الرئيس الحريري يتحدث بعد صمت!
} المعلم نخلة
رأى الرئيس سعد الحريري الذي توّج ثلاث سنوات من رئاسته للحكومة اللبنانية في الآونة الأخيرة من العام 2016 الى العام 2019 بالاستقالة أمام ضغط الجماهير الغاضبة والساخطة على فشل الحكومة واهتراء الدولة وفسادها في 17 تشرين الاول 2019، ويضيف سنة كاملة من مساع فاشلة بذلها خلال 19 جولة من المماحكات والسفريات والنزهات والزيارات الى المنتجعات حيث الحسناوات اللطيفات في أكثر من عاصمة ودولة، وفي جيبه «كتاب تكليف» فيما البلد يغرق في أزماته المتوالدة منذ ثلاثة عقود من السياسات الريعية التي ولّدت طبقة استثمارية موغلة في الفساد، ولصوص المال عام، واستدانات ورشوات حوّلت اللبنانيين الى متسوّلين يشتهون عضة رغيف وحبة البانادول ببركة العهود الحريرية وخاصة في العقد الأخير!
الرئيس سعد الحريري حفظه الله، صحا من نومه وعزلته وعزوفه عن المسؤولية ليجد في باخرة المازوت الإيرانية الى الشعب اللبناني خطراً على لبنان وتتسبّب في فرض عقوبات على بلد يعاني اقتصادياً وانهياراً سيجعله كفنزويلا التي تتعرّض لعقوبات شديدة، متناغماً مع نجم الحرب الأهلية سمير جعجع ورئيس الكتائب سامي الجميّل، ومع المسؤول السابق في الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» بيترنو فينيز الذي يدّعي أنّ ايران تسعى للسيطرة على لبنان !
لا بأس…
نحن في لبنان نقدّس حرية الرأي التي نص عليها دستورنا، وباستطاعة اي لبناني ان يعبّر عن رأيه، حتى ولو كان هذا الرأي سخيفاً لا يساوي ذبابة.
ورأيي هو استهجان تصريح الرئيس الحريري الذي يحذر من قدوم المازوت بالمساعدات الإيرانية الذي يعتبره احتلالاً ايرانياً! وأتساءل ماذا تريد إيران التي تبلغ مساحتها مليون و 700 ألف كيلو متر مربع من لبنان الذي تبلغ مساحته عشرة آلاف كيلومتر مربع ويستورد 90% من حاجاته الأساسية ولا يساوي مساحة مدينة متواضعة في إيران؟؟ وما حاجة إيران من لبنان سوى مساعدة شعبه وهي لا تتدخل في شأن لبناني سيادي عكس ما يروّجه عرب الولايات المتحدة وكلاب المساعدات «الإسرائيلية» خلال الحرب الأهلية، والمنتظرون أمام الدواوين طلباً للرضى والاعطيات السخيات.
أما الحديث عن اغتصاب السلطة؟ فأين كان رؤساء السلطة ولسنوات طويلة ولم يبنوا معملاً للكهرباء وهو ما لم يحصل في ايّ دويلة متخلفة في العالم! ومع ذلك نتشدق ونغني «لبنان يا قطعة سما»؟
والى متى يضحك علينا ساساتنا، ونضحك على أنفسنا؟ ويبكي علينا العالم؟!