في المسير
في المسير، ستعتاد حملَ قلبك الثقيل بلا تأفّف وبلا أنين.. تخرج التفاصيل من دائرة الأسباب وتذوب الفوارق التي آذتك وتلك التي زرعت لكَ يوماً وردةً في الغيم، يذوب الأذى كلّه، وسحر الورد في الغيمات يذوب..
في المسير، لن تلتفتَ للسير على الهوامش ولن يؤذيك عيشك بلا عنوان ولن يحزّ فيك المنفى أيّ خدش يُذكر.. وسيّان عندك عشب يدلّل ناظريك وشوك يقطّع ضوء عينيك.. فكلّ ما ترى مآله الغياب وكلّ ما يسكن عينيك ساعة سيشدّ ذات أبدٍ للرحيل…
وفي المسير، لن يمسسك قهرٌ فأنت السائر الباقي الذاهب وكلّ القهر عابر، ولن يفرحك قمر فكلّ الليلات زائلات متعجّلات وأنت الزمن المسافر.. لن تبكيك وحشة ولن تستبقيك طمأنينة ولن يساور خطوك شرود إلى المستحيل..
هي الدرب تؤدّبنا.. وما الصفعات على وجهي سوى زادي لغفوة أطول، وبعض الدمع تهويدة، وبعض الوجع ضمادٌ، وما التعب إلّا زاد المنتهى والعتاب الأخير.