف، فيما قد يتضاعف عدد سكانه بحلول عام 2050 ما يعني ازدياد استهلاكه للطاقة، وفق الأمم المتحدة.
ومطلع الشهر الماضي، غرقت محافظات عراقية عديدة في الظلام وسط صيف لاهب بسبب انقطاع الكهرباء الناجم عن تعرض خطوط لتوزيع الطاقة لهجمات، ووقف طهران لعدة أيام تصدير الغاز الذي يعتمد عليه العراق لتشغيل محطاته الكهربائية، بسبب تخلف العراق عن سداد ديونه.
وفي سياق آخر، انقطع التيار الكهربائي في شرق محافظة صلاح الدين العراقية إثر تفجير أبراج نقل الطاقة الكهربائية التي تغذي تلك المناطق.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية “واع” عن مدير شبكات نقل الطاقة الكهربائية في صلاح الدين، صفاء الجنابي، أنّ “عدداً من أبراج نقل الطاقة الكهربائية التي تغذي شرق صلاح الدين تعرضت للتدمير، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في مناطق شرق صلاح الدين «.
وفي وقت سابق، أحبطت السلطات الأمنية العراقية، تفجير أحد أبراج الكهرباء الذي يصل بين العاصمة بغداد ومحافظة ديالى شرقي البلاد، في إطار عمليات تخريب مماثلة زادت وتيرتها خلال الآونة الأخيرة، وفق ما أفادت خلية الإعلام الأمني التابعة لوزارة الدفاع.
وأشار البيان إلى أنّ معلومات استخبارية وردت حول نية تنظيم “داعش” الإرهابي (محظور في روسيا) “تفجير أحد الأبراج الرئيسية الفاعلة التي تربط بين بغداد ومحطة القدس الكهربائية في منطقة الوزيرية بين محافظتي ديالى وبغداد”.
وبناء عليه تمّ تشكيل فريق عمل من مفارز وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية في وزارة الداخلية والتي تمكنت من إحباط هذه المحاولة.
وبحسب نصّ البيان ضبطت القوات الأمنية العراقية، 8 عبوات معدّة للتفجير كانت مزروعة على ركائز البرج الأربع وجرى تفكيكها من قبل خبراء المتفجرات.