صباحات
} 20-8-2021
صباح القدس للسيد يقدم النموذج والمثال، للقادة الأبطال، ويدخل التاريخ، بصناعة معادلات الإقتصاد بالصواريخ، ويترجم مفاهيم عاشوراء والحسين، ويعطي المضمون لدمع العين، فيصنع من هيهات، جديد المعادلات، فسفن هيهات قالت المعنى ورسمت المبنى، لمعادلة هيهات منا الذلة، وكيف تصنع القوة الكبرى من القلة، وصاغت بضربة واحدة بديلاً للمعادلات السائدة، فجاء الكلام الأميركي الفوري، اعترافاً بحجم القرار الثوري، فاعترف الأميركيون بالحصار، وقالوا سنهدم بعض الحجارة من الجدار، فنحن منعنا الغاز المصري، وقد رفعنا المنع القسري، ونحن أوقفنا الكهرباء من الأردن، وجاهزون للتراجع، وكنا في أبراجنا نسكن، وجاهزون للتواضع، وسنجلب التمويل، من الأصيل بدل الوكيل، والبنك الدولي جاهز، للسماح بما قال أنه غير جائز، فأميركا المهزومة لا تستطيع خوض حرب مع المقاومة، وتفضل طريق المساومة، وتعترف باللاتجانس لكنها تفضل على المواجهة التنافس، والتخلي عن سياسة التجويع والإفقار، كي لا تظهر المقاومة القدرة على فك الحصار، وتنكشف أميركا عدوة، تمثل أسوأ انواع القوة، وفجأة تفتح الاعتمادات، وتتغير مواقف الشركات، وتتسابق على الفتح المحطات، ويخرج بسواد الوجه والموقف، قيادات ظهرت أنها لا تعرف، ودخلت على الخط بالهبل، تلغو وترغي وتثغو كالجدي والحمل، تضرب خبط عشواء بالكلام عن الحصار والعقوبات، قبل أن تسمع كلام السفارات، فتبدو غارقة بالسخافة والتفاهة، تعبيراً عن حجم البلاهة، وقد انكشف من يقف وراء التهريب، ووظيفة التخريب، من المازوت والنترات، في مخازن المستقبل والقوات، والمقاومة تظهر بموقفها الفريد، أنها تعرف فعلاً ما تريد، وأنها قوة خلاص لشعبها، ترسم خطوات دربها، فهي تصرف فائض قوتها في ذكاء التوقيت، ولا تخوض حربها بالتتويت، تعرف معنى الفراغ بعد أفغانستان، وتختار طريق البحر من إيران إلى لبنان، لتملأ الفراغ بالحضور، وتكتب بين السطور، في قضية لا تقبل النقاش، وإن خرج لها أحد للقتال، فللمقاومة شرعية قتال الأوباش، فهي من سيكتب المقال، لأنها لا تفعل سوى الخير لشعبها، وعلى الآخرين أن يزيحوا من دربها، والمقاومة تعرف معادلة الردع مع الاحتلال، وكيف تمتلك شرعية مواجهته في ساحات القتال، فإن قرر الانهزام فازت بالمعركة الاقتصادية وثببت معادلة الردع، وإن خرج مقاتلاً جاءتها الفرصة التاريخية لجعله يذرف الدمع، على ما جنت يداه، لترى عبيونه سداه، هكذا هي سفن هيهات عشرة عصافير بحجر، واحد عشر كوكباً والشمس والقمر، وهكذا هو السيد قائد فريد، فلم يكتب التاريخ القريب والبعيد، منذ قيام الرسول بحكم المدينة، مثالاً لبلد صغير يحول الإرادة والحكمة والشجاعة والذكاء إلى مصادر للاقتصاد، وهي ليست أسباباً للإنتاج وصنع الثروات في البلاد، ويخوض بها معادلة تضع البلد الصغير، على خارطة الممالك العظمى، بقوة الأخلاق والضمير والقيم الأسمى، فليفخر به اللبنانيون والعرب، وليفخروا بإيران صديقاً بلا شروط، فهذا صديق من ذهب، في مواجهة الحصار والضغوط، وهذا فخر هيهات، وسفن الوعد الصادق، ومعنى المعادلات، تحكم البحار والمضائق، بوركت النفوس والأيادي، لبيك أبا هادي.
