تعليق الرحلات الجوية في “كابل” و«طالبان” تتعهد بعدم استهداف دول الجوار وفرنسا تدعو إلى تمديد موعد الإجلاء
أعلنت هيئة الطيران المدني الأفغانية، أمس، “تعليق الرحلات الجوية في مطار كابل حتى إشعار آخر”.
وقالت الهيئة في بيان على فيسبوك: “تم تعليق جميع الرحلات الجوية في مطار حامد كرزاي الدولي”.
كما حثت الهيئة المواطنين على عدم زيارة منطقة المطار “تجنباً للازدحام والحوادث المحتملة اللاحقة”.
يشار إلى أنّ الهيئة تعمل على استئناف الرحلات الجوية بين الولايات الأفغانية وخارجها.
وفي وقت سابق أفادت وسائل إعلام أفغانية بـ”إغلاق مطار كابل لمدة يومين من أجل إجلاء الأشخاص المتواجدين حالياً في أراضيه”.
من جهته، أكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، أمس الاثنين، أن “حركة طالبان الأفغانية تعهدت بأنه لن يتم استهداف أي دولة في الجوار من الأراضي الأفغانية”، مشيراً إلى أنّ بلاده ساعدت في “إجلاء رعايا من نحو 28 دولة خلال الفترة الأخيرة من أفغانستان”.
وأوضح قريشي في مؤتمر صحافي، أمس: “حركة طالبان أكدت بأنه لن يتم استهداف أي دولة في الجوار من الأراضي الأفغانية”، وذلك بعد سيطرتها على الأمور في أفغانستان.
وأوضح وزير الخارجية أن بلاده أسهمت في “إجلاء نحو 3024 من الرعايا الأجانب خلال الأيام الماضية من أفغانستان، من نحو 28 دولة”، مشيراً إلى أنّ “وزراء خارجية دول بينها الولايات المتحدة الأميركية والسعودية ودول غربية أخرى أشادوا بخطوات باكستان في هذا الشأن”.
كما أشار قريشي إلى أنه “سوف يجري جولة إقليمية خلال الأيام المقبلة تضم أوزبكستان وطاجيكستان وتركمانستان وإيران لمناقشة الوضع في أفغانستان”، موضحاً: “تتركز هذه الجولة لمناقشة التحديات التي يمكن أن تواجهها دول الجوار من الوضع في أفغانستان خاصة في حالة تدفق اللاجئين”.
وكانت الحكومة الباكستانية أعلنت تقديم قائمة بالمطلوبين للعدالة من حركة طالبان الباكستانية إلى قيادة طالبان في أفغانستان، لاتخاذ إجراء فوري ضدّ “مرتكبي جرائم ضد المواطنين الباكستانيين”.
وقالت مصادر في وزارة الخارجية الباكستانية إنّ “الحكومة الباكستانية قدمت القائمة بالمطلوبين من حركة طالبان الباكستانية إلى قيادة طالبان أفغانستان لاتخاذ إجراء فوري ضدّ هؤلاء وإنهاء تواجد الحركة الباكستانية المحظورة، والمتهمة بقتل الألوف من الباكستانيين، في أراضي أفغانستان”.
وأضاف المصدر أنّ “رئيس طالبان الأفغانية الملا هبة الله أخوند زاده شكل لجنة مكونة من 3 أعضاء للنظر في القضية والتأكد من أن طالبان باكستان لا تشنُّ أي هجوم داخل باكستان مستخدمة أراضي أفغانستان”.
وفي 20 آب الحالي، أعلنت إسلام آباد أنها تلقت تأكيدات من حركة طالبان بأن أفغانستان “لن تكون أرضاً لأي مجموعات إرهابية”.
وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، زاهد حافظ، أن “الوزير شاه محمود قريشي، سيزور العاصمة الأفغانية كابول قريباً”، مشيراً إلى تلقي بلاده تأكيدات من حركة “طالبان” بأنّ “أفغانستان لن تستضيف أي مجموعات إرهابية”.
ولفت إلى أن “السفير الباكستاني في كابول، منصور أحمد خان، عقد لقاءات عديدة مع قيادات في حركة طالبان والأطراف الأخرى، من بينهم عبد الله عبد الله والرئيس الأفغاني السابق، حامد كرزاي وقيادات أخرى”.
وقالت باكستان الأربعاء الماضي إنها “لن تعترف بحكومة تتزعمها حركة طالبان، دون التنسيق مع الدول الصديقة، وذلك بعد ثلاثة أيام من إعلان الحركة المتشددة بسط نفوذها على العاصمة الأفغانية كابول”.
ونقل التلفزيون الباكستاني عن مصدر برئاسة الحكومة تأكيد رئيس الوزراء، عمران خان، أنّ “القرار بشأن الاعتراف بحكومة جديدة في كابول سيتم بالتشاور والتنسيق مع الدول الصديقة”.
وفي السياق الأفغاني، دعت فرنسا، أمس، إلى “تمديد الموعد النهائي لعمليات الإجلاء من أفغانستان والمقرر في 31 آب”.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إنّ “هناك حاجة للمزيد من الوقت بعد 31 آب لإتمام عمليات الإجلاء الحالية من أفغانستان”.
وأضاف الوزير الفرنسي: “نشعر بالقلق بشأن الموعد النهائي في 31 آب الذي حددته الولايات المتحدة”.
وفي وقت سابق، قال جوزيب بوريل، منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنّ “من المستحيل إجلاء عشرات الآلاف من الأفغان وعائلاتهم بحلول الموعد النهائي”.
وأشار بوريل إلى أنّ “هناك مشكلة في الوصول إلى مطار كابول”، مشيراً إلى أن “إجراءات المراقبة والأمن التي تفرضها الولايات المتحدة مشددة للغاية”.
يذكر أنه في 15 آب، استطاعت حركة “طالبان” السيطرة على العاصمة الأفغانية، كابول، بدون مقاومة تذكر بعد أقل من أسبوعين من بدء الاشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحي الحركة، فيما بقيت ولاية بنجشير الواقعة شمال شرقي البلاد، الولاية الوحيدة خارج سيطرتها.