أخيرة
المفكرون بين الجنون والتعصّب والعبودية
} يكتبها الياس عشّي
قرأت:
«من لا يستطيع أن يفكّر يكون مجنوناً، ومن لا يريد أن يفكّر يكون متعصّباً، ومن لا يجرؤ على أن يفكّر يكون عبداً».
كتبت:
كم من المجانين والمتعصّبين والعبيد يملأون ساحات المدن العربية، وأزقتها، وبيوتاتها، وأنديتها! وكم من المفكرين سحقتهم هذه الجموع؛ فقُتل بعضهم، وسُحق آخرون، ومن نجا منهم اغترب في أقاصي الدنيا ليقضيَ نحبه غريباً عن وطنه، وغريباً حتى في مكان إقامته .
تساءلت:
ما الفرق بين إنسان لا يفكّر والحيوان؟ فكلاهما يتناسلان ويأكلان وينامان ويموتان دون أن يتركا وراءهما أيّة بصمة من بصمات الإبداع؟
وما الفرق بين طاغية لا تناقش أحكامه وبين «مفكّر» متعصّب لا يقبل الآخر، ولا يريد أن يفكّر بالصوت الآخر؟
وأخيراً:
من أيّ رحِمٍ وُلد الأحرار أيام الحكم العثماني، ثَمّ في سنوات الانتدابين الفرنسي والانكليزي، ثمّ في فلسطين المنكوبة بزعماء يحيطون بها من كلّ الجهات؟