السياسي اللصّ المتشمّع وقاضي ديوان المظالم
} المعلم نخلة
فعلاً أنا مندهش من ذاك السياسي الذي تلقى سيلاً من اللكمات الكلامية، سدّدها عدد من اللبنانيين المتواجدين في أحد المطارات، وقد ساءهم مرور هذا السياسي الذي تحيط به الكثير من علامات الاستفهام المفخخة التي تتناول سلوكه وأرصدته من الليرات والدولارات، وقد قابلها بوجه من شمع وأذنين لا تسمع…
فعلاً أنا مندهش من رباطة جأش هذا المخلوق، والاندهاش في مثل هذه الحالة ليس بالضرورة ان يكون إعجاباً.
هذا السياسي هو من فصيلة هذا الرعيل من السياسيين الذين احترفوا السياسة بقصد الربح ولا شيء غير ذلك. وبالفعل حصدوا الملايين من المال العام والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والدولارات، وجرى تهريبها بالتواطؤ مع المصارف الناهبة المصادِرة لأموال وودائع اللبنانيين!! بينما الشعب يئنّ من العوز والفقر والمرض ولا يجد حبة دواء، بينما لصوص السياسة ينعمون بكلّ ما لذ وطاب وسيارات فارهة وطائرات خاصة، ويعطلون اليوم تشكيل الحكومة ما لم تكن استمراراً لفسادهم وتمكيناً لنفوذهم وسلطاتهم.
وبالعودة الى ذاك الذي يحمل وجهاً من شمع وأذنين مقفلتين لا يضيره ان يسمع شتيمته ولا يكترث بما يتهمونه بابتلاع مليارات الدولارات المخصصة لإغاثة اللبنانيين المهجرين من بيوتهم نتيجة حرب تموز 2006، لا بل ذهب الى ديوان المظالم ليشكو ظلامته وتحامل العباد عليه حتى رقّ له قاضي المظالم فبكى وبكى معه اللص المتشمّع!
ومن ثم انصرف قاضي المظالم بقلب الأوراق والأرقام في ملف المتشمّع وكلها واضحة ليس فيها أي التباس وقال للمتشمّع:
دموعك لن تذهب هباء وكأنها استجابت لقول الله تعالى: «فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ»
وهكذا ترك هذا السياسي ديوان المظالم، معتداً بموهبته وبرودة أعصابه وقدرته على التكيّف في أصعب الظروف، وهي صفات متوافرة لدى أغلب السياسيين واللصوص المرشحين للبهدلة والتشهير من مواطنيهم على نحو ما حدث للسياسي المتشمّع الذي يكذب ويكذب ويكذب ويضحك على الناس…
ولكن إلى متى؟