البنزين والمازوت
من دون بنزين ومازوت تتوقف دورة الحياة، ومن دون توافر هاتين المادتين لا كهرباء ولا تنقل ولا خبز ولا مستشفيات، والدولة بتنوّع مقاربة المسؤولين فيها لهذا الملف لا تعد بحلول بل بتقاذف المسؤوليات، وسقف ما يجري هو الخلاف على توقيت وقف الدعم الذي صار أمراً واقعاً.
إذا استمرّ الإعتماد على الإستيراد بطريقة تقليدية سيؤدي الطلب على الدولار من السوق لتغطية حاجات الاستيراد الى مواصلة ارتفاع الدولار من جهة، وبالتالي سلم تصاعدي لسعر صفيحة البنزين وصفيحة المازوت في ظلّ رفع الدعم، حيث تحتسب صفيحة البنزين مع الرباح والضرائب بما يعادل 15 دولار بينما صفيحة المازوت تعادل 10 دولارات، وفقاً لسعر متحرك صعوداً للدولار.
أهمية خطوة حزب الله بدعم إيراني مشكور أنها ستوفر تغطية نسبة أساسية من حاجات السوق فتوفر من جهة طلباً متصاعداً على الدولار في سوق الصرف ويرجح ان تؤدي الى تثبيت سعر الدولار نظراً لحجم فاتورة المحروقات الكبيرة، كما سيدخل السعر الذي يعتمد للبيع للمحروقات المستوردة من إيران كعنصر ضغط على السوق وتسعيرها وقطع طريق المافيات للتخزين والمضاربة عبر لعبة حرمان السوق وتشريع السوق السوداء.
الفضائح التي ظهرت مع مداهمة الجيش اللبناني لأماكن التخزين والتهريب كشفت تورّط شخصيات وازنة في تيار المستقبل والقوات اللبنانية بصورة تقدّم تفسيراً لوقوفهما بقوة ضد خطوة الإستيراد من إيران لإعتبارات تجارية لا علاقة لها بمزاعم السياسة، التي تقف وراءها السفيرة الأميركية ويستثمرها تجار الأزمات بغلاف سياسي لتحقيق المزيد من الأرباح الخبيثة والمقرفة.
في لبنان أحزاب كبرى تمتلك كتلاً نيابية أكبر من كتلة حزب الله، لكنها لم تقدّم جواباً على سؤال يتصل بأزمة المحروقات الوجودية حياتياً بالنسبة للبنانيين، بينما فعل حزب الله ما يستطيعه وهو الأقلّ قدرة في العلاقات بالدول الغنية التي لم يعد خافياً أنها تلتزم قراراً بتجويع اللبنانيين ودفعهم نحو الانهيار باستثناء أصدقاء المقاومة وخيارها، وفي مقدّمتهم إيران وسورية، اللتان تقدّمان ما تستيطعان رغم قلة الموارد ورغم السوء الذي يقابلهما به بعض اللبنانيين تنفيذاً لأجندات خارجية لا علاقة لها بالمصلحة اللبنانية.