أميركا والقارة العجوز
} يكتبها الياس عشّي
عاد الحديث عن العلاقة الملتبسة بين أميركا وأوروپا العجوز، بعد الانسحاب الأميركي من أفغانستان دون التشاور مع حلفائها الأوروپيين.
ولتفسير هذا الالتباس لا بدّ أن تعود إلى البدايات، وتتحدث عن «احتلال» الأوروپيين للقارة الأميركية: شمالها، ووسطها، وجنوبها.
ومن أين نبدأ؟
ألم يخض الأوروپيون حرب إبادة لسكّان أميركا الأصليين المسمّين خطأً بالهنود الحمر؟
ألم يحوّلوا هذه القارة البكر إلى سوق نخاسة عندما خطفوا الملايين من سكان القارة السمراء وجعلوهم «عبيداً» يُباعون ويُشرون كأيّ متاع؟
ألم ينقلوا صراعاتهم الدينية والمذهبية، وما رافقها من مذابح، إلى القارة الأميركية؟
ثُمّ ألم يخض جورج واشنطن حرباً مع بريطانيا العظمى للحصول على الاستقلال؟ وما زلنا نتذكر مخاطبته للإنكليز:
إنّ تاج ملككم، وثروة الامبراطورية البريطانية لا يكفيان ثمناً لاستقلال بلادي، حاربوا تفننوا أو نفنيكم؟
بلى… حدث كلّ ذلك، وما زلت أنتظر أن يتهم جورج واشنطن بالإرهاب ويحاكم؟ أليس هذا ما تفعله الدول «الديمقراطية» في خلطها بين الإرهاب والمقاومة؟