رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد: زيارة الوفد الأميركي مقدمة لأمور كثيرة.. “لجان المقاومة” تحذر من ثورة غضب
استنكر مكتب العلاقات الدولية في حركة «حماس» دخول وفد أميركي الثلاثاء، بحماية شرطة الاحتلال باحات المسجد الأقصى المبارك، وعمل جولة في جنباته.
وقال المكتب في بيان إنّ هذا السلوك المرفوض يؤكد ما ذكرناه مرارًا، بأنّ السياسة الأميركية المنحازة بالكامل لرواية الاحتلال، هي سبب أساسي في استمرار هذا الاحتلال وتماديه بحق شعبنا ومقدساته.
وأضاف: «هذه الزيارة بحماية شرطة الاحتلال مخالفة صارخة للقانون والقرارات الدولية».
واعتبر المكتب أنّ «تكرار مثل هذه الزيارات يغري الاحتلال بارتكاب مزيد من الحماقات، ويزيد التوتر القائم، ويصبُّ الزيت على النار المشتعلة، خاصة في القدس، وتتحمل الإدارة الأميركية كلّ تداعياتها الخطيرة».
وفي السياق، أكد ناصر الهدمي رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد في القدس، أنّ زيارة الوفد الأميركي للمسجد الأقصى المبارك برفقة قوات الاحتلال، هي مقدمة لأمور كثيرة لا ندري ماهي.
وقال الهدمي خلال لقاء مع وكالة شهاب للأنباء: «إن الوفد الأميركي اقتحم الأقصى دون التنسيق مع دائرة الأوقاف الإسلامية التي هي ممثل الحكومة الأردنية في المسجد الأقصى المبارك وفي مدينة القدس كما أنه دخل دون التنسيق مع الحكومة الأردنية وهذا يدلل على أن هذا الوفد لا يحترم ولا يؤيد ولا يعترف بالاتفاقية التي وقعت عام 1994 بين الاحتلال والأردن وهي اتفاقية وادي عربة والتي من أهم بنودها الوصاية الأردنية على الأقصى».
وأضاف:» الوفد تجول في الأقصى بشكل واسع وكان يتفحَّص الواقع الأمني في المسجد المبارك والثغرات الأمنية وكأنه يعد لزيارة إحدى الشخصيات المهمة له».
وأشار إلى أنّ الاقتحام جاء في يوم يعتبر مهماً لدى المسلمين وهو ذكرى الهجرة النبوية ومطلع العام الهجري الجديد، دون أي مراعاة لمشاعر المسلمين.
وشدّد على أنّ الإدارة الأميركية تشارك اليوم في اقتحامات الأقصى كما يشارك المستوطنين والمطبعين العرب، وهذا الاقتحام يدلّل على العقلية التي جاءت فيها صفقة القرن بأنّ المسجد الأقصى فيه الحرية لجميع الأديان وليس حكراً على المسلمين فقط.
من جهتها، قالت “لجان المقاومة” في فلسطين إنّ “اقتحام الوفد الأميركي للمسجد الأقصى مؤشر خطير على المشاركة الأميركية في مخطط استهداف الأقصى”، محذرة من أنّ “المساس بمقدساتنا سيشعل ثورة الغضب».
وقالت اللجان في بيان صحافي: “ندعو أهلنا وأبناء شعبنا في الضفة والقدس والداخل المحتل إلى شدّ الرحال والرباط في المسجد الأقصى وحمايته من مكر ومخططات الصهاينة المجرمين».
وكان وفد أميركي قام برفقة عناصر من الشرطة والمخابرات “الإسرائيلية” بجولة في المسجد الأقصى الثلاثاء.
وذكرت مصادر أنّ حراس المسجد الأقصى لم يستطيعوا تمييز هوية الأشخاص، كما لم تعرف سبب الزيارة حتى اللحظة.
ودخل الوفد من باب المغاربة وخرج من باب الأسباط ومن ثم إلى شارع الواد.
وكانت السفارة الأميركية في القدس قالت، في بيان، إنه «لم يقم أي مسؤول من سفارة الولايات المتحدة أو الحكومة الفيدرالية بزيارة الحرم»، زاعمة أنها «ولأسباب تتعلق بالخصوصية، لا نتدخل بأمور السفر الشخصي لمواطني الولايات المتحدة».
وأوضح البيان أنّ زيارة أي مواطن أميركي للموقع لا يمثل الحكومة الأميركية، مشيراً إلى أن «سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد لا تزال تحترم الوضع الراهن في الحرم الشريف.»