} 21-8-2021
صباح القدس للاعترافات الموثقة، والاعتراف سيد الأدلة، والمتهم بالحصار والتخريب لا يحتاج أدلة مرفقة، فكلامه اعتراف لا يقبل التكذيب، ولا تنقضة بلاهة الحلفاء والعملاء والكتبة، ولا ترقيع المصطفين في طوابير السفارة من الكذبة، فمن يقول إنه قرّر مساعدة لبنان برفع العقوبات، يعترف بأنّ عقوباته كانت مصدر الحصار، فإن كان تأثير إجراءاته بلا قيمة فلم يمنن بها باعتبارها خطوة عظيمة، وإن كانت مؤثرة وذات أهمية كبرى كما يقول، حتى تستحق التخلي عن سفن المازوت والفيول، فهذا يعني أن سبب العتمة كانت سياساته اللئيمة، وإنه تحت ضغط الخوف من بدائل المقاومة، يعرض رفعها للمساومة، ويضيف مسلسل الاعترافات، أن محور الحل والربط بالنسبة للبنان، ستبقى علاقته بسورية الأسد، فالعقوبات عليها تستهدف حماية الكيان، لكنها تستهدف تدمير لبنان كبلد، فروابط البلدين شريان حياة الاقتصاد، وقطعه يخرب البلاد، وأن صاحب العقوبات كان يعلم، أنها ستجعل لبنان يألم، وأنه عندما رأى خيار المقاومة يتقدم، قرر إعادة النظر، ولم يقل أنه يندم، واكتفى بنشر الخبر، الغاز من مصر والكهرباء من الأردن، لكنه بلسان سفيرته لم يذكر اسم الشام، وكأنّ الغاز والكهرباء سيأتيان عبر اليمام، فعبر الشام يتنفس لبنان، هكذا تقول السفارة في اعترافاتها، ونسيت أن تذكر النازحين، وقد فاتها، أن أكبر دعم للبنان في وقف نزيف الملايين، هو بتمويل عودة السوريين، وفك الحصار عن العودة وتمويلها، ورفع العقوبات عن الإعمار، فتلك ليست مساعدة لسورية وحدها، بل هي أولاً مساعدة لاقتصاد لبنان المدمر، فكلما أوقفت أميركا عويلها وتهويلها، وتخلت عن سياسة التجويع والإفقار، حققت سورية وعدها، وصار طريق العودة أقصر، وعودة مليون نازح، أهم دعم لاقتصاد لبنان، وإذا سمح بمليون سائح، تغيرت قواعد اللعبة، وكلاهما ممنوع بقرار، واحد تنفذه حكومات الخلجان، وواحد تنفذه الأمم المتحدة، وكلاهما بأمر من الشيطان، يسهم بالأزمة المتجددة، وإذا سألنا عن خط النفط من العراق، الممنوع بقرار من البيت الأبيض، وعرفنا أنه يوفر كل حاجات لبنان من المحروقات، كشفنا كل النفاق، بالخط العريض والأعرض، ورفع هذه الممنوعات، يكفي لانتعاش الاقتصاد المريض، ويفتح طريق التنفس أمامه، واعترافاتكم بالخط العريض، تؤكد أنكم سبب آلامه، فإن كنتم تخشون اليوم خيار التوجه شرقاً، وبدأتم تعترفون بأنه ليس للتهويل، وأنه يحدث فرقاً، بعيداً عن التأويل، فسارعوا للاعتراف بتواضع، بأن عليكم التراجع، واتركوا لبنان وسورية يتفاعلان، فهما كما خلقهما الله متكاملان، ولولا تدخلكم والعقول السوداء، التي أدمنت على التهريب للتخريب، تهرب البنزين كما هربت السلاح، لضرب علاقة الأشقاء، وترك “إسرائيل” ترتاح، وهربت النترات للإرهاب، حتى تفجر المرفأ في آب، لعنة الله عليكم وعليهم مساء وصباح، فأنتم مصدر كل علة، ودواؤكم بات معروفاً، مذ أقلعت سفينة هيهات منا الذلة، وباتت تنير حروفاً.
