مخيم الطلبة الجامعيين ـ ضهور الشوير 26 – 29 آب 2021 2-2
حردان: نحن حزب صراع ومقاومة وعقيدتنا هي سرّ ثباتنا لأنّ من يؤمن بها يكون إنساناً جديداً شجاعاً مضحياً في سبيل الدفاع عن أرضه ومجتمعه
أيّها الطلبة كونوا على قدر المسؤولية وأسسوا للمستقبل الواعد بروحية العطاء والالتزام والبذل والفداء
الحسنية: نرى في عقيدتنا خشبة خلاص لبلادنا وشعبنا لأنها صاهرة لأبناء المجتمع ومحققة للأخاء