ترحيب بمبادرة حزب الله: شكراً إيران
رحّب نواب وأحزاب وقوى سياسية بمبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاستحصال على المشتقات النفطية من إيران، فيما صدرت مواقف ضئيلة رفضت هذا الحلّ للأزمة، أبرزها للرئيس سعد الحريري وحزب»القوات».
وفي هذا الإطار، قال النائب اللواء جميل السيّد في حسابه «الذين على باخرة النفط حتى قبل أن تتحرك من إيران، وربطوا ألسنتهم عندما عربدَت الطائرات الإسرائيلية فوق بيروت ليلاً، هؤلاء تجّار سيادة، كلما تعرّضوا للمقاومة ارتفع سعرهم في الخارج! لو سماحة السيّد بيصالح إسرائيل، ليصير سعرهم أرخص من الفجل، وليوقفوا بالصف عباب الضاحية».
من جهته، رأى النائب السابق إميل لحّود أنه «يجدر شكر إيران على إرسالها بواخر من المشتقات النفطية، إذ أن أي مساعدة يتلقاها لبنان في هذه المرحلة الاقتصادية الحرجة جداً مشكورة، وما على المتباكين على الوضع في لبنان، مثل الاتحاد الأوروبي وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، إلا أن يرسلوا مساعدات كما فعلت إيران».
ولفت في تصريح، إلى أن «بيان الرئيس سعد الحريري أتى كصحوة النائم، وهو باشر، كما يبدو، مرحلة التجييش الطائفي لزوم شدّ العصب قبل الانتخابات النيابية، علماً بأن كلامه عن التهريب مستغرب، بينما بعض العائلات لم تدفن شهداءها بعد على أثر كارثة انفجار عكار، حيث لا نفوذ لحزب الله بل إن نواباً في كتلته يصولون ويجولون على خطوط التهريب».
وأضاف «نقول للحريري أخرج الخشبة من عينك قبل أن تنظر الى تلك التي في عين الآخرين، وبدل التهجم على المساعدات الإيرانية عليك أن تبحث، عند من تبقى لديك من أصدقاء، عن مساعدات تؤمنها للبنان لأن الواقع الذي وصلنا إليه بفضلك وبفضل رفاقك من الزعماء جعلنا نقبل المساعدة من أي كان».
وختم «تنطبق على دول الغرب وبعض السياسيين العبارة التي مفادها أنهم لا يعملون ولا يريدون للآخرين أن يعملوا ولا يحيدون من درب من يريد العمل».
بدوره، رحّب رئيس «حركة الشعب» النائب السابق نجاح واكيم في تصريح، بقرار السيد نصرالله استيراد المشتقات النفطية من الجمهورية الإسلامية الايرانية، مشيراً إلى أن «قرار السيد نصرالله قوبل بارتياح عام من اللبنانيين، باستثناء قلّة من المأجورين، عملاء الولايات المتحدة الأميركية وأتباعها الإقليمين، الذين لم يخجلوا بإعلانهم رفض هذه الخطوة الوطنية وسعيهم إلى تعطيلها وتشويهها».
وإذ دان الحصار الأميركي الظالم على الشعب اللبناني، استنكر بشدة «الحملات الإعلامية التي يحركها أولئك الذين أوصلوا لبنان إلى الانهيار الشامل، وتسببوا بمعاناة اللبنانيين».
وحيّا «القرار المشرّف والمسؤول» للسيد نصرالله باستجلاب النفط الإيراني، متوجهاً بالشكر «لحكومة وشعب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي هبّت لمساعدة لبنان، على عكس الدول النفطية الخليجية، التي تنفذ السياسة الأميركية – الإسرائيلية ضد لبنان وشعبه».
ووصف الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد إعلان السيد نصرالله الاستحصال على المشتقات النفطية من إيران بالتاريخي غير المسبوق والوطني والسيادي بامتياز، و»بخاصة أن عملية شراء النفط من إيران تمّت بأموال لبنانيين وهي غير مشروطة بأي أجندة سياسية».
ورأى «انّ ردّ فعل السفيرة الأميركية دوروثي شيا للإعلان عن سعيها لتزويد لبنان بالغاز والكهرباء من مصر والأردن عبر سورية، ليس فقط من أجل استيعاب صدمة انطلاق البواخر المحمّلة بالنفط من إيران، بل يؤكد أن أميركا هي التي تحاصر لبنان وبيدها الحل والربط والقرار».
وسأل «أليس في تدخلها إهانة للبنان وانتهاك لسيادته واستقلاله؟» داعياً «القوى المعترضة ان تستحصل من رعاتها على احتياجات الشعب الأساسية، بدلاً من الوقوف في مواجهته وهو يعاني من الفقر والجوع والبطالة والذلّ والمرض».
واعتبر أن «الإعلان عن باخرة النفط هو أول طاقة فرج سياسي ويكون بتأليف الحكومة، لأن الأميركي لن يقبل بانقلاب الأوضاع ضدّه وخسارة الأرض لوجود بديل عنه، ويسعى لتزويد البلد بجرعات مخدّرة».
وقال رئيس الحزب «اللبناني الواعد» فارس فتّوحي في بيان «بعيداً من الاتهامات وإلقاء اللوم على هذا الفريق أو ذاك، فإن اللبنانيين يعيشون تحت وطأة أزمة لا ترحم على المستويات كافة، من هنا فإن أي مبادرة تأتي لسدّ جزء من الحاجات المتراكمة تصب في الخانة الإيجابية. وبالتالي من هذا المنطلق نرحب بمبادرة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لاستيراد النفط الإيراني إلى لبنان».
أضاف «وبدلاً من الجدل حول هذه المبادرة، ندعو الأطراف كافة في لبنان، إلى القيام بالمثل أي الطلب من حلفائهم أكان في الشرق أو في الغرب أو البلدان العربية لمدّ لبنان بالمحروقات والدواء وأي مساعدات أخرى لتجنيب أبنائه وقفات الذلّ المتتالية في الطوابير، حيث أن فقدان المحروقات ينعكس سلباً على مفاصل الحياة كافة».
وفي هذا السياق، شدّد فتّوحي على أن «أي مساعدة تصل إلى لبنان يجب أن تحترم السيادة اللبنانية، فلا يجوز أن يبقى البلد ككرة تتقاذفها المصالح الدولية. وبالتالي لا يجوز على هذه الدول أن تضع الشروط المسبقة مقابل أي مساعدة».