عون التقى وفد الصليب الأحمر الدولي: للمساهمة بتسهيل عودة النازحين إلى ديارهم
الزراعة تشكّل العمود الفقري للاقتصاد المنتج
أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، عن تقدير لبنان للدور الذي تقوم بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في مختلف الظروف التي مرّ بها، ولا سيما خلال العامين الماضيين، مشدداً على «أهمية التنسيق مع المؤسسات والإدارات اللبنانية المعنية ومع الصليب الأحمر اللبناني من أجل تحقيق أداء متكامل ومثمر».
وأشاد عون خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، الرئيسة الجديدة للبعثة في لبنان سيمون أشليمان، بـ»الجهود التي تقوم بها البعثة الموجودة في لبنان منذ العام 1967 للتخفيف من وطأة الأزمة على الناس والمجتمع»، منوّها خصوصاً، بما قدمته البعثة من مستلزمات طبية لمعالجة إصابات الحروق جرّاء انفجار التليل في منطقة عكار، والدعم الذي وفّرته بعد انفجار مرفأ بيروت من خلال فرق الإغاثة ودعم المستشفيات والمراكز الصحية.
وعرض عون لأشليمان «الأزمات المتراكمة التي أرهقت لبنان وأضعفت اقتصاده ولا سيما تداعيات النزوح السوري عليه»، متمنياً أن يساهم الصليب الأحمر الدولي في تسهيل عودة النازحين إلى ديارهم ولا سيما إلى المناطق السورية التي تشهد استقراراً وأمناً.
من جهتها، أكدت أشليمان «استعداد البعثة للتعاون في كل ما يحتاجه لبنان في المجالات الإنسانية والصحية كافة».
واستقبل عون وفداً من نقابة مستوردي ومصدّري الخضار والفاكهة في لبنان برئاسة النقيب نعيم صالح خليل ووفداً من تجمّع المزارعين في البقاع برئاسة إبراهيم ترشيشي. وعرض أعضاء الوفدين للصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي حالياً.
وأكد عون خلال اللقاء، أن «العمل قائم لمعالجة الصعوبات التي تواجه القطاع الزراعي في لبنان نتيجة الأزمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد لا سيما منها انقطاع المحروقات». وأشار إلى أنّ «الزراعة تشكّل العمود الفقري للاقتصاد المنتج الذي نعمل على تحقيقه بدلاً من الاقتصاد الريعي الذي كان أحد أسباب الضائقة الاقتصادية والمالية التي يمرّ بها لبنان حالياً».
وشدّد على «ضرورة اعتماد إجراءات سريعة لحماية مواسم الخضار والفواكه ومنها تأمين المحروقات لضمان استمراريتها، وفق آلية يمكن درسها مع الوزارات المختصة ولا سيما وزارتي الزراعة والطاقة والمياه».
وكان خليل طالب رئيس الجمهورية «بالتدخل لإيجاد حلّ لأزمة المحروقات والكهرباء التي تؤثر سلباً على برّادات التخزين وعمل شاحنات النقل، أقله لغاية شهر نيسان المقبل، فنحن بحاجة للتخزين بسبب استحالة تصدير المواسم بكاملها ما يؤثّر سلباً على المزارع واستمراره كما يؤثّر على الاقتصاد المنتج وسلامة الغذاء وبقاء المزارع في أرضه».
من جهته، قال ترشيشي «إن انقطاع التيار الكهربائي بشكل شبه كامل واختفاء مادة المازوت، وهما الشريانان الأساسيان للقطاع الزراعي والمزارع، سيقضيان على الزراعة وكل من يعمل فيها».
وأشار إلى أن المزارعين يشترون اليوم مادّة المازوت بسعر يتراوح بين 300000 ل.ل و 500000 ل.ل. للصفيحة الواحدة حسب الحاجة إليها. وشكر الرئيس عون وقيادة الجيش على قرار مصادرة مادّة المازوت المخزنة من قبل المحتكرين وتوزيع جزء منها على المزارعين.
وطلب الإيعاز بالسماح للقطاع الزراعي باستيراد مادّة المازوت إسوةً بالقطاع الصناعي الذي بدأ بالاستيراد والتوزيع منذ أول من أمس، متمنياً العمل على تأمين التيار الكهربائي للتخفيف من استعمال مادّة المازوت.
كما طالب ترشيشي «بالإسراع في إصلاح الرافعات المعطلة في مرفأ بيروت نظراً للتأثير السلبي الذي تركه تعطيلها».