الجيش يستقدم تعزيزات عسكرية جديدة لإعادة الاستقرار إلى درعا البلد.. والدفاع الروسية ترى انضمام سورية إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي ممكن
الأسد يستقبل وفداً أوروبياً والنقاش يركز على تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة
أكد الرئيس السوري بشار الأسد أنّ الشعب السوري تعلَّم كيفية إيجاد حلول جديدة للتغلّب على الصعوبات.
كلام الأسد جاء خلال استقباله تيري مارياني عضو البرلمان الأوروبي-عضو حزب التجمع الوطني الفرنسي والوفد المرافق له.
وجرى خلال اللقاء نقاش حول تطورات الأوضاع في سورية والمنطقة، حيث أجاب الأسد عن أسئلة أعضاء الوفد المتعلقة بالوضع على الأرض والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب السوري نتيجة العقوبات والحصار الجائر المفروض عليه مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من التأثيرات السلبية لهذا الحصار في كل نواحي الحياة، إلا أن السوريين تعلموا كيف يوجدون أفكاراً وحلولاً جديدة يستطيعون من خلالها التغلب على الصعوبات.
واعتبر الرئيس الأسد أنّ من الضروري أن يكون هناك حوار على المستوى البرلماني وعلى المستوى الفكري والثقافي من أجل تحليل وفهم التطورات والتبدلات التي تحدث في المنطقة والعالم، مؤكداً أهمية زيارة الوفود البرلمانية والثقافية إلى سورية والمنطقة لترى الأمور كما هي، ولكي تستطيع الربط ما بين التصريحات السياسية والواقع، وذلك لأن ما تعاني منه أوروبا في موضوع اللاجئين والإرهاب والتطرف سببه سياساتها الخاطئة في منطقة الشرق الأوسط.
وتطرّق الحديث إلى دور الفكر القومي في المنطقة العربية، والهوية والعلاقة بين الدين والسياسة والتحديات الكبيرة التي تواجهها دول العالم نتيجة للتطرف الذي تغلغل في الكثير من المجتمعات، ومنها الأوروبية نتيجة فشل حكوماتها في وضع سياسات صحيحة لتحقيق اندماج المهاجرين إلى أوروبا مع احتفاظهم بهويتهم الأصلية.
إلى ذلك، أعلن رئيس الإدارة السياسية العسكرية في وزارة الدفاع الروسية الجنرال أندريه كارتابولوف أن انضمام سورية إلى منظمة معاهدة الأمن الجماعي أمر ممكن إذا كان ذلك مفيداً لها وللدول الأعضاء في هذه المنظمة.
وقال الجنرال الروسي في مقابلة مع إذاعة صدى موسكو: إن “ميثاق المنظمة ليس عقيدة جامدة، ويجب أن يتطابق مع الموقف الناشئ مباشرة” موضحاً أنه لا يستبعد احتمال انضمام سورية إليها إذا تحققت الفائدة المشتركة.
يذكر أن منظمة معاهدة الأمن الجماعي تأسست في الـ 7 من تشرين الأول 2002 على أساس معاهدة الأمن الجماعي الموقعة في الـ 17 من أيار 1992 وتضم في عضويتها حالياً روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان.
وكان كارتابولوف، قد قال، إن القوت الروسية التي تحارب التنظيمات المتطرفة في سورية ساهمت في منع ظهور تنظيمات إرهابية “أسوأ من طالبان”.
وأشار في حديثه مع برنامج إذاعي إلى أن سورية استمرت كدولة قائمة بفضل عمليات مكافحة الإرهاب التي تجريها القوات الروسية. وأضاف: “لولا القوات الروسية، لكان هناك الآن تنظيم داعش، أسوأ من حركة طالبان في أفغانستان”.
ميدانياً، وصلت تعزيزات عسكرية الجيش السوري، الجمعة، إلى درعا البلد وطريق السد، بهدف إخراج المسلحين الرافضين لجهود التسوية، وتسليم كافّة أنواع الأسلحة التي بحوزتهم، تكريساً للاستقرار الأمني في المحافظة الواقعة جنوبي سورية.
