رسالة من زمنٍ آخر…
قُضيَ الأمرُ إذن… وأنجبت منكَ حزناً، أربّيه وحدي، وأعطيه اسمي… قُضي الأمر، والأثر وردة بلا لون، سأحرص على ريّها بالتذكّر، كي لا يغلبني النبض ساعة حنين، ويستحضر لي فرحاً معك… قُضي الأمر، وانتهى ما بدا أبداً في ساعة حب…
ربما، لن أتذكّر من العمر شيئاً، إلّا ابتسامة النادل الذي وضع على طاولتنا وردة بيضاء حين احتدّ البرد بيننا، لندرك أنّ انكسارنا صار مسموعاً… بدا حريصاً على حكايتنا أكثر منّا، بما يكفي ليبتسم راجياً أن لا تنتهي.. قضي الأمر، والضمة التي رافقت هنيهات الوداع كانت آخر ما قد يقال…
ربّما، لولا الندبة التي زيّنت زندي، شهراً كاملاً، ولولا الجرح الذي بقي طازجاً على كتفي، كنت سأضم عمري الباقي في اعتذارك… وكنت سأكون أكثر جرأة في التلفظ بأسبابي… أو في سرد التفاصيل… لكنها… لحظات خيبة بلا مقدمات أردت سنيناً بيننا، وكللتني بذاكرة لا تغفر، ولا تتذكر… أمضي بعيداً، وبحاسة البرد أدرك أن لا شيء سيعيدني، أمضي بصرّة من حزن جميل، على إيقاع حرّ متصاعد.. وأحاكم، بكامل قواي النرجسية، شرقيّتي واغترابك، ما حييت…