شجاعة الفلسطينيين تربك العدو
} عمر عبد القادر غندور*
البالونات الحرارية التي أطلقها الفلسطينيون في قطاع غزة أشعلت ما لا يقلّ عن تسعة حرائق في جنوب «إسرائيل» طوال يوم الاثنين بواسطة أجسام حارقة مع تصاعد التوترات في المنطقة أثارت الرأي العام الصهيوني الذي فوجئ بجرأة شاب فلسطيني أطلق الرصاص على القناص «الإسرائيلي» برئيل شموئيلي (٢١ عاماً) وهو قناص محترف في نخبة السرية الأولى وشارك في عشرات العمليات ضدّ الشعب الفلسطيني والذي قاوم نزع السلاح من يده من خلال فتحة ضيقة في الجدار العازل، وأصيب برصاصة في رأسه من مسافة قريبة وخضع لعملية جراحية ولا يزال في حالة حرجة
إلى جانب توترات أخرى جعلت رئيس وزراء العدو يتوعّد بمحاسبة كلّ من يمسّ بمقاتلينا ومواطنينا (على حدّ تعبيره) ويؤكد أنّ جيش الاحتلال لن يسكت على هذه الاعتداءات وهو مستعدّ لأسوأ السيناريوات.
وردّت الفصائل الفلسطينية على التهديد بأنها ستواصل أنشطتها في غزة والضفة الغربية حتى رفع الحصار عن القطاع، وعلى دولة الاحتلال أن تتحمّل المسؤولية القانونية والإنسانية.
ولم يلبث العدو ان أغار على أربعة مواقع وأوقع إصابات عديدة في صفوف المدنيين. ومثل هذا العدوان قد يكون تمهيداً لعدوان أكبر، ولا شك أنّ قيادة المقاومة في فلسطين على بيّنة من الأمر وستردّ بالحجم المناسب، وقد أثبت الشعب الفلسطيني الذي فاجأ قيادة العدو بالهجوم السريع على الجدار العازل (حسب قيادة العدو) ما جعل كاميرات الاستشعار عاجزة عن ردع الفلسطينيين الذين حاولوا انتزاع بندقية القناص الصهيوني عبر الفتحة الضيقة في الجدار.
وربما تأكد الصهاينة انّ الفلسطينيين لا يخشون عدوّهم ومصمّمون على تحرير بلادهم ولو طال الزمن مستأنسين ومطمئنّين ومستبشرين بقول الله تعالى: «وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا ١٠٤النساء»