ثقافة وفنون

عندما تنتحر الشفاه!

} د. زينة جرادي *

ونسيتُه؟!

واكتفيتُ بما نطَقَ القلبُ على صفَحاتٍ بيضاء

بهمسٍ ثنايا الورق

هائماً بين السطور

بصوتٍ صامتٍ قد بلغ الزُبى!

يا حفيفَ الصمتِ لا تبُحْ بالمزيد

كُفَّ عنِ التمتمة

لا تسمحْ للكلماتِ أن تُعرّيك

لا تسقُطْ في اليأس

ولا تقِفْ خلفَ الأبوابِ المُغلقة

إنّي رأيتُ الفؤادَ خاشعاً

مُتَوَسِّداً ظِلَّ أضْلُعي

مُعلِناً الاستسلام

يا قلبُ كفاكَ تَهْطِلُ كمطرٍ عجوزٍ في عِزِّ قَيْظ

قاحلٍ كصحراء

يُراقِصُ الريح…

مَزَّقْتُ كُلَّ الصُوَر

لم يبقَ لِرِحْلتِنا من زاد

قسماً سأطفئُ نارَ قلبي وأُوقدُ كبريائي من جديد

سأحتلُّ ساعاتِ نومِك

سأُلقي بآخِرِ طُعمٍ لسِنّارتي في الفراغ

وأُطعِمُكَ لعنتي

سترتدي وَصْمَةَ حُبٍّ مَوْءودة

لتستمرَّ في الموتِ الأبديّ

 إنّي قَطَعتُ رِباطَنا كما يُقْطَعُ الحبلُ السِّرّيُّ عن رَحِمِ الحياة

أَيَا حُبُّ ما لكَ ولقلبي

دعْهُ يتنفسِ الصُّعَداء

أَوّاهُ يا كأسَ الغرامِ انتحرتْ عليكَ الشفاه

تتباكى ودموعُكَ الحمراءُ من ذهب

وأنتَ القاتلُ والمقتول

لن أرحمَ أناي

فقد أطفاتُ النارَ الأخيرةَ بداخلي

دعِ الشمْعَ ينصهِرْ ويختُم رسائِلَك

لا تبكِ لن أكونَ نورَ ليلِك

لا تخترِ الطريقَ الأقرب

فليسَ ظِلّي خلفَك

أمْ تركتَ معي بعضَك؟

غَرِقْتُ في دمعيَ المُسال

والعينُ تنزِفُ والكُحْلُ فيها يخبِرُك

لا تلبسِ الأنينَ ثوباً

 ألا تخجل؟

تمزقَتْ في وجهي كلُّ الأحاسيس

لوَّحَتِ الريحُ في مَهرجانِ الوَداع

أطفأتْ حُباً على الورقِ احترق

لن تنبُضَ ثانيةً بوتيني

لم تعُدْ ترسِمُ الصباحَ في شراييني

لم تعُدْ خالداً ترقُصُ داخلَ العواصف

طحنتُكَ مع بقايا الحُب

فأنا اليومَ أراكَ سراباً اختفى خلفَ الظلام…

*أديبة وروائية وشاعرة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى