محافظ الحسكة و«يونيسيف» يبحثان ممارسات الاحتلالين التركي والأميركي
طالبت محافظة الحسكة السورية من وفد رفيع المستوى في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، بضرورة الضغط على «الاحتلال الأميركي ومسلحي تنظيم «قسد» الموالي له، لإعادة الأبنية المدرسية الحكومية التي استولوا عليها، إلى وزارة التربية السورية ومديريتها في المحافظة، والسماح لآلاف الطلاب والتلاميذ بدراسة المنهاج الحكومي المعترف به دولياً وذلك مع قرب بداية العام الدراسي».
وأكد محافظ الحسكة اللواء غسان خليل خلال لقائه نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، عمر عبدي، وادوارد شاكر شيبان المدير الإقليمي للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ومدير “اليونيسف” في سورية بو فيكتور نيلوند، وعدد آخر من المسؤولين في المنظمة، بأن منطقة الجزيرة السورية تمر بظروف صعبة وقاسية نتيجة الممارسات السلبية للاحتلالين الأميركي والتركي ومرتزقتهما وتأثيرها المباشر على الحياة اليومية لأبناء المنطقة من خلال إضعاف وعرقلة جهود القطاعات الحيوية من مياه وتعليم وصحة.
وبين المحافظ أنّ منظمة “اليونيسف” معنية بشكل مباشر بالطفولة، لذلك عليها لعب دور مهم بالضغط لإعادة المدارس وتدريس المنهج الحكومي المعترف به دولياً حصراً، وضرورة تأمين الحماية للأطفال من خلال وقف حملات “التجنيد القسري” من قبل الجيش الأميركي وتنظيم “قسد”، وإطلاق سراح ومعرفة مصير مئات الأطفال المعتقلين ضمن سجونهما.
خيارين لا ثالث لهما
وأوضح المحافظ بأن “(اليونيسف) أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما حل جدّي دائم ينقذ أبناء المحافظة من مخاطر (العطش، والجهل، المرض) وذلك من خلال السعي مع الدولية الأخرى بكافة الوسائل المتاحة للضغط عبر قنواتهم الخاصة على المحتلين التركي والأميركي لتحييد العملية التربوية وقطاع الصحة والمياه عن النزاعات المسلحة والسياسية لإعادة إرواء أبناء المحافظة بمياه الشرب وإعادة المدارس والمشافي إلى وضعها الطبيعي تحت إدارة الدولة السورية بأقرب وقت ممكن”.
وأما الخيار الآخر، فهو ضرورة “دعم جهودنا كجانب حكومي للاستمرار في الحلول الاسعافية والمؤقتة لتخفيف معاناة أهالي منطقة الجزيرة السورية من خلال زيادة الدعم التقني اللازم تقديمه للقطاعات الحيوية فيها، والكلام لمحافظ الحسكة».
وأشار اللواء خليل إلى أن محافظة الحسكة تعاني من عدم وجود أي مشفى حكومي فيها نتيجة سيطرة تنظيم “قسد” على المشفيين الوطني والأطفال الحكوميين في مدينة الحسكة، وعلى عدد كبير من المراكز والمستوصفات الطبية، كما طالب المحافظ بالضرورة العمل من كل المنظمات الدولية والإنسانية لتحييد محطة مياه علوك عن الصراعات العسكرية والتي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب لمليون مدني سوري.
2200 مبنى مدرسي
بدورها، أكدت مديرة التربية الحكومية في الحسكة إلهام صورخان، خلال الاجتماع أن قطاع التعليم والتربية تضرر بشكل كبير ومباشر من ممارسات تنظيم “قسد” والمحتل الأميركي اللذين حولا 90% من الأبنية المدرسية بعد الاستيلاء عليها والبالغ عددها (2200 مبنى مدرسي) إلى مراكز لدفع وجمع الضرائب من المدنيين أو سجون وقواعد ومراكز عسكرية .
وتابعت صورخان في حين بقي 140 بناء مدرسي تحت سيطرة الدولة السورية يداوم فيها أكثر من 160 ألف طالب وتلميذ في مختلف المراحل التعليمية في حالة ازدحام شديد، وذلك يعتبر أكبر دليل على رفض سكان الجزيرة السورية للمناهج المؤدلجة التي تحاول “قسد” فرضها عليهم والتي يدرسها عدد ضئيل جداً.
وشرحت صورخان أن المديرية تعمل على السماح لجميع الطلاب في المدارس أو عن طريق دراسة منهاج الفئة (ب) للمتسربين أو عبر الفاقد التعليمي والمدارس المنزلية في أرياف ومناطق محافظة الحسكة والتي تحتاج للدعم الكبير من منظمة الطفولة “اليونيسف”.
وطالبت مديرية التربية الحكومية بضرورة الاستمرار بالدعم من قبل “اليونيسف “ من خلال تأمين الغرف مسبقة الصنع التي كان لها دور كبير بتخفيف الضغط نوعاً ما على المدارس القليلة وبضرورة توزيع الحقائق المدرسية مع مستلزماتها على جميع الطلاب والتلاميذ لتشجيعهم على الالتحاق بالمدارس وتخفيف الضغط المادي على ذويهم نتيجة الظروف المعيشية لهم.