} 23-8-2021
صباح القدس لاكتمال مشروع المقاومة، فالأربعون سن انطلاق الرسالة، وفيها تكتمل العلامة، على حجم الأصالة، بعدما كتبت الدماء، معاني الانتماء، تكتب السفن ومشروع التنقيب، معاني المشروع الكبير، ليعرف البعيد والقريب، أن التنمية والاستقلال ثنائي خطير، فلا اكتمال لواحدة دون الأخرى وقد حاول الكثيرون المعاندة، فآلت مشاريعهم إلى الموت عند الولادة، فمن خاض غمار تنمية لا استقلال فيها، كمن اكتفى بالاستقلال تاركاً خط الاقتصاد، في الأولى واجهت التنمية تدخلات بما يكفيها، حتى تكفلت الهيمنة بإسقاط البلاد، وفي الثانية تكفل التجويع والحصار، بجعل الناس تنفك وتيأس من حفظ الانتصار، وحيث تم الجمع بين الركنين في المسار، نالت الشعوب نعمة الخيار، فبنت مقومات الصمود، وأثبتت المقاومة أنها حفظ الوجود، وحركات التحرُّر عبر التاريخ، كانت تحمل المعاول والصواريخ، وتبني المزارع والمصانع، بمثل ما تبني الجيوش لتدافع، وفي لبنان والمنطقة، تقدم المقاومة نموذجها، بخطوات مصدقة، فتسلسل الخط السحري لخيارها، من التحرير إلى الردع وها قد أطلت حلقات البناء، وأظهرت كيف تحمي البناء بنارها، وتنضج عليها بهدوء طبخة الشواء، سفينة تلو سفينة، تخرق الحصار، وعيون العدو حزينة ترافق المسار، وأيديهم خلف ظهورهم مربوطة، عاجزون عن التحرش والانفعال، فالمقاومة بمعادلة مشروطة، قالت إنها جاهزة للقتال، وهم يعلمون أنها تنتظر فرصة المواجهة، وقد فاض للقوة فائض، ينتظر تحرش معترض أو معارض، فتصير السفن هي الواجهة، والقضية هي نهاية الكيان، ولأن المقاومة ترسم خط سيرها على إيقاع الأخلاق، فينفضح زيف مزاعم أهل النفاق، ويصير على أعدائها بدلاً من المواجهة دخول السباق، وإثبات أنهم جاهزون للمساعدة في الحلول، فيفضحون مرة ثانية أنهم كان مصدر التعطيل، والأمر لا يحتاج لشرح يطول، ولا ينقصه التحليل، فمن يسمح اليوم كان مانعاً بالأمس، والكلام بات جهراً وليس بالهمس، ومتى نجح خيار السفن فتح الباب لتغييرات كثيرة، فحل المسائل الكبيرة يفتح الباب لمواجهة المشاكل الصغيرة، فيصغر ضرب الاحتكار، والتصدي لكل فاجر سمسار، ويعاد فك وتركيب مشهد الداخل، على معيار جديد، فمن يريد حلّ المشاكل، سيسلك طريق التعاون، والطريق الوحيد، للتصدي للمسائل، هو عدم التهاون، بما يتيحه الاعتماد على الذات والأصدقاء، وفتح طريق الشرق أمام الاقتصاد، وتشبيك عابر للحدود، وتخفيض الأسعار خير للبلاد والعباد، وحفاظ على الوجود، والخطوة الثانية وراء الباب، بدء التنقيب عن النفط والغاز، ومن الإشارة يفهم اللبيب، ليس في الأمر ألغاز، بادروا قبل أن نبادر، ولن تخيفنا المخاطر، والتنقيب هو طريق تمويل البلد، والثروة المخزونة لن تبقى للأبد، فالعدو يمد أيديه تحت الماء ويسرق نفطنا، فمن أراد البناء هذا هو خطنا، سفينة وراء سفينة وخطوة بعد خطوة، فيها كل شيء محسوب، ولا تخشوا من السطوة، فعدوكم مرعوب، ولا حصص للسماسرة أو لملء الجيوب، فالمال هنا لتدوير آلة الاقتصاد وإعادة الودائع، واسترداد كل حق ضائع، وفتح الآفاق للصناعة، وتنشيط الزراعة، وتشبيك مع سورية والعراق وإيران وروسيا والصين، وتحت شعار التنويع والتمكين، لا إقفال للباب أمام الخليج والدول الغربية، لكن بلا شروط سياسية، فالاستقلال شرط للتنمية كما يقول أول الأغنية، ومن لا يعجبه اللحن أو الكلمات، فليبقَ خارج المشهد، فلبنان الجديد بدونه سوف يولد، وكلامنا بوضوح، رغم الجروح، لمن أحب الاشتراك، فلنتفق، ولمن أراد الاشتباك، ستختنق أو تحترق.
