بوتين يؤكد ضرورة التوقف عن فرض القيم الخارجية وبناء الديمقراطيات في البلدان الأخرى وميركل تناقش معه موضوع «التيار الشمالي – 2» والاتفاقيات حوله مع أميركا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقب مباحثاته مع ميركل إن «طالبان تسيطر على كل أفغانستان تقريباً، وعلينا الانطلاق من هذه الحقائق».
وجرت المحادثات الثنائية، في جو عمل بناء وفق ما قاله بوتين مشيراً إلى أنه تم بحث آفاق تطوير العلاقات. وأكد بوتين خلال المباحثات أن «ألمانيا أحد الشركاء الرئيسيين لروسيا».
وقال بوتين خلال الاجتماع: «الآن أود أن أشير إلى أن ألمانيا تظل أحد الشركاء الرئيسيين لنا في كل من أوروبا والعالم بأسره».
وتابع: «ألمانيا هي الشريك التجاري والاقتصادي الثاني لنا بعد الصين، وعلى الرغم من أننا شهدنا ركوداً خطيراً إلى حد ما في عام 2020، إلا أن هناك الآن زيادة بمرتين تقريبًا في حجم التبادل التجاري في الأشهر الستة الأولى».
وأضاف: «لدينا العديد من القضايا التي تتطلب المناقشة، لذلك أنا متأكد من أن هذه لن تكون مجرد زيارة وداع مرتبطة بقراركم بعدم الترشح مجددا لمنصب المستشار الاتحادي، ولكن أيضًا زيارة غنية بالعمل».
وبعد المحادثات مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن «روسيا سترحب دائماً بقدومها إليها عندما تترك منصبها».
كما نوه بوتين إلى أنّ «أحد الموضوعات ذات الأولوية في المحادثات مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كان موضوع أفغانستان».
وقال بوتين خلال مؤتمره الصحافي، حول أفغانستان: «نحن نعرف هذا البلد جيداً، وكان من غير المجدي فرض شيء عليه من الخارج، أو فرض شكل غير مألوف للحكم والحياة العامة».
وأضاف بوتين أنه «من المهم منع الإرهابيين من دخول البلدان المجاورة لأفغانستان، بما في ذلك تحت ستار اللاجئين».
وقال بوتين: «يجب علينا جنباً إلى جنب مع الشركاء الآخرين، سواء مع الولايات المتحدة أو مع الدول الأوروبية، أن نبذل قصارى جهدنا لتوحيد جهودنا من أجل دعم الشعب الأفغاني، من أجل تطبيع الوضع في هذا البلد وإقامة علاقات حسن الجوار معه».
بالمقابل أكدت ميركل على أنّ «تولي حكومة أفغانستان كان لحظة مقلقة»، معتبرة أنه «يجب الآن إجراء مفاوضات مع طالبان».
وقالت المستشارة الألمانية: إنّ «المجتمع الدولي يجب أن يحارب عودة الإرهاب في أفغانستان».
وأضافت في هذا الصدد: «بالنسبة لأفغانستان، أود أن أذكركم بنقطة البداية – هجمات 11 أيلول على الأراضي الأميركية. وأدى ذلك إلى بدء الحرب ضدّ الإرهاب، تليها عمليات الناتو. وقد تحسن وضع الإرهاب في أفغانستان منذ ذلك الحين. لكن يجب على المجتمع الدولي أن يحارب إعادة الإرهاب إلى أفغانستان».
وأشارت قالت المستشارة الألمانية، إنها «بحثت مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التيار الشمالي – 2 والاتفاقيات مع الولايات المتحدة بشأن هذا المشروع».
وشدّدت ميركل خلال تصريحاتها أثناء لقائها بوتين، أمس، أن «مشروع (التيار الشمالي – 2)، ليس مشروعاً ثنائياً بين روسيا ألمانيا فقط، إنما هو مشروع أوربي لأن شركات أخرى من دول أخرى(أوروبية) تشارك أيضاً في المشروع».
ونوهت ميركل إلى أنها «تحدثت خلال الاجتماع مع الرئيس بوتين عن الوثيقة المبرمة بين الولايات المتحدة وألمانيا، وحول تعيين جورج غراف فالدرسي ممثلاً خاصاً لمجلس الوزراء لنقل الغاز إلى أوكرانيا».
وقالت المستشارة الألمانية: «ناقشنا أنا والرئيس (بوتين) أن غراف وفالدرسي سيكون مفاوضاً ذا خبرة كبيرة فيما يتعلق بنقل الغاز إلى أوكرانيا بعد عام 2024. ونحن نتحمل مسؤولية معينة هنا، على الرغم من جميع الجوانب الاقتصادية التي يجب أخذها في الاعتبار».
كما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه «تمت إدانة أليكسي نافالني بارتكاب جرائم جنائية فيما يتعلق بالعلاقة مع شركاء أجانب، وليس لأسباب سياسية».
وقال بوتين معلقاً على قضية نافالني: «لا أحد يجب أن يختبئ وراء الأنشطة السياسية في حالة انتهاك القانون».
وأضاف بوتين: «مكافحة الفساد مهمة جداً لكن لا يجب أن تستخدم كأداة في الصراع السياسي».
وحول الحكم في قضية نافالني، قال الرئيس الروسي: «هذا قرار السلطات القضائية، أطلب منكم معاملته باحترام».
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن «الدول الغربية تهدف إلى تقويض الاستقرار السياسي الداخلي في روسيا، قبل الانتخابات، بتوجيه اتهامات لا أساس لها، بشأن المواطن أليكسي نافالني ومواضيع أخرى. وأن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي وهياكلنا الخاصة الأخرى، تعمل وتراقب مثل هذه التهديدات المتطرفة».
وأوضح لافروف أنّ «لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي، وافقت، في 15 تموز الحالي، على تقرير (وثيقة)، حول مستقبل العلاقات السياسية بين الاتحاد الأوروبي وروسيا، يدعو دول التكتل، إلى الاستعداد لعدم الاعتراف بنتائج انتخابات البرلمان الروسي، «في حال انتهاك المبادئ الديمقراطية».
وقال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في وقت سابق، أنه «على روسيا تجنب العبارات الفارغة والشعبوية، خلال الحملة الانتخابية»؛ مشيراً إلى أنّ «الانتخابات البرلمانية الفيدرالية ستجرى في الخريف القادم، وستجرى حملات انتخابية مهمة في المناطق».
وطالب بوتين بـ»التنافس بنزاهة وشفافية، واحترام جميع الخصوم، والتقيد الصارم بقواعد القانون والأخلاق السياسية».
هذا وسيتم إجراء الانتخابات القادمة في روسيا على مستويات مختلفة، بما فيها البرلمانية، في 19 أيلول 2021، في يوم التصويت الموحّد.