أخيرة
من ذاكرة العصفور الذي أضاع طريقه إلى الشام
} يكتبها الياس عشّي
حدث أنه في يوم من أيام أيلول من عام 2011، اجتمع في اسطنبول أربعة وستّون “مثقّفاً”، في قاعة تتصدّرها خارطة سوريّة هجينة، مهيضة الجناح، شوهاء؛ رسمها أردوغان، وعلّقها في صدر القاعة، دون أن يرتفع صوت واحد احتجاجاً عليها!
مُسح لواء الإسكندرون عن الخريطة! صدّقوني أنّي، للوهلة الأولى، لم أتعرّف على خارطة قضيت عمري وأنا أرسمها، بادئين خطوطها الأولى بلواء اسكندرون، حتى لا ننسى أبداً أنه وفلسطين يشكلان جناحي النسر السوري المتشامخ في سمائنا.
لنفتح عيوننا جيداً، قد لا تكون اسكندرون الشهيدة الأخيرة، فالممحاة جاهزة في أيدي الطغاة، وبرامج الإلغاء والتفتيت جاهزة، إلا إذا كنّا أقوياء، عندها سنرى من يأخذ بيدنا إلى النصر.