} 24-8-2021
صباح القدس لتغير المعادلة في كل ساحات النزال، وليس لبنان عنها إلا مثال، ففي فلسطين كانت التهدئة مطلب المقاومة، واليوم صارت عرضاً “إسرائيلياً” للمساومة، ومثال لبنان، مليء بالشرح والبيان، فخلال شهور قليلة تغيرت المعادلة، وفي ظل الحكومة المستقيلة بذلت المقاومة لتشكيل الحكومة أكثر من محاولة، وقدمت في سبيلها التنازلات، وتقبلت شروطا ومطالبات، لكنها تبينت أن الأميركي يقف على الطرف المقابل، ويعتقد أن المقاومة يجب أن تدفع للحكومة مقابل، فكلما قالت المقاومة لا بد من الحكومة زاد من الشروط، وكلما أفسحت المجال زاد الضغوط، حتى أعلنت أنها لن تسكت على التجويع والإذلال للناس، وأنها قادرة على تنويع مصادر النفط والاستيراد من الأساس، لكنها تفضل أن تقوم الدولة بواجباتها، ولذلك قدمت كل تسهيل، وعندما تبلغ اليأس من الدولة ومؤسساتها، لن تتفرج على التعطيل، ولما دقت الساعة، وظنوا الأمر مجرد إشاعة، أطلقت للسفن الاشارة، وبدأ عهد جديد، وتحركت السفارة تتخلى عن التهديد، وتقرّر السباق، في نوع جديد من النفاق، بفك العقوبات، وتقديم المغريات، والمقاومة تضحك في سرها، وهي تعلم المستور من أمرها، وتعلم ماذا تعني الهزيمة في أفغانستان، وحجم مأزق الكيان، وما يتيحه هذا الفراغ الكبير، من فرص للحضور، وتغيير المعادلات، وتحت عنوان شعبي كبير، ستتغير الأمور، وتنطلق مبادرات، واليوم المقاومة على أهبة الاستعداد لمرحلة جديدة، ومن يريد استبعاد الخيارات الصعبة أمامه طريقة وحيدة، فليسارعوا لتشكيل الحكومة إن أرادوا عودة الدولة لتولي الأمور، وإلا فالمقاومة تكشف المستور، فالنفط والغاز حكاية بلا الغاز، ثروات دفينة، مكتومة، ومئات مليارات معلومة، بانتظار الحكومة، والقضية أكبر من سفينة، وتشبه التحرير، فكما حرّرت المقاومة الأرض وسلمت للدولة، لا مانع أن تحرر النفط وتدعو الدولة بعد انتهاء الجولة، ومن يستخف بقرار التنقيب، عليه أن ينتظر الغد القريب، فإن بقيت البلاد بلا حكومة، وتوهم الغير أن المقاومة ستركض وراءه طلباً للتأليف، سيكتشف أن المقاومة باشرت بحقول النفط والغاز تنقيباً، وستعلن عن النفط الثقيل والخفيف، قريبا، فكما تحرّرت الجبال والوديان، سيتحرّر ماء البحر والخلجان، ومعنى فرض السيادة استثمار الثروة الدفينة، وتحرير الوطن وثرواته من عنق القنينة، وكما فعلت المقاومة بعد التحرير واحتفظت بالرقابة على حدود السيادة، عندما تكتشف النفط والغاز ستبقى حاضرة كعراب الولادة، ومن يريد أن يتفادى هذا المسار، فليستعجل اتخاذ القرار، حكومة تلتزم هي بالتنقيب والاكتشاف، وتحترم القواعد والأعراف، ومن يقيم حساباً للأميركي و”الإسرائيلي” أو يخاف، فليحد عن الدرب للمقاومة، لأنّ الثروات للناس ليست للاستخفاف ولا للمساومة، وهي ضمان الودائع وكل مال ضائع، ولن تتركها المقاومة للتلاعب، فتدعها تضيع كما ضاع سواها وتعاتب، فهذه الخرطوشة الأخيرة لقيام البلد، ولن تنتظر المقاومة للأبد، فتداولوا وتدبروا، ثم تشاوروا وقرروا، وفي هذه الأثناء، لن يفيدكم البكاء، فنظام الفساد يصاب في الصميم، ومثله نظام التبعية، ويصاب الاحتكار، والأمر قابل للتعميم، في القطاعات الاقتصادية، حيث يحكم التجار، لأنّ قطاع الطاقة هو الذي يقود الاقتصاد، وعندما تدخله المقاومة لا مكان للأوغاد، فتنبهوا لساعة المقدم، ولا تقولوا لات ساعة مندم.
