لافروف يوضح الاستنتاج الرئيسي وميركل تؤكد مبالغة العالم في تقدير مدى جاهزية القوات الأفغانية.. بيلوسي: أثق بحكم بايدن!
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، أنّ «الاستنتاج الرئيسي الذي يمكن للولايات المتحدة أن تتوصل إليه بعد أفغانستان هو أنه لا داعي لتعليم أياً كان كيف يعيش».
وقال الوزير الروسي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبرغ: «إذا أردنا الإجابة عن سؤال، ما هي الاستنتاجات التي يمكن أن تستخلصها الولايات المتحدة مما حدث، في نهاية المطاف، في أفغانستان؟ ربما يكون الاستنتاج الأهم هو – لا داعي لتعليم الحياة لأي كان، ناهيك عن إجباره (على ذلك) بالقوة».
ومن جهته، صرح رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، في وقت سابق، بأن «وجود القوات الأميركية في أفغانستان أسفر عن مأساة إنسانية»، مشيراً إلى أن «الوضع في البلاد، شكل انهياراً للسياسة الخارجية الأميركية».
يذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، دافع عن قراره المضي بسحب القوات الأميركية من أفغانستان»، مؤكداً أن «لا قوة عسكرية بمقدورها جلب الاستقرار في ذلك البلد»، مشيراً إلى أن «الأحداث الجارية مؤسفة، وتثبت أنه لا يمكن لأي قوة عسكرية أن تفضي لاستقرار أفغانستان، التي أثبتت أنها مقبرة الإمبراطوريات»، وفق تعبيره.
ودافعت رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي عن الرئيس جو بايدن، قائلة إنها تثق في «حكمه» في ظل الهجوم الذي يتعرض له من المشرعين حول موعد سحب جميع القوات من أفغانستان.
وقالت بيلوسي في تصريح من مبنى الكابيتول: «قرار المغادرة هو قرار أصدره الرئيس، وعليه أن يوازن بين ما يمثل تهديداً لجيشنا والناس في المطار (مطار كابل) مقابل ميزة البقاء»، مشيرة إلى أن «العديد من المشرعين يريدون تشجيع الرئيس على البقاء لفترة أطول وأنا أثق في حكمه».
وعقد كبار مسؤولي إدارة بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، إحاطة سرية لجميع المشرعين في مجلس النواب أول أمس الثلاثاء حول الوضع في أفغانستان، إلا أن العديد من المشرعين من كلا الحزبين الجهوري والديمقراطي غادروا الجلسة، منتقدين الموعد النهائي «التعسفي» لبايدن للانسحاب في 31 آب، بحجة أنه سيتسبب في ترك آلاف الأشخاص الذين ساعدوا وعملوا مع الولايات المتحدة تحت رحمة حركة «طالبان».
بدورها، اعتبرت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، أنّ «العالم بالغ في تقدير قدرة القوات الحكومية الأفغانية على التصدي لهجوم حركة طالبان».
وقالت ميركل في خطاب خاص حول الوضع في أفغانستان وجهته إلى نواب برلمان بلادها أمس: «كان المجتمع الدولي يتوقع معارك بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان التي ازدادت قوتها. لقد فوجئنا بالسرعة التي توقفت فيها القوات الأفغانية عن المقاومةـ أو أبت أن تبديها إصلاً».
ووصفت ميركل الوضع في أفغانستان، حيث سيطرت حركة «طالبان» على جل أراضيها، بما فيها العاصمة كابل، بـ»الكارثي» بالنسبة للكثيرين من الأفغان.
وقالت: «تطورات الأيام الأخيرة مرويعة، وقد أصبحت كارثة للكثيرين، وخاصة لهؤلاء الذين كانوا يدعون إلى المجتمع الحر والديمقراطية والتعليم، والذين يتعين عليهم الآن أن يخشوا على أمنهم».
وأضافت ميركل: «إنه تطور مر بالنسبة لجميع الحلفاء (في الناتو) الذين كانوا يحاربون الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول 2001».
وأشارت رئيسة الحكومة الألمانية إلى أنّ «عملية الإجلاء من مطار كابل أصبحت أكبر عملية من هذا النوع في تاريخ القوات المسلحة الألمانية»، موضحة أنّ «أكثر من 4600 شخص، قرابة نصفهم من النساء، قد تم إجلاؤهم من أفغانستان على يد العسكريين الألمان».
وشدّدت ميركل على «ضرورة ألا يؤدي إنهاء عمل الجسر الجوي مع كابل بعد عدة أيام إلى وقف الجهود التي تبذل لحماية العاملين الأفغان (الذين تعاونوا مع الدول الأوروبية) ومساعدة أولئك المواطنين الأفغان الذين وجدوا أنفسهم في حالة أكثر مأساوية بسبب مجيء طالبان».
وكانت الحكومة الألمانية قررت في 18 آب تقديم طلب إلى البرلمان للموافقة على قيام القوات المسلحة الألمانية بعمليات إجلاء مواطنين ألمان وعاملين محليين من أفغانستان. فيما أعلنت الحكومة أن حوالي 600 جندي ألماني قد يشاركون في المهمة.