سقوط القرن الأميركي…
} رنا العفيف
تغيّر المشهد السياسي والإقليمي وانتفضت الصورة الحقيقية التي كانت تعكس الإمبراطورية الأميركية في المنطقة والعالم العربي وأصبحت القوة الأميركية تتلاشى بعد أن كانت القوة التي لا تردّ، ولكن بعد هزيمتها في أفغانستان انطوت على نفسها لتحط رحالها الإدارة الأميركية في الداخل وذلك للملمة الحلفاء على ضفتي الأطلسي لردّ الخطر الاستراتيجي عنها، فكان لعهد جو بايدن أول هزيمة في أفغانستان ويُعتبر بمثابة الساقط السياسي لفظياً في الوقت الحالي بينما المضمون الأميركي في حالة تراجع تسبّب بتقليص دورها وعودتها إلى الداخل. وفي سياق التعبير الزمني رسخت حركة طالبان الهزيمة الامبراطورية الأميركية واستطاعت أن تهزم واشنطن بعد أن غزت الولايات المتحدة الأميركية أفغانستان، فكان للأحادية القطبية بعمر الدول أن تنتصر لتأخذ بعين الاعتبار بأنّ هذا القرن سقطت جحافله وكان هناك كتب عديدة عن القرن الأميركي ولكنه اليوم سقط مع الصورة وانهارت مفاهيمه على كوكب الأرض ليكون لهذا السقوط تداعياته بعد هزيمة أميركا في أفغانستان وأوّلها :
أولاً: تراجع صورة أميركا في العالم من حيث الموقع الاستراتيجي بما أنّ هناك تقارير استراتيجية تقول إنّ منطقة وسط آسيا هي المنطقة المستثمرة بعد منطقة غرب آسيا.
ثانياً: البؤرة المتفجرة في أفغانستان هي بؤرة تحدّ وحسم مصالح لحركة طالبان في حين دخلت القوات الأفغانية الى كابول بحسب المعلق بإسم حركة طالبان، وقد قال إنّ كابول التي خرجنا منها منذ عشرين عاماً تغيّرت، ونحن أيضاً تغيّرنا، وهذة الرسالة تعني بأنّ أفغانستان دولة مهمة بموقعها الجيواستراتيجي من ناحية الإمكانات والخامات الموجودة فيها، وأنّ كلّ من يعلق على الفراغ التي تركته الولايات المتحدة الأميركية ستأتي الصين وتملأه بالمعطيات التي فشلت الاستخبارات الأميركية تقديرها، بالرغم من علاقاتها مع المخابرات الباكستانية، طبعاً قبل أن يخرج الرئيس الأفغاني قال: حين كان هناك تساؤل من أين أتت حركة طالبان بهذه القوة لم تكن تتوقع أنها تستطيع أن تؤمّن هذا الحشد فقد أرسلت باكستان إلى طالبان عشرة آلاف مقاتل، وهذا يؤكد بأنّ باكستان شريكة مع طالبان بهزيمة أميركا ليبقى المنتصر معلقاً بكلّ من روسيا التي اعترفت بهزيمة أميركا، والصين ذات الضمانات والعلاقات الاستثنائية مع طالبان، وإيران وحتى طالبان لأنها المستثمر التي رعت الموقع الجيوسياسي بكسر الغطرسة الأميركية.