} 25-8-2021
صباح القدس لحزب الله البحري وقدعرفنا جناحه البري لأربعة عقود، ودماؤه تجري في كل ما هو موجود، فهو التحرير وهوالدفاع، وهو الجنوب والبقاع، وهو العزة والكرامة وللوطن السلامة، وهو مكافحة الإرهاب وحفظ السلم الأهلي، والترفع عن أسباب كل نزاع محلي، وقد عرفنا قوة البحر مرة يوم دمرت ساعر، ولم تكن سفينه تتاجر، بل كانت مدمرة تقصف العاصمة، وخرج إليها بسبابته سيد المقاومة، قائلاً انظروا إليها في عرض البحر تحترق، ونظرنا وقلوبنا بالنصر خفاقة، واليوم يقول انظروا إنها تنطلق، ناقلات نفط عملاقة، والذين لا يعرفون المغزى أولا يدركون الأبعاد، لا ينتبهون إن الممر المائي الذي سبب الذعر للسفارة، هو شريان الاقتصاد، وعصب التجارة، وأن الذي استدعى التحرك الأميركي أبعد من أمن الكيان ومن الصراع على لبنان، فالإشارة الجديدة الخطيرة، أن المقاومة تدخل السباق الاستراتيجي على الطاقة، كقوة كبيرة، ولنقل بتواضع قوة عملاقة، تنافس على النفط في البحار، وتدخل نادي الكبار، كما دخلت إيران نادي الدول النووية، تظهر المقاومة قوة إقليمية ودولية، فتتقن فن التقاط التوقيت، وتمنع عن شعبها الحصار، وتحول التحدي إلى فرص، وبدلاً من الحصار المميت، تفتح كوة في الجدار، وتغير اتجاه القصص، فبعد الهزيمة الأميركية في أفغانستان وتزعزع أركان الكيان، تقول المقاومة آن الأوان، وتضرب بيدها على الطاولة، لتعلن أنها خبأت لهذا اليوم الكثير، فقوتها البحرية تملك ما يكفي، وقد دق النفير لتظهر بعض سلاحها المخفي، إن استفزها زورق أو مدمرة، ستنقل المعركة مصورة، وسيرى العالم مشهداً مريعاً، لمن يزعم دخول الحرب سريعاً، ومن يريد حفظ جلده فليحتفظ بما يدور في خلده، فالمعركة التي تدخلها المقاومة محسومة قبل أن تقع، معلومة النتائج، والخير لمن ارتدع، ولو كان كثور هائج، فلا مكان هنا لبطولات وهمية، فالقرار يعني حسم القضية، فنفط المتوسط للشعوب، ومن أراد اختبار الحروب، عليه أن يستعد لمنازلة العصر، وأن يعرف اتجاه مجرى النهر، فقد ولى زمن القوى العظمى الآتية من خلف المحيطات، والسيادة صارت للشعوب على الثروات، ومن لم يفهم المعادلة، ما عليه إلا المحاولة، والرسالة واضحة للكيان، معلومة للعيان، أن البحر لنا، فارحلوا من هنا، وأن المسار أمام السفن مفتوح، ولا مكان لمزاعم الذئب المذبوح، للتلويح بالأخطار، فالبحر ساحة الاختبار، والرسالة الثانية أن البداية لبنان وبعدها ربما يكون اليمن أو غزة، فقد ولى الحصار في زمن العزة، والرسالة الثالثة أن تقيسوا بالنسبة والتناسب، ماذا يخبئ لكم المقاومون، في الجو كما في البحر، وبمنطق التعاقب، بين البحر والبر، وأنهم عندما قالوا يا قدس إنا قادمون، لم يكتفوا بدعاء صلاة الفجر، ولم يتحدثوا فقط عن اقتحام الجليل، بل عن حجارة من سجيل، وطيور أبابيل، وعن سفن أجدادهم الفينيقيين، التي كانت تحكم البحور والمضائق، ومن حسن حظ المنتبهين، ألا يضعوا أمامهم عائق، فالخبراء فيكم يقولون، أن المقاومة تبحث عن حجة وذريعة لتريكم حالكم المريعة، وينصحكم المحللون بألا تعطوها فرصة تدمير الكيان، وأن تشتروا ما تيسر من العمر بالسكوت، فالمعادلة اليوم من يصمت جبان، ومن يحرك ساكناً يموت
} 26-8-2021
