مقالات وآراء

الجغرافيا والمصير المشترك فرضا اللقاء اللبناني السوري

} عمر عبد القادر غندور*

لأنّ الجغرافيا الواحدة أكبر من السياسة وأصدق نبأ من الحدود المصطنعة، وانها هي وحدها التي تصنع التاريخ، كانت بالأمس زيارة الوفد الرسمي السياسي اللبناني برئاسة وزيرة الدفاع زينة عكر بعد عشر سنوات من التخلف اللامنطقي، وكان اللقاء حميماً مع وفد من القيادة السورية التي أكدت فيه ترحيبها بوفد لبنان الشقيق والموافقة على ما يطلبه الوفد حتى قبل الاجتماع التقني والبحث في التفاصيل التي تضمّنها الملف اللبناني.

ولأنّ الجغرافيا الواحدة ليست أرضاً ومياهاً وتراباً وصخوراً فحسب، بل هي شعب واحد يحتضن ذات المشاعر والأحاسيس، ولم يكن الجانب السوري بحاجة لمعرفة جحيم الانهيار المريع الذي دمّر حياة اللبنانيين وحاجته الى المحروقات ومنه المازوت والغاز والبنزين، وكان واجباً ان يتواصل لبنان مع أشقائه السوريين قبل عقد من الزمن للمساعدة والتخفيف من المعاناة، ولكن ذلك لم يحصل بسبب الكيد السياسي الذي أضرّنا في المقام الأول، إلى جانب الحاجة الى التواصل مع الاخوة السوريين لحلّ قضايا كثيرة بين لبنان وسورية، وفي مقدّمها عودة النازحين السوريين الى ديارهم، وهذا لا يمكن ان يتمّ إلا بالتوافق والتفاهم والتنسيق مع الجانب السوري.

ولكن المؤسف في الموضوع انّ الزيارة تمّت بعد ان ألمحت الولايات المتحدة استثناء لبنان من مفاعيل «قانون قيصر»، وبالفعل تمّ اللقاء كأمر واقع سيليه اجتماع يعقد يوم غد الاربعاء في عمّان يضم وزراء الطاقة في لبنان والأردن ومصر وسورية لتعزيز التعاون من اجل استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية للتخفيف من أسوأ ازمة اقتصادية تصيب لبنان في زمن السلم…!

*رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى