الرأي العام اللبناني والتنقيب عن النفط والغاز…
} د. حسان الزين
أصدر المفوض السامي الفرنسي هنري دو جوفنيل مرسوماً تشريعياً في العام 1926 للبحث عن ثروة لبنان النفطية والمعدنية ليتمّ استخراجها واستخدامها، وتوالت بعدها الدراسات والأبحاث من كبرى الشركات الأجنبية والغربية والتي لم تضع تقاريرها الحقيقية أمام الرأي العام اللبناني وفي تصرفه، فأخفوا عن اللبنانيين حقائق الثروة الكبيرة التي تحويها الأراضي الوطنية رغم تأكيد الكثير من الباحثين الغربيين كما اللبنانيين وعلى رأسهم العالم اللبناني الراحل د. غسان قانصوه.
وللاطلاع على أسماء الشركات الأجنبية نشير الى أغلبها فمنها الفرنسية والأميركية والإيطالية والالمانية والانكليزية والنرويجية وكان بين هؤلاء شركة نفط عراقية تدعى IPC، تقدّمت البحوث الثنائية والثلاثية الأبعاد والمسوحات الزلزالية فأكدت على أنّ لبنان قصر عائم ليس فوق الماء فقط بل فوق الغاز والنفط، مما أسال لعاب الامبراطوريات الصهيوأميركية فأوكلوا الجنوب الى أطماع «إسرائيل» وعرضت البلوكات الأخرى في المزاد الدولي .
كان للمسؤولين في لبنان خيارهم التاريخي في الصمت والسكوت على ما يعلمون وما لا يعلمون، فبقي ملف النفط اللبناني في جوارير السلطة، إلا أنّ هناك أصواتاً عاقلة وحكيمة أعلن عنها الزعيم أنطوان سعاده في نيسان عام ١٩٤٨ حول أنابيب النفط التي يبيعها الفساد اللبناني الى الأجنبي بيعاً كسموم الأفاعي .
وما ان بدأ الإمام الصدر حركته السياسية في لبنان حتى أورد استخراج النفط والمعادن في مطالبه العشرين .
استكملت السلطة السياسية تجاهلها للثروات النفطية والمعدنية الى أن اغرق لبنان بالدين العام وبعشرات المليارات .
لم يكن الإعلام على قدر المسؤولية من قضية كبرى بحجم الثروة الوطنية الى أن دخل البلد في أزمة مالية واقتصادية نتيجة الحصار الأميركي، فكانت الإرادة السياسية مسلوبة وكانت الأطماع والأنانية هي الرائدة بين الأحزاب المتصارعة على الحصص، فكلّ حزب بما لديه فرحون وكان الفكر المقاوم هو السباق للدفاع عن لبنان أمام الأطماع الدولية وخاصة الأميركية و»الإسرائيلية»، فإذ بقائد وطني وعربي هو السيد حسن نصر الله يفاجئ العالم بفتح خط استيراد المحروقات من إيران، واقتراحه على الحكومة اللبنانية التعاقد مع شركة إيرانية للتنقيب والحفر واتبعها بتهديد واضح وصريح.
مما لا شك فيه انّ الرأي العام اللبناني له أهميته وهو شريك فعلي في القول والفعل فليكن هناك استفتاء شعبي واسع حول «الأمن القومي اللبناني» للنفط والغاز، وأيّ شركة أشجع وأصدق، وأيها تلبّي مصالحنا الوطنية، وإيماناً منا بلبنان وسيادته نتمنّى على اللبنانيين الإدلاء بآرائهم لتشكيل قوة رأي إيجابية لبناء لبنان الأفضل وليتمّ توزيع بيانات كالآتي:
نحن المواطنين اللبنانيين الموقعين أدناه:
ونظراً لما يقتضيه الموقف الوطني الطبيعي للحدّ من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية التي تضرب وطننا الحبيب لبنان جراء الحصار الأميركي الغاشم والجائر المفروض عليه، ونتيجة سياسات الاحتكار المتعمدة والمستهدفة لكلّ مكوّنات المجتمع اللبناني من شماله الى جنوبه ومن غربه الى شرقه، وإيماناً بأنّ الوطن لا يصنعه إلا أبناؤه وبأن السرعة والحزم في اتخاذ القرار الصائب لإنقاذ أرواح أطفالنا ونسائنا، واعتماداً على الذات الوطنية واستفادة من الفرص المتاحة التي يوفرها أصدقاء لبنان.
نرى بأنه قد آن الأوان كي لا نبقى أسرى الهيمنة الصهيوأميركية والغربية التي تمنعنا من استخراج نفطنا وغازنا، وتفضّل مصالح الكيان العبري على المصالح اللبنانية فلا ترسل شركاتها للتنقيب وذلك نتيجة معادلات دولية لا علاقة لإنسان لبنان بها.
كما أننا نعتقد بقوة الاقتصاد الوطني المستقلّ الذي يعتمد العملة الوطنية وبالليرة اللبنانية، وأنّ الاكتفاء الذاتي من السلع والمواد الاستراتيجية هو من أولويات «الأمن القومي اللبناني»، وأنّ التحوّل الى الاقتصاد المنتج الفعّال من أهمّ السبل للخروج من الحرب الاقتصادية الظالمة والمقصودة والتي هي حجر الأساس لرفاهية المواطن على مساحة الوطن .
لذلك فإننا نطالب أركان الدولة اللبنانية من رئاسة الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي بدراسة مبادرة شخصية وطنية مخلصة ورجل دولة قائد المقاومة السيد حسن نصرالله حول التنقيب والحفر وبالسماح الفوري لأيّ شركة نفط وغاز بما فيها الشركات الإيرانية بالتنقيب عن ثروتنا واستخراجها في المناطق البحرية والبرية اللبنانية مراعين مصلحة لبنان وسيادته واستقلاله، ولأنّ مخزون الغاز والنفط يُعتبر من الأعلى في منطقة الشرق الأوسط يجب الاستفادة منه في الرخاء والشدة، كما نطالب الجميع بالبحث الجدي والسريع حول إنشاء شركة وطنية لبنانية بعقول مبدعة تؤمن بإنسان لبنان وثروته لاستخراج ليس فقط النفط بل كلّ المعادن والثروات…
دمتم ودام لبنان عزيزاً بأهله وأرضه…