وذكرت وكالة “سانا” السورية نقلاً عن مصادر ميدانية أنّ “المجموعات الإرهابية المنتشرة في درعا البلد تُعطّل بشكلٍ مقصود جهود التسوية وتسليم السلاح وتعمل على إقامة تحصينات جديدة مستغلة جهود التسوية للتحضير لشنّ اعتداءات عبر فلولها المنتشرة في بعض مناطق المحافظة على المدنيين ونقاط الجيش وتستعيد أسلحتها الثقيلة المخبأة تحت الأرض والتي يفترض أنها سلّمتها للجيش خلال المرحلة الماضية”.
وأضافت المصادر أن “تعنّت المجموعات الإرهابية يرتبط بالتصريحات الصادرة عن بعض الدول الغربية الداعمة للإرهاب وبالعدو الإسرائيلي الذي يكرر اعتداءاته على سورية في محاولة لرفع معنويات الإرهابيين».
كما أشارت إلى أنّ هذا الأمر “لن يُثني الجيش عن إعادة الاستقرار إلى محافظة درعا التي تحول بعض أحيائها وقراها إلى بؤر تنتشر فيها فلول مجموعات إرهابية وخارجون عن القانون”.
وتأتي التعزيزات العسكرية للجيش السوري، اليوم، بعد مرور نحو شهر على إطلاق جهود للتسوية لإنهاء سيطرة مجموعات إرهابية على مصير المدنيين في منطقة درعا البلد، بحسب وكالة “سانا.”
ونهاية شهر تموز/يوليو الماضي، نقض المسلحون اتفاقاً بين الجهات الأمنية والعسكرية ووجهاء منطقة درعا البلد، والذي كان ينص على تسليم السلاحين الخفيف والمتوسط، وإقامة نقاط للجيش السوري داخل أحياء درعا البلد، وفتح الطريق في اتجاه مركز المدينة.
وفي سياق متصل، واصلت ميليشيا “قسد” المدعومة أميركياً التضييق على المواطنين وترهيبهم حيث اختطفت دوريات تابعة لها عدداً من المواطنين من أهالي قرى وبلدات ريف الحسكة الشرقي والجنوبي.
وأفادت مصادر محلية من منطقة القامشلي بأن مجموعات مسلحة تابعة لميليشيا “قسد” حاصرت قرية مرزوقة وخطفت إمام وخطيب جامع القرية البالغ من العمر 65 عاماً وشاباً من قرية السويدية وسبعة شباب من قرى سليمان ساري والقاسمية وقرطبة وشابين من قرية القحطانية واقتادتهم إلى مقراتها بحجج وذرائع مختلفة.
وخطفت ميليشيا “قسد” 12 مواطناً من منازلهم في ريف الحسكة و4 من عائلة واحدة في ريف دير الزور واقتادتهم إلى جهة مجهولة وذلك في ظل ممارساتها القمعية والعدوانية ضد الأهالي في مناطق انتشارها.
من جهة أخرى، بدأت مديرية الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة الحسكة تقديم مستلزمات إقامة وسلات غذائية بالتعاون مع الهلال الأحمر السوري للمهجرين من ريف المحافظة الشمالي الغربي نتيجة العدوان التركي على قراهم وبلداتهم الآمنة.
وذكر مدير الشؤون إبراهيم خلف في تصريح أنه بالتعاون مع عدد من الجمعيات أجرت المديرية مسحاً لعدد الأسر المهجرة من ناحية أبو راسين وزركان الذين وصلوا إلى مدينة الحسكة خلال الـ 24 ساعة الماضية حيث توزعوا على مراكز الإقامة المؤقتة في حي مشيرفة بواقع 101 عائلة وحي العزيزية 50 عائلة، إضافة إلى عدد من الأسر في مدرسة ظهر العرب على طريق مدينة الدرباسية.
ولفت خلف إلى أنه تم إرسال فرق مسح اجتماعي وفرق صحية إلى المراكز والبدء بتقديم مبادرات عاجلة كمساعدات للنظافة والفرش والمياه كما يقوم فرع الهلال الأحمر السوري بتقديم السلات الغذائية لها.