اختتام الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية وخبراء يعتبرون مبادرة الحزام والطريق تقدم مبدأ الكلّ رابح
رأى خبراء مصريون أنّ “معرض الصين والدول العربية فرصة كبيرة ومنصة مهمة لتعزيز وتعميق العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجانبين”.
واعتبر الخبراء أنّ “حرص الصين على إقامة هذا المعرض رغم استمرار أزمة مرض فيروس كورونا الجديد (كوفيد- 19) يعكس اهتمامها بالعلاقات مع العالم العربي ورغبتها الصادقة في تحقيق التنمية والتعاون المشترك”، وشدّدوا على “ضرورة استمرار انعقاد هذا المعرض في ظل التطور الشديد للمنتجات الصينية، كما أن المعرض يرسخ لوجود إطار من التعاون يسمح بتعاف مشترك من تداعيات كورونا”.
وتمّ خلال الدورة الخامسة لمعرض الصين والدول العربية، التي أقيمت في مدينة يينتشوان حاضرة منطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي شمال غربي الصين، توقيع 277 صفقة بقيمة إجمالية تقريبية تبلغ 156.7 مليار يوان (حوالي 24 مليار دولار أميركي)، وتغطي مجالات المعلومات الإلكترونية والطاقة النظيفة والمواد الجديدة والأغذية الخضراء والتعاون في مجال القدرات.
وشملت هذه الدورة، التي استمرت فعالياتها أربعة أيام واختتمت أول أمس الأحد، سلسلة من المعارض التجارية والمنتديات، وتركزت على التعاون الاقتصادي والتجاري والبناء المشترك للحزام والطريق.
واجتذب المعرض آلاف الشركات من الداخل والخارج في جلساته، التي أقيمت افتراضياً وواقعياً لأول مرة في التاريخ.
وقال الدكتور ضياء الفقي الخبير في الشأن الصيني إنّ “إقامة معرض الصين والدول العربية أمر مهم لتعزيز التبادل التجاري بين الصين والدول العربية ودعم العلاقات الاقتصادية، وهي علاقات قديمة منذ طريق الحرير”.
وأضاف الفقي، وهو أمين عام غرفة التجارة المصرية الصينية، أنّ “المعرض منصة كبيرة للتعاون خصوصاً أن الصين هي الشريك التجاري الأول للدول العربية، ورغم جائحة كورونا إلا أنّ الأرقام تقول إنّ التبادل التجاري بين الجانبين ارتفع ومرشح للزيادة مجدداً”.
وبحسب إحصاءات وزارة التجارة الصينية، بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 239.4 مليار دولار أميركي في عام 2020، وبلغت قيمة واردات الدول العربية من الصين 122.9 مليار دولار في العام الماضي، بزيادة 2.1 بالمئة على أساس سنوي.
وتابع أنّ “هذا التعاون لن يكون بهذا الزخم لولا مثل هذه المعارض”، مشيراً إلى “حرص الحكومة الصينية على إقامة معرض الصين والدول العربية رغم أزمة كورونا”.
وتابع أنّ “الصين دولة جادة تتحمل مسؤولياتها حتى في ظل جائحة كورونا التي أعاقت الكثير من الأعمال وألغت الكثير من الفعاليات الاقتصادية والتجارية على مستوى العالم”.
وواصل الفقي أنّ “الصين بعقدها هذا المعرض تصر على تعزيز التعاون الصيني العربي، وهذا دليل واضح على اهتمام الصين بالعالم العربي ورغبتها الصادقة في تحقيق التنمية وتعزيز التبادل التجاري والاقتصادي بين الجانبين”.
ورأى أنّ “العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياسية بين الصين والدول العربية راسخة ومتينة لأنها تقوم على الثقة المتبادل بين الطرفين وبالتأكيد كانت هناك معوقات في العام 2020، ومع ذلك ارتفعت واردات الدول العربية من الصين ما يعكس الحرص على استمرار التعاون والتبادل التجاري”.
وتوقع “أن يزيد هذا التعاون في ظل مبادرة الحزام والطريق، وهي مبادرة تاريخية تهدف إلى تحقيق التنمية والتعاون المشترك” للدول المشاركة، ومن بينها دول عربية كثيرة.
