اتركوا أولادنا
اتركوا أولادَنا و شأنهم
شأنهم و شأننا
نعلمُ جميعاً أنّ ظروفَ وطننا ليست على مايرام
و في كثيرٍ من التّفاصيلِ ليست حتّى بإنسانيّةٍ
نعم و للأسف، يحلمُ الجميعُ بالسّفرِ
لامشكلة إنْ حلمنا
لا بل علينا أنْ نحلمَ، نحلم بالممكنِ و بالمستحيلِ أيضاً
فلا شيء مستحيل في هذا العالمِ
لكن لكلٍّ منّا ظروفهُ الماديّة و الأسريّة اليوميّة
اتركوا أولادنا و شأنهم
حين يُتاح لنا إنقاذهم
سنجعلُ من أجسادنا قوارباً لهم
لكن إلى ذلك الحين
اتركونا بسلامٍ و كفاكم كلاماً عن السّفرِ
كفاكم تشجيعاً له
كفاكم أن تحثّوا أولادنا على الهجرةِ و تصوير كلّ أرض ماعدا وطننا و كأنّها النّعيم
نعم، إنْ بقي الحالُ على ماهو عليه
لا بل إنْ لم نخطُ إلى الأمام
سنهاجرُ جميعاً
لكنّنا نريدُ أنْ نحيا يومَنا و نحتضنَ أولادَنا
و تمتلىءَ قلوبنا بضحكاتهم
بسببِ أفكارِ الهجرةِ لم يعدْ ينعمُ أولادنا بيومهم
فهناك مَن يرفضُ متابعةَ دراستهِ على أملِ السّفر
و قد لا يسافر
و هناك مَن ينزوي في غرفتهِ منتظراً الوعودَ الكاذبةَ
و قد لا تتحقّق
و هناك مَن يعاتبُ ذويه فقط لأنّهم لم يستطيعوا تأمينَ المالِ اللّازمِ ليهجرهم !!!
اتركوا أولادَنا و شأنهم
عندما تحينُ السّاعة المناسبة لكلٍّ منّا
سنقطّعُ أيادينا لتنقلَ فلذات أكبادنا
إلى برِّ الأمانِ «المزعوم»
إلى ذلك الحينِ
اتركوا أولادَنا و شأنهم
شأنهم و شأننا