صباح القدس لاكتمال عدة المنازلة، فعلى الضفتين استعدادات شاملة، لكن الفارق بين ضفة واشنطن وضفة المقاومة، أن استعداد الأميركي بالتخفف من الأثقال، واستعداد المحور بالتجهز للقتال، فهم ينسحبون من أفغانستان ويجلبون “الإسرائيلي” إلى قبول العودة إلى الاتفاق، والمحور يستعد لمسار السفن إلى لبنان وغدا إلى اليمن وغزة وفتح المواجهة في سورية والعراق، عدتهم استعداد للتسليم بالتفاوض والعجز عن الحروب بعد سقوط الأماني، واستعدادنا باكتمال عدة زمن قاسم سليماني، فهم يتفكّكون ونحن نتوحد، وهم يتراجعون ونحن نتقدم، وهم في يومهم الأسود، ونحن يومنا لم يولد، والآتي أعظم، يأتون بوجوههم الناعمة لدبلوماسية ملفقة، وحكومة رئيسي بروح سليماني تنال الثقة، وبدلاً من ابتسامات ظريف سيلاقون أنياب عبد اللهيان، وبدلاً من معادلة نريد الاتفاق في منتصف الطريق، تصير المعادلة إن أردتم الاتفاق فادفعوا الثمن، وإن أردتم تفادي الحريق، فتوقفوا عن إشعال الفتن، ثمن التسوية انسحابكم من المنطقة، وإلا فاتفاق ينهي العقوبات بلا ملفات مرفقة، وكما خرجتم من أفغانستان ستخرجون من سورية والعراق، وكما أعلنتم الحصار سنفكه عن لبنان، وغداً نفتح الأسواق، وأنتم تسألون كيف يفك الحصار عن غزة واليمن، ومن يقرأ الخرائط يعرف مسار السفن، ويعرف أن أطول الطرق بوصولها إلى لبنان، وأنها مناورة في حرب البحار في المتوسط والبحر الأحمر وصولاً إلى إيران، ومن يملك السطوة على البحار والخلجان والمضائق، سيعرف كيف يجتاز العوائق، فالطريق إلى الحديدة وغزة أقصر، والمعادلة قد تكون ميناء بميناء، وحصار بحصار، جدة مقابل الحديدة وأشدود مقابل حيفا، فلن يكون شتاء على سطوحنا وعلى سطوحكم صيفاً، ارفعوا حصاركم قبل أن نفرض حصارنا، والسفن الآتية ترسم مساركم ومسارنا، وقد بلغت القلوب الحناجر، وصارت الشعوب جاهزة للنزال، وأي حرب تملك شرعية وشعبية كحرب لقمة الخبز وتأمين الدواء، وهل تستطيعون تعبئة جيوشكم شواركم للقتال، تحت شعار تحمل إقفال المرافئ بصواريخ المقاومة، مقابل حصاركم المعروض للمساومة، فلنتخيل الصورة على سبيل المثال، أن تعلن غزة إقفال ميناء حيفا أما السفن ما لم يفك الحصار عن السفن إلى غزة، وأن تعلن صنعاء أن لا سفن آمنة في ميناء جدة ما لم تفتح الطرق إلى الحديدة، من هي الشركات التي ستخاطر وتتعرض للنار بعد تهديدات أبي حمزة ومواقيت أبي عبيدة، وكيف ستتعاملون مع تصاعد المقاومة في سورية، وماذا عن العراق، ولنتخيل الصورة مجدداً، عمليات متصاعدة، وموت الجنود ليس مستبعداً، والأوقات ليست متباعدة، فماذا عساكم تفعلون وماذا عساكم تقولون، أن الأمر مختلف عن أفغاسنتان، ومن سيقتنع منكم أن الحكم في العراق أو في سورية أخطر من طالبان، فكيف سلمتم بالانسحاب هناك وأنتم عاجزون عن القول إنكم حراس الكيان، ستهربون إلى الأردن ولذلك أنشاتم فيه قاعدة، لحماية الكيان وليس لقتال داعش والقاعدة، فأنتم تعلمون أن المقاومة هي من خاض القتال، وأنتم تعرفون وتعترفون أنكم من أسس هذا المثال، وأنكم استعملتم الإرهاب جيشاً بديلاً، وافترضتم أن هزيمته صارت مستحيلاً، وكما فوجئتم ستفاجأون، وجماعاتكم هناك كما هنا لاجئون، فرحلوهم باكراً وتذكروا، أن رجال السفن قد أبرحوا، وأن ساعة الصفر قد حددت، وأن لا مهل تجدد أو جددت، وكل يوم يمر تخسرون، فاحسبوها جيداً، وأنتم تواجهون في الحرب سيداً.