العين ستبقى على فلسطين
شهدت فلسطين خلال اليومين الماضيين جملة أحداث هامة لا يجوز أن تغيب عنها عيون المتابعين، وخصوصاً الذين يؤمنون بأنّ محور الصراع يدور حولها وأنّ كلّ شيء يرتبط بمستقبل الصراع فيها، وأنّ ما نشهده في كلّ ساحات المواجهة هو بصورة أو بأخرى امتداد لها أو صدى لما يجري فيها.
خلال يومين شهدت المناطق المحتلة عام 1948 حراكاً شعبياً وشبابياً ناشطاً للدفاع عن المعتقلين، مسجلاً تطوّراً كبيراً في حجم الحضور والامتداد الزمني يدخل هذه المناطق والمواجهة التي تخوضها في مرحلة جديدة من الحيوية لم تعرفها من قبل، ويجب ان يشعر أهلنا الصامدون في مواجهة أعلى مراتب العنصرية والاحتلال الاستيطاني أنهم في عيون أمتهم واخوتهم في كلّ بلدان المنطقة وشعوبها، وانّ تضحياتهم تتقدّم في الاهتمام على كلّ ما عداها، وأنهم الأمل الكبير الذي يرتبط به مستقبل المعركة حول فلسطين.
خلال اليومين الأخيرين شهدت جنين وغزة ومناطق القدس ومحيطها والمستوطنات العنصرية في جوارها، مواجهات بطولية سجل خلالها المقاومون في سجل الشرف وقفات نوعية، ففي جوار القدس قام الإحتلال بإخلاء مستوطنيه بعدما أشعلت نيران شباب البلدات المجاورة النيران من حول المستوطنات، وفي جنين خرج الشباب بسلاحهم في مواجهة جيش الإحتلال ومخابراته ومستوطنيه وقاتلوا خارج قواعد موازين القوى بكلّ بسالة حتى ارتقوا شهداء، وفي غزة خرج الشباب لمحاصرة الحصار حتى بلغوا الجدار، وهناك سجلوا بطولة موصوفة حيث تحولت الطلاقة المعدة لقتلهم الى مقتل بأيديهم لقناصة الإحتلال، مع الطلقة المقدسة لمسدس بيد أحد شبابهم، وتلت هذه الواقعة الإستثنائية جملة غارات استهدفت غزة ومواطنيها، ومن حق هؤلاء جميعاً علينا ان يعلموا انّ تضحياتهم وبطولاتهم هي مدرسة تغتني بها تجارب شعوب المنطقة ومقاوماتها، وانّ هذه البطولات والتضحيات وحدها تجعل فلسطين أقرب، وأنّ شيئاً لن يخطف صورة هذه الملاحم من العيون والقلوب والعقول.
خلال اليومين الماضيين أحيا المناضلون والناشطون في الضفة الغربية ذكرى استشهاد المقاوم والمناضل نزار بنات الذي تمّ اغتياله بقرار شراكة التنسيق الأمني بين مخابرات الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية، وقامت أجهزة السلطة بمحاولة لقمع التحرك الذي دعا رموزه لكشف حقيقة الاغتيال ومحاسبة المتورّطين، واعتقلت قادة ومقاومين ورموز نضاليه تستحق أن يعلن المؤمنون بفلسطين وبالحرية التضامن معها والتمسك بحق هؤلاء القادة بالحرية وإدانة ما تعرّضوا له، وتأكيد انّ هذا التعسّف والإعتداء يدين السلطة ويحملها تبعات أخلاقية ووطنية لجهة تنفيذ أجندة سلطات الاحتلال.