زيارة ناجحة للوفد الرسمي إلى دمشق سورية وافقت على طلب لبنان المساعدة بتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية
وافقت سورية على طلب لبنان المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية واستعدادها لتلبية ذلك.
وكان وفد وزاري لبناني زار أول من أمس دمشق، وضم نائبة رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع وزيرة الخارجية والمغتربين بالوكالة في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر ووزيري المال والطاقة في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني وريمون غجر والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، في حضور السفير اللبناني في سورية سعد زخيا.
وبعد مراسم الاستقبال عند الحدود السورية في جديدة يابوس، توجّه الوفد الوزاري اللبناني إلى مقرّ وزارة الخارجية السورية، حيث كان في استقباله وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وعُقدت محادثات بين الجانبين اللبناني والسوري للبحث في موضوع استجرار الغاز المصري عبر سورية وكيفية التعاون في هذا المجال.
وقد حضر عن الجانب السوري إلى جانب المقداد، وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة، وزير المال كنان ياغي، السفير السوري في لبنان علي عبدالكريم علي والأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني – السوري نصري خوري.
وأشار الجانبان في بيانهما الختامي، أنه «جرت مناقشة الأوضاع الصعبة التي يمرّ بها البلدان، في مجالات الكهرباء والغاز». وطلب الجانب اللبناني «إمكان مساعدة سورية للبنان في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية»، فرحب الجانب السوري بالطلب، مؤكداً ستعداد سورية لتلبيته.
واتفق الجانبان على «متابعة الجوانب الفنية التفصيلية من خلال فريق مشترك لمناقشة القضايا المتعلقة بالأمور الفنية في كلا البلدين».
ووصف غجر المحادثات بين الجانبين السوري واللبناني بأنها كانت ايجابية، وقد أبدى الجانب السوري رغبة كبيرة بالتعاون مع الجانب اللبناني.
وأشار في تصريح إلى «انعقاد اجتماع رباعي لبناني سوري أردني مصري الأسبوع المقبل في الأردن للتعرّف على الخطوات اللازمة لتفعيل الاتفاقيات بين الدول الأربعة، ونرى المواضيع الفنية والتقنية والمالية ونضع برنامج عمل وجدولاً زمنياً ونفعّل فريق عمل تقنياً فنياً للكشف على كلّ المواقع في لبنان وسورية ومصر والأردن، ويتم التأكد من سلامة استثماراتها حتى يتم تشغيلها بشكل آمن، وهذا يمكن أن يبدأ بين لبنان وسورية لأنهما مترابطان فوراً وبين سورية والأردن ومصر».
وفي موضوع الكهرباء قال «حتى نستطيع أن نستجرّ الكهرباء يجب أن تمرّ الكهرباء بشبكة 400 كيلو فولت من الأردن عبر سورية إلى لبنان»، مشيراً إلى «وجود أضرار وبحاجة للمسح للتأكد من حجمها».
وعن موضوع الغاز أوضح غجر «في لبنان أربع معامل حالياً هي دير عمار وصور وبعلبك والزهراني مجهزون أصلاً ليعملوا على الغاز هناك، ومنهم معمل اشتغل على الغاز عام 2009 هو معمل دير عمار، وأتى هذا الغاز من مصر عبر الأردن وسورية واشتغل لستة أشهر وبعدها انقطع بسبب عدم توافر الغاز، وهذا المعمل جاهز اليوم. ولتشغيله يجب الكشف عليه من قبل شركة متخصصة، ومعمل دير عمار هو الوحيد المجرّب ومجهّز».
وعن الدور الأميركي باستجرار الغاز إلى لبنان قال غجر «إننا نستطيع أن نستفيد من الغاز المصري والكهرباء الأردنية، هذا الموضوع ليس جديداً فنياً، وكنا نبحثه لكن كان هناك موانع، وكانت هناك الاستثناءات المطلوبة من الأميركيين الذين هم بادروا عندما رأوا صعوبة الوضع في لبنان، وأعلنوا ألاّ مانع لديهم، وبدأت أولاً الدولة الأردنية وبعدها الدولة المصرية والبنك الدولي، وتم الاشتغال على الاستثناءات للعمل على هذه المشاريع».
ومن جهته قال طعمة «إن الموضوع الذي تم بحثه كان في إطاره التقني»، مشيراً إلى أن «سورية ولبنان هما من أول الموقعين على مذكرة تفاهم لإنشاء الخط العربي عام 2000 وفي العام 2001 انضم الأردن إلى هذه الاتفاقية، إذاً التعاون السوري اللبناني في هذا الإطار ليس جديداً، وقد ناقشت مع الوزير غجر الموضوع التقني والبنى التحتية وجاهزيتها لنقل هذا الغاز، وتم استعراض هذا الجانب، يعني الخط العربي من الحدود الأردنية إلى وسط سورية ومن وسط سورية إلى محطة الدبوسة ومنها إلى الداخل اللبناني. واتفقنا على تشكيل لجنة مشتركة من الجانبين تعمل على التأكد من سلامة البنى التحتية».
وأضاف «إن الشعب السوري يعاني في موضوع الطاقة كما الشعب اللبناني، والاختلاف بين سورية ولبنان أن سورية تمتلك ثروات وهذه الثروات عرضة للاحتلال الأميركي، ويتصرفون بها تصرف قطّاع طرق والشعب السوري هو المالك الشرعي لهذه الثروة وهو يعاني ولا يستطيع الاستفادة منها».