تحييد آبار مياه الشرب
من جانبه، مدير عام مؤسسة المياه الحكومية في الحسكة طالب بضرورة تحييد محطة آبار علوك عن الصراعات العسكرية بين الفصائل «الكردية « و»التركمانية» والسماح لورش المؤسسة بإدارة وتشغيل المحطة، كما طالب بضرورة الإسراع بتأمين مواد التعقيم لمياه الشرب والتي تقوم منظمة «اليونيسف» بتأمينها منذ عام 2013، وبضرورة استمرار الدعم في تأمين احتياجات المدنيين في مدينة الحسكة لمياه الشرب من خلال الاستمرار ببرنامج توزيع المياه بالصهاريج وزيادة الكميات المنقولة وعدد الخزانات، والإسراع بتركيب الخزانات الثلاثة المقدمة من المنظمة (سعة كل خزان 95م3) لكل خزان ضمن الحدائق العامة، وتزويد المؤسسة لاستكمال عملية الصيانة في محطة علوك وتامين التجهيزات وتزويدها بمخبر متكامل لتحليل المياه كون المخبر الوحيد يقع تحت سيطرة تنظيم «قسد» بعد الاستيلاء عليه.
تأمين الدواء
وطالب مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف بضرورة العمل على إعادة مشفيي الحسكة الوطني والأطفال لسيطرة الدولة السورية وتقديم الخدمات الطبية مجاناً للمدنيين، ودعم مركز اللؤلؤة الطبي المحدث بالحواضن الخاصة بالأطفال حديثي الولادة وافتتاح قسم للأطفال فيه وتأمين الأدوية الاسعافية والأدوية المزمنة للمرضى، مؤكداً أن فرق المديرية أنجزت كامل عمليات التلقيح العادية و»كوفيد 19» حتى في المخيمات ومراكز الإيواء رغم تعرضهم للخطر والضرب نتيجة الفلتان الأمني ضمن المخيمات من قبل مسلحي «قسد» وفي محاولة منعهم من انجاز عملهم الإنساني.
بدوره، طالب رئيس مجلس مدينة الحسكة المهندس عدنان خاجو بالإسراع في تنفيذ المشاريع المتفق عليها مع ممثلي المنظمة في المحافظة ومنها تأمين 50 خزان سعة 5000 ليتر، وإنجاز مشروع للصرف الصحي بطول 5 كلم، وتركيب 21 محطة تحلية للمياه ضمن مدينة الحسكة.
في حين تركزت المطالب الأخرى على ضرورة توسيع مشاريع التعليم الذاتي، خصوصاً في الريف الجنوبي للمحافظة الذي يشهد عملية تجهيل متعمدة من قبل المحتل الأميركي وأعوانه، وتوسيع معايير الاستهداف في مشروع “كاش” لذوي الإعاقة من خلال زيادة إعداد المستهدفين والمدة وإدخال إعاقات أخرى للشروط ودعم مركزي التوحد في مدينتي الحسكة والقامشلي.
وعود أممية
ووعد نائب المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عمر عبدي، بالعمل بشكل جدي لحل جميع المشاكل المطروحة وعلى رأسها تحييد المدارس والعملية التعليمة عن الصراعات العسكرية وأنهم في المنظمة الدولية للطفولة، يدعمون فقط المنهاج الحكومي التعليمي باعتباره المنهاج المعترف به فقط، مؤكداً على الضغط بكل السبل لإعادة المدارس قبل بداية العمل الدراسي الذي ينطلق مع بداية الشهر القادم، كما أنهم يسعون ويناقشون جميع الأطراف المعنية لضرورة تحييد محطة علوك التي تعتبر المصدر الوحيد لمياه الشرب النظيفة لمليون مدني الجزء الأكبر منهم من الأطفال الصغار.
ووعد عبدي بتقديم كل الدعم اللوجستي والمادي والمعنوي لجميع القطاعات الخدمية وعلى رأسها قطاع التعليم والتربية وحماية الأطفال من الاعتقال التعسفي وبضرورة إطلاق سراح المعتقلين بشكل فوري، خصوصاً المتواجدين في سجون “قسد”.
ورغم قلة عددها ومعاناتها الزحام الشديد، إلا أنّ المدارس السورية تشهد إقبالاً كبيراً من التلاميذ والطلاب الأكراد بشكل خاص ومن بينهم أبناء قياديين وموظفين فيما يسمى “الإدارة الذاتية الكردية” التي شكلها مسلحو التنظيم، وذلك رغم إصداره قراراً يمنعهم من الالتحاق بالمدارس السورية في مدينتي الحسكة والقامشلي تحت طائلة العقوبات التي تصل إلى الفصل والغرامات المالية الكبيرة مع تدني أعداد الطلاب الذين التحقوا بالمدارس التي تعتمد المناهج الكردية.