الوطن

ميقاتي المتفائل تجاوز بعد لقائه عون الاعتذار راهناً: تقدّم في التفاهم ورئيس الجمهورية غير متمسّك بالمالية والداخلية

تجاوز الرئيس المكلّف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي في اجتماعه الخامس أمس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، فكرة الاعتذار راهناً، رافعاً مجدّداً نسبة التفاؤل بتذليل العقبات أمام ولادة الحكومة العتيدة، مؤكداً أن عون غير متمسّك بحقيبتي المالية والداخلية. وأعلن أن الاجتماع السادس سيُعقد اليوم الجمعة.

وكان عون وميقاتي عرضا خلال اللقاء مسار تشكيل الحكومة العتيدة. وأشار الأخير إلى أن الاجتماع «اكتسب أهمية قصوى خصوصاً بعد ما حصل (أول من) أمس. وتناولنا في حديثنا ضرورة أخذ العبر مما حصل، لجهة صرخة جميع اللبنانيين المتضرّرين من نكبة 4 آب 2020 والذين يشعرون ألا وجود لدولة ترعاهم وأنهم متروكون لقدرهم».

أضاف «أما الأمر الثاني الذي بحثناه فتناول مؤتمر الدول المانحة، بدعوة مشكورة من الرئيس إيمانويل ماكرون، وحضور 33 دولة وعشر منظمات دولية وممثلين عن المجتمع المدني، وقد شاركت في هذا المؤتمر، وتابعتموه بالتأكيد، وسمعتم أن عبارة واحدة ترددت على ألسنة جميع المشاركين، «شكّلوا حكومة ونحن إلى جانبكم، وإذا كنتم كلبنانيين لا تساعدون بعضكم البعض، فهل تطلبون منّا أن نساعدكم؟».

وتابع «من هذا المنطلق بدأت الاجتماع مع فخامة الرئيس وأكدت له ضرورة تشكيل حكومة ونحن في الواقع نكون نرتكب إثماً كبيراً إذا لم نعجّل في تشكيل الحكومة. عملية التشكيل مستمرّة، ولو أن التقدّم بطيء ولكننا نُثابر ونصرّ على تشكيل الحكومة، لأنه بإذن الله ستحمل الخير للبنان، ونريد أن تكون الحكومة رافعةً وليس نقطة إضافية للإحباط في لبنان».

وتمنّى على اللبنانيين «ألاّ نحترف التشاؤم، فالابتسامة أو العبوس اليوم يغيّران طبع اللبنانيين. علينا جميعاً أن نكون متفائلين لأن هذا الوطن يعنينا جميعاً. المرحلة صعبة جداً على الصعد الاقتصادية والمالية وكيفية إعادة لبنان إلى الخريطة المالية الدولية، أو على صعيد استحقاق الانتخابات النيابية، وهو استحقاق مهم جداً، وأقول للجميع إنني منفتح على كل الآراء، ولكن لا مكان للانقلابات في لبنان، بل هناك عبور إلزامي بمرحلة دستورية إلزامية للوصول إلى الانتخابات، ولتقرر الانتخابات المستقبل في لبنان بطريقة ديمقراطية، لا مانع لدينا، بل أؤكد وألتزم بنزاهة الانتخابات المقبلة».

وقال رداً على سؤال «ليس هناك عملية تحدٍّ لأحد ولا أحد متمسّك بحقيبة معينة، وما من حقيبة مرتبطة دستورياً بطائفة أو بمذهب، ولكنني قلت في التصريح الأخير أن لا وقت لدينا للدخول في مشاكل جانبية ونتحدث عن إعطاء هذه الحقيبة لهذه الطائفة أو تلك. لنترك المشاكل ونذهب باتجاه تشكيل حكومة».

وأكد أنه «دستورياً ليست هناك مهلة لرئيس الحكومة المكلّف ولكن من منطلق الحسّ الوطني، وشعوري بضرورة تشكيل الحكومة، قلت في المرة الماضية إنني لا أستطيع إعطاء مهلة مفتوحة للتشكيل وإذا كان أحد سواي قادراً على أخذ هذا الحمل فليتفضّل».

أضاف «في جلسة اليوم خطونا خطوة إيجابية إلى الأمام».

ورداً على سؤال، قال «لا ألتزم بمهلة زمنية ولا بعدد معين لأعضاء الحكومة، بل أسعى لتشكيل حكومة، وهذا هو هدفي، ولم أقبل التكليف حتى لا أشكل حكومة وإذا وصلتُ الى طريق مسدود فسأعلن ذلك».

وعن الحديث عن اعتذاره عن عدم التأليف، قال «أنا لم أتحدث عن اعتذار وأضيف أنه في حال شعرت أنني امام طريق مسدود وعاجز عن إيجاد فريق عمل متجانس للنهوض، فسأخاطب اللبنانيين وأقول لهم إنني أعتذر عن المهمة. حتى الآن لم أشعر أنني أمام طريق مسدود، فلماذا أتحدث عن مشكلة غير موجودة؟».

وأشار إلى التقدّم على مستوى التفاهم مع عون.

وعن ارتباط خروجه من بعبدا في كل مرّة بارتفاع سعر الدولار، أوضح «أننا في صدد تشكيل حكومة وليس العمل في البورصة».

وعن مشكلة البحث في الأسماء، قال «لقد أصبحنا محترفين في الإحباط. إذا صفت النيات فلن تكون هناك مشكلة».

ونفى أن يكون «رئيس الجمهورية متمسكاً بالمالية أو بالداخلية».

وعن الفرق بين اليوم والعام 2013 عندما استقال بسبب محاصرة التطورات حكومته، أجاب «الوقت مختلف عن العام 2013 والوطن بحاجة لشخص قادر على مواكبة هذه المرحلة لوقف امتداد النار».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى