بايدن يفضّل مواجهة الانتقادات على تمرير قرار الانسحاب والصين تعتبر قوة أميركا ووظيفتها هي التدمير وليس البناء
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن لديه «التزاماً تجاه النساء والرجال الشجعان، الذين يخدمون في جيش الولايات المتحدة الأميركية، بألا يطلب منهم المخاطرة بأرواحهم في صراعات كان يجب إنهاؤها منذ وقت طويل».
جاء ذلك في تدوينة على «تويتر»، أمس، أكد فيها الرئيس الأميركي أنه «لم يكن ليطلب من الجنود الأميركيين الشجعان مواصلة القتال والمخاطرة بأرواحهم في عمل عسكري كان يجب أن ينتهي في الماضي».
وتابع: «قادتنا فعلوا ذلك في حرب فيتنام عندما كنت صغيراً»، مضيفاً: «لن أفعلها في أفغانستان».
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: «أعرف أن قراري بالانسحاب من أفغانستان سوف يقابل بانتقادات».
واستطرد قائلاً: «لكني أفضل مواجهة كل تلك الانتقادات عن تمرير قرار الانسحاب وتركه للرئيس المقبل».
وتابع بايدن: «إذا لم اتخذ قرار الانسحاب من أفغانستان سيصبح الرئيس المقبل هو الرئيس الخامس، الذي يشهد حرب أفغانستان».
وأضاف الرئيس الأميركي: «هذا هو القرار الصحيح الذي اتخذه رئيس الولايات المتحدة الأميركية من أجل الشعب الأميركي ومن أجل جنود الجيش الأميركي الشجعان الذين يخاطرون بأرواحهم من أجل أمتنا».
فيما اتَّهمت الصين التي تملك حدوداً مشتركة مع أفغانستان، الولايات المتحدة، أمس، بـ»ترك فوضى رهيبة» مع انسحابها من البلاد، خصوصاً بعد المشاهد «التي أظهرت محاولات الفرار الجماعية للمواطنين الأفغان في مطار كابول».
ووجَّهت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيينغ انتقاداً شديداً لحصيلة الضحايا الذين وقعوا على مدى عقدين من التدخل الأميركي في أفغانستان، وقالت شونيينغ: «ما رأيناه في العراق وسورية وأفغانستان هو جيشٌ أميركيٌّ يترك عند رحيله اضطرابات وانقسامات وعائلات منكوبة وأخرى تمّت إبادتها».
وتابعت المتحدثة باسم الخارجية الصينية «لقد تركوا فوضى رهيبةً، تركوا هذه الأماكن في حالٍ كارثيةٍ».
وأضافت أنَّ «قوة الولايات المتحدة ووظيفتها هي التدمير وليس البناء»، وذلك في ردٍّ على تصريحات للرئيس الأميركي جو بايدن أكَّد فيها أنَّ «مهمة واشنطن لم تكن يوماً بناء أمة ديمقراطية في أفغانستان، لكن منع حصول هجوم إرهابي على الأراضي الأميركية».
من جهةٍ أخرى، حضّت المتحدثة الصينية أعضاء «طالبان» على «التميّز بوضوح عن التنظيمات الإرهابية الدولية»، كما طالبتهم بـِ»ضمان ألا تصبح أفغانستان من جديد تقاطعاً للإرهاب والتطرّف».
وتتشارك الصين حدوداً مع أفغانستان تمتدّ 76 كلم. ويشكل انعدام الاستقرار لدى جارتها تهديداً لأمن منطقتها الحدودية شينجيانغ (شمال شرق).
وأول أمس، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشونينغ إنَّ «الصين مستعدة لتعميق العلاقات الودية والتعاونية مع أفغانستان»، بعد سيطرة حركة «طالبان» على البلاد.
وأضافت أنَّ «طالبان أعربت مراراً عن أملها في تطوير علاقات جيدة مع الصين، وأنهم يتطلعون إلى مشاركة الصين في إعادة الإعمار والتنمية في أفغانستان».
وأواخر تموز الفائت، زار وفدٌ من «طالبان» الصين والتقى وزير خارجيتها وانغ يي، وتعهّد بـ»عدم السماح بأن تصبح الأراضي الأفغانية قاعدة لهجمات ضدّ الصين».