دعوة أوروبية لتشكيل منصّة دولية حول أفغانستان و«طالبان» توضح أسباب تأخر إعلان الحكومة الجديدة
أعلن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، أمــس، أن «الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تشكيل منصة دولية لتنسيق الاتصالات مع السلطات الجديدة في أفغانستان ومراقبة الوضع في المنطقة».
وقال بوريل، عقب اجتماع غير رسمي لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عقد في سلوفينيا: «إن الوزراء اتفقوا على ضرورة تنسيق جهودهم حول أفغانستان مع الشركاء الإقليميين، وفي هذا الصدد، اعتبر الوزراء أنّ من الضروري التقدم بمبادرة لإنشاء منصة سياسية إقليمية لتعاون الاتحاد الأوروبي مع جيران أفغانستان».
وأوضح بوريل أن «الاتحاد الأوروبي بحاجة إلى التعاون مع جيران أفغانستان لتحقيق استقرار الوضع في المنطقة».
وبحسب بوريل، فإن «هذه المنصة ستسهم في حل عدد من القضايا، مثل إدارة تدفقات الهجرة ومكافحة الإرهاب ومكافحة الجريمة العابرة للحدود وتهريب المخدرات»، مشيراً إلى أن «الاتحاد الأوروبي سيواصل التعاون مع وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وكذلك في إطار مجموعة السبع ومجموعة العشرين».
وكانت وسائل إعلام دولية قد نقلت، في وقت سابق، أنّ «الملا بردار، رئيس المكتب السياسي للحركة والمشارك في تأسيسها، سيقود الحكومة الأفغانية، وأنه سيتم الإعلان عن الحكومة».
فيما أعلن المتحدث باسم حركة «طالبان»، بلال كريمي، أمس، أن «إعلان الحكومة سيكون في المستقبل القريب»، معللاً التأخير في إعلانها إلى أسباب تقنية.
ولكن كريمي نفى، في تصريحات خاصة أن «يتم إعلان الحكومة الأفغانية الجمعة».
وقال كريمي: «حول التقارير التي رجحت أن إعلان الحكومة سيتم يوم الجمعة، هذا الأمر غير صحيح، وحتى اليوم لم يتم تحديد يوم إعلان الحكومة الجديدة».
وتابع: «أستطيع أن أقول إن الحكومة الجديدة ستعلن في المستقبل القريب»، مشيراً إلى أن «المشاورات حول تشكيل الحكومة قد انتهت بالفعل».
كما أوضح المتحدث بأن «تأخير إعلان الحكومة يعود فقط لمسائل تقنية»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «الحكومة الآتية ستكون ممثلة من جميع الأفغانيين «.
وحول عملية استئناف عمل المطار، قال كريمي: «نتوقع أن يستأنف في المستقبل القريب»، موضحاً بقوله: «حجم الأضرار في المطار كبيرة جداً، لقد قامت القوات الأجنبية في تخريب وتعطيل الكاميرات والمروحيات والطائرات والسلاح، وهناك خراب كبير، والآن يسعى المتخصصون من قطر وتركيا والإمارة الإسلامية إلى إعادة المطار إلى الخدمة، وهناك متخصصون من قطر وتركيا في الأمور التقنية واللوجستية، ولكن من غير المعلوم عددهم ولكنه كافي لإعادة المطار إلى الخدمة».
وتستعد حركة طالبان للكشف عن الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن، بحسب تصريحات قياداتها، وتحاول طالبان إظهار وجه أكثر اعتدالاً للعالم منذ نحَّت الحكومة المدعومة من واشنطن جانباً وعادت إلى السلطة الشهر الماضي، واعدة بحماية حقوق الإنسان والامتناع عن الانتقام من أعدائها القدامى.
يذكر أنه مع انسحاب القوات الأجنبية، استطاعت حركة «طالبان» السيطرة على العاصمة الأفغانية، كابول، دون مقاومة تذكر من الجيش الأفغاني في 15 آب 2021، بعدها توالى سقوط الولايات الأفغانية بيد الحركة وتمكن مقاتلوها من دخول القصر الرئاسي في كابول بعد فرار الرئيس أشرف غني إلى الإمارات التي قالت إنها استضافته «لأسباب إنسانية»، فيما بقيت ولاية بنجشير الواقعة شمال شرق كابول، الولاية الوحيدة الخارجة عن سيطرة الحركة.