أما الخبير الاقتصادي الدكتور وليد جاب الله، فرأى أنّ “معرض الصين والدول العربية من المعارض المهمة التي لها دور في تعزيز عمليات التبادل التجاري وخلق الفرص التجارية، لا سيما أنه يركز على قطاعات المستقبل مثل الاقتصاد الرقمي والطاقة النظيفة وآليات تطوير الزراعات الحديثة وغيرها من المحاور التي سيكون لها دور كبير في عمليات التبادل التجاري في الفترة القادمة”.
وقال جاب الله، وهو عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي، إنه “من المهم أن هذا المعرض يقام إلكترونياً وواقعياً، وهو أمر يحدث لأول مرة”.
وأضاف أنّ “المعرض منصة لتعزيز التبادل التجاري بين الدول العربية والصين، لكنه ليس المنصة الوحيدة، بل هناك الكثير من أشكال التعاون والتبادل بين الجانبين، والمعرض لا يبدأ من الصفر، لأنّ هناك علاقات تجارية ضخمة بين الصين والدول العربية، ومن المهم أن يكون هناك استمرارية لذلك”.
وشدّد على “ضرورة استمرار مثل هذه المعارض، خصوصاً مع التطور الشديد للمنتجات الصينية والقطاعات التي من المهم أن يزداد بها التعاون مثل المجالات الرقمية والتجارة الإلكترونية، التي تجعل من هذا المعرض محطة مهمة من محطات تطوير التبادل التجاري”.
ورأى جاب الله أنّ “إقامة هذا المعرض يرسخ لوجود إطار من التعاون يسمح بتعاف مشترك من تداعيات كورونا بين الدول العربية والصين، بحيث تكون مجالات التعاون التي يتم تطويرها من خلال هذا المعرض هي روابط تؤسس لمزيد من التعافي، لذلك أصرت الصين على إقامة المعرض رغم الجائحة”.
وأردف أنّ “الصين هي الشريك التجاري الأكبر للدول العربية وتتم عمليات التبادل التجاري بصورة جيدة لكن المعرض فرصة لتعزيز تلك الروابط وزيادة حجم التبادل التجاري.. ومن المهم أن تصل العلاقات بين الصين والدول العربية إلى مرحلة الشراكة الاقتصادية خصوصاً أنّ الكثير من الدول العربية منخرطة في مبادرة الحزام والطريق وتتفاعل مع ما تقدمه الصين من استثمارات في تلك المبادرة”.
وأشار إلى أنّ “مبادرة الحزام والطريق تقدم مبدأ جديداً من مبادئ التبادل التجاري في العالم وهو مبدأ الكل رابح”، قبل أن يختم حديثه قائلاً إنّ “المعرض مهم جدا لتطوير عمليات التبادل في إطار تلك المبادرة فضلاً عن أن الجلسات الملحقة بالمعرض تناقش أي عقبات تواجه التبادل التجاري”.
بدوره، قال الدكتور مصطفى إبراهيم نائب رئيس مجلس الأعمال المصري الصيني إنّ “التعاون بين الدول العربية والصين ممتد ويسير بشكل جيد، والحكومة الصينية مهتمة بالأسواق العربية لأنها أسواق كبيرة ودخل الفرد بها مرتفع”.
واعتبر أنّ “إقامة مثل هذه المعارض فكرة أكثر من رائعة لأنها محطة تعاون كبيرة، فمن خلال هذه المعارض تحاول الشركات الصينية تقديم أفضل العروض للعملاء العرب وتتعرف على القدرات الشرائية ويزداد التعاون بين الطرفين”.
وأوضح أنّ “واردات الدول العربية من الصين ارتفعت خلال العام الماضي رغم أزمة كورونا، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على العلاقات التجارية بين الجانبين”.
وأرجع إبراهيم هذه الزيادة إلى أنّ “الصين استطاعت الحفاظ على اقتصادها المنتج بعكس دول أوروبا التي توقفت أغلب مصانعها وتواجه مشاكل في الإنتاج والمواد الخام بسبب كورونا كما أن الخبرات المتراكمة عند الصين مفيدة جدا للدول العربية”.
وأشار إلى أنّ “هناك دولاً كثيرة تكون متخصصة في منتج أو سلعة معينة مثل السيارات أو العطور أو الملابس لكن الصين تنتج جميع المنتجات الموجودة في العالم، وهذا الأمر غير موجود إلا في الصين”.