أخيرة

في لبنان فريقان

 يكتبها الياس عشّي

في لبنان فريقان:

فريق ينتصر على «إسرائيل»، وفريق ينتصر لـ «إسرائيل».

فريق يؤمن بوقفات العزّ، وفريق يمرّغ وجهه بوحول الطائفية، ويغتال الشهداء مع كلّ صياح ديك .

فريق آمن بأنّ القوة هي كلمة الفصل في الصراع مع العدو الصهيوني، وفريق ما زال يبشّر بأن قوّة لبنان في ضعفه.

فريق أخرج اليهود من بيروت والجبل بعد أن دبّ الذعر في نفوسهم، وفريق تحوّل إلى حرس حدود للكيان الصهيوني.

فريق حرّر جنوب لبنان من آخر جندي «إسرائيلي»، وفريق اختار الرحيل إلى «أرض الميعاد» ليعيش حياة تليق بالعملاء.

فريق وضع قواعد اشتباك أخرى تقول: إذا كنت تريد السلام فاستعدّ للحرب. وهكذا بقي لبنان خمسة عشر عاماً بعيداً عن التحرشات «الإسرائيلية»، وفريق ما زال يحلم بكانتونات طائفية لا يمكن التأسيس لها إلا بسواعد يهوه.

صدّقوني… إنّ كلّ ما جرى في لبنان، وما يجري اليوم، هو محاولة القضاء على الفريق الأول، ولكن بأساليب «عصرية» تبدأ بالرشوة، مروراً بالإعلام، وانتهاءً بتلك الوجوه الكالحة التي تطلّ عليك ليلَ نهارَ، فتغمض عينيك، وتردّد مع سعاده: «إنْ كنتم ضعفاء وقيتكم بصدري، وإن كنتم جبناء أقصيتكم عنّي، وإنْ كنتم أقوياء سرتُ بكم إلى النصر».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى