«اسرائيل» والبحرين مَن الخائف؟
تقدمت حكومة البحرين خطوة إضافية في تفاهمات التطبيع مع كيان الإحتلال بتوقيع إتفاق تحالف أمني وإعلامي تحت عنوان المواجهة المشتركة مع إيران، والإتفاق يقضي بإقامة مركز مشترك للتعاون والتنسيق مقره العاصمة البحرينية في مجالي أمن المعلومات ونشر الأفكار، كما ورد في الصحف «الإسرائيلية» في ظل المواجهة المشتركة للحكومتين مع إيران.
الإتفاق يتيح لحكومة الإحتلال التواجد عن أقرب مسافة ممكنة لتركيب أجهزة الحرب الإلكترونية سواء المخصصة للتشويش والتخريب السيبراني أو للبث الإعلامي كما يتيح إدارة مجموعات الجواسيس بسهولة أكبر، والمركز المقصود أقرب لغرفة عمليات إسرائيلية تستضيفها البحرين التي ليس لديها ما تقدّمه سوى بعض التمويل والمكان الجغرافي المناسب، بينما ستتولى إدارة المركز العقول الأمنية لكيان الإحتلال وسيتمّ تجهيزه بالترسانة التكنولوجية في مجال تقنيات الحرب الإلكترونية التي تملكها المخابرات «الإسرائيلية».
عملياً تربط حكومة البحرين مصيرها بحكومة الاحتلال بعدما صار ثابتاً أنها فقدت كلّ مقوّمات الاستمرار بقوّتها الذاتية، فهي تمنح حكومة الاحتلال ما تريد مقابل التطلع لدفاع الكيان عن مكتسباته الجديدة من خلال حمايته لحكومة البحرين، والخوف هو المحرك الوحيد الذي يفسّر هذه المغامرة التي تقدم عليها حكومة البحرين المكروهة بين صفوف شعبها والتي لا ينقصها سبب إضافي لتوتير علاقته به وبمحيطها الإقليمي الذي تمثل إيران نقطة الثقل فيه.
حكومة الكيان التي تستشعر مخاطر تنامي قدرات محور المقاومة التي تطوّقها بزنار صاروخي من الجنوب والشمال والشرق، تستشعر بالخوف من اندلاع اي مواجهة مقبلة، وتريد امتلاك أوراق مساومة ومفاوضة ومقايضة تهدّد عبرها أمن إيران الداخلي أملا بتحقيق نوع من أنواع توازن الردع، وليس سوى الخوف ما يفسر الخطوة «الإسرائيلية».
واقعياً يدرك «الإسرائيليون» انّ هذا سيصعّد المواجهة، لكنه لن يغيّر التوازنات، لكنهم يأملون أن يتيح لهم التواجد في مركز المنامة التجسسي فرصة عرضه للمقايضة، وربما يقايضون غدا على رأس الحكومة البحرينية نفسها بعدما تتغلغل شبكاتهم التجسسية في مؤسساتها الأمنية والإستخبارية والعسكرية، وربما تكون هذه هي الغاية المرجوة بالنسبة للكيان، فتندم حكومة البحرين بعد فوات الأوان.