أحلام اللبنانيين

 يكتبها الياس عشّي

لم أرَ ما يشبه وضع اللبنانيين في هذه الأزمة المعيشية التي تجتاح السواد الأعظم من الناس، أكثر مقاربة ممّا جاء في كتاب “كليلة ودمنة”:

“يُروى أنّ ناسكاً كان له سمن في جرّة معلّقة بسقف. ففكّر يوماً وهو مضطجع على السرير، وبيده عكاز، فقال:

أبيع الجرّة بعشرة دراهم، وأشتري بها خمس عنز، فأولدهنَّ في كلّ سنة مرتين، فيبلغ النتاج في عشر سنوات المئتين، وأبيعهنّ، فأبتاع، بكلّ عشر، بقرة. ثَمّ أبتاع العبيد والإماء، ويولد لي ولد فآخذ به في الأدب، فإن عصاني ضربته بهذه العصا. وأشار بالعصا، فأصاب الجرّة وانكسرت، وانصبّ السمن على وجهه ورأسه!”

تُرى هل بقي سمن في جرارنا لنحلم؟ لا أظن… حتى الحلم صار من المحرّمات.