دولة الاحتلال تعيش على أعصابها
} عمر عبد القادر غندور
يقول الله سبحانه في كتابه العزيز «مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى، نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ، وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا «23» «الاحزاب»
مثل هؤلاء الرجال الأسرى الستة الابطال من الفصائل الفلسطينية الذين عاهدوا الله وعاهدوا شعبهم ان يستمروا في جهادهم حتى تحرير فلسطين من النهر الى البحر مهما غلت التضحيات ومهما بلغت التضحيات، وما بدّلوا تبديلاً.
والحديث عن عملية الهروب من سجن جلبوع المنيع والمحصّن بأحدث الوسائل الالكترونية، أشرف من الحديث عن السياسة والسياسيين في زمن التطبيع المهين .
ومن متابعتنا لهذا الحدث الكبير الذي أصاب الكيان الغاصب في كبريائه وفي منظومته الالكترونية والدفاعية، من الصعب ان يبتلعه وينتقل الى سواه من دون ان يوضح فشله وعجزه في مجابهة الفتية الفلسطينيين، وآخرها إطلاق النار على قناص صهيوني من مسافة صفر! ويوضح لقطعان المستوطنين كيف حدث مثل هذا الاختراق وفي سجن هو الأمنع تحصيناً وتسييجاً ومراقبة، وتعتبره السلطات الاستخبارية، حسب القنال12، انه واحد من أخطر عمليات الهروب في تاريخ كيان العدو! وقال مسؤولون صهاينة انّ الهروب يعتبر نجاحاً رمزياً للفصائل الفلسطينية ولمخيم جنين الذي خرج منه الأبطال الستة.
ويخشى «الإسرائيليون» اليوم من هجوم يقوم به الأسرى المحررون في الضفة الغربية ويتلقون المساعدة من الفلسطينيين المدنيين! ونلفت الى ان مثل هذه التسريبات يعمّمها الاحتلال في سياق تكتيكاته للقبض على الابطال الفارين.
وتعمل سلطات الاحتلال في الوقت الراهن في محيط مدينة جنين خلال الليل. وقد تم استدعاء والد وشقيق البطل ايهم كممجي للتحقيق معهما والطلب اليهما تسليم البطل ايهم وهو من قرية فردان وكان يمضي محكوميته مدى الحياة منذ العام 2006.
اما البطل زكريا الزبيدي القيادي السابق في كتائب شهداء الاقصى ووجهت اليه 20 تهمة (شرف).
وتقول القنال 12 الاسرائيلية ان ابرز خلية للهروب في المجموعة وجميعهم ينتمون الى منظمة الجهاد الاسلامي هو زكريا الزبيدي الذي طلب قبل يوم الهرب نقله الى الزنزانة التي يوجد فيها السجناء الخمسة، ولم تكن لدى «إسرائيل» معلومات استخباراتية تشير الى وجود خطة للهروب.
وتشير بعض التفاصيل الى انّ الأسرى الأبطال لم يحفروا كثيراً تحت الارض حيث ان السجن مدعوم بركائز اسمنتية متينة زحفوا تحتها حتى وصلوا الى خلف السياج وهناك حفروا حفرة بدّلوا فيها ثيابهم بسرعة وانطلقوا هرولة لثلاثة كيلو مترات حيث كانت سيارة بانتظارهم، وترجح السلطات «الإسرائيلية» انهم كانوا يحملون هواتف محمولة مهرّبة.
وتنتشر تسريبات تقول انّ الأبطال اجتازوا الحدود الى الأردن ومثل هذه الخبرية هي «صناعة اسرائيلية» هدفها التراخي في الاحتياطات الأمنية للتعجيل في القبض على الأبطال.
ويبدو الكيان الغاصب في حالة غليان واستفسار واستهجان بعد ان أسفرت التحقيقات الأولية ان حارس المنصة الأعلى في برج السجن كان نائماً خلال بدء عملية الهروب، ولا تتقدّم أولوية الآن على أولوية القبض على الأسرى الأبطال!! وهو ما يدلّ على أنّ هذه العملية البطولية أصابت الكيان في كبد كبريائه بعد مضيً 78 عاماً على احتلال فلسطين، وبعد ولادة ثلاثة أجيال من الفلسطينيين هم أشدّ تمسكاً وحماسة لاستعادة بلادهم المغتصبة، وتأجّجاً في وعي الأجيال الجديدة داخل وخارج فلسطين، وهو ما يقضّ مضاجع الصهاينة في زمن التطبيع.