رؤساء الحكومات السابقون يهاجمون عون بعنف بعد تسطير البيطار مذكرة إحضار لدياب
بعد أقل من ساعة على انتهاء اجتماع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس في قصر بعبدا، والرئيس المكلّف تأليف الحكومة نجيب ميقاتي، لبحث مسار تشكيل الحكومة واكتفاء ميقاتي بالقول، بعد الاجتماع «إن شاء الله خيراً»، شنّ رؤساء الحكومات السابقون: ميقاتي، فؤاد السنيورة، سعد الحريري وتمام سلام، هجوماً عنيفاً على عون على خلفية إصدار المحقق العدلي في جريمة تفجير المرفأ القاضي طارق البيطار ورقة إحضار بحق رئيس حكومة تصريف الأعمال الدكتور حسان دياب، الذي لم يمثل أمس أمامه لاستجوابه حول الجريمة المذكورة.
واعتبر الرؤساء السابقون في بيان «أن هذا الإجراء محفوف بالشبهات السياسية، لأنه يتقاطع مع محاولات لم تتوقف من سنوات للانقلاب على اتفاق الطائف وكسر هيبة رئاسة الحكومة وتطويق مكانتها في النظام السياسي، وهي أفعال تشهد عليها الممارسات القائمة منذ عامين لتعطيل تشكيل الحكومات وتطويق الصلاحيات الدستورية للرؤساء المكلّفين».
ورأوا «أن استمرار التجاهل لاقتراح القانون الرامي إلى تطبيق العدالة الكاملة على الجميع من دون تمييز أو انتقائية يُعتبر اعتداءً موصوفاً على العدالة وعلى الدستور اللبناني وعلى المؤسسات الدستورية. هذا فضلاً عن كونه يشكّل إهانة علنية لموقع رئاسة الحكومة، واستضعافاً مرفوضاً لرئيس الحكومة المستقيل، وإعلاناً مفضوحاً عن إدارة ملف التحقيق العدلي من أروقة قصر بعبدا».
وكان البيطار استدعى دياب كمدّعى عليه في ملف المرفأ لكن الأخير لم يحضر إلى مكتب الأول الذي أصدر لاحقاً مذكرة إحضار في حق دياب وأرجأ الجلسة إلى 20 أيلول المقبل.
وفي إطار التحقيقات، أشرف البيطار عصر أمس، في حضور عدد من المحامين يمثلون الأطراف المعنية، على عملية المحاكاة لورشة التلحيم الذي سبقت الانفجار في العنبر رقم 12 بعد إنهاء الاستعدادات الميدانية التي قامت بها لجنة مشتركة من ضباط في الجيش وشعبة المعلومات وعناصر من الدفاع المدني وقاضٍ، وبالتنسيق مع مصلحة الأرصاد الجوية لارتباط المحاكاة بالأحوال المناخية التي يفترض أن تكون متماهية بالكامل مع يوم الانفجار في 4 آب 2020.
وقد تمّت إعادة تمثيل تفصيلي لمرحلة التلحيم الأخيرة للتحقق مما إذا كان للتحليم تأثير مباشر في التسبب بالحريق في البداية ثم الانفجار، وقد أنشىء لهذه الغاية مجسم مشابه للعنبر رقم 12 على بعد أمتار من الفجوة التي أحدثها الانفجار مع بوابة متطابقة لتلك التي حُكي عن أنها خضعت لعملية التلحيم، وقد جرى تصوير وتوثيق المحاكاة الافتراضية (صور وفيديو) بعيداً عن الإعلام تمهيداً لضمّها إلى أوراق الملف.
كما التقى البيطار وفداً من أهالي شهداء فوج الإطفاء الذي تحدث باسمه بعد اللقاء وليام نون شقيق الشهيد جو نون فقال «لقد أكد لنا المحقق العدلي أنه بصدّد اتخاذ كل الإجراءات والأطر القانونية لاستكمال التحقيق حتى إصدار القرار الاتهامي، وقد عبّرنا له عن ثقتنا به ودعمنا له، وسيكون هناك تحرك الأسبوع المقبل أمام قصر العدل في بيروت لكل أهالي الضحايا والشهداء والجرحى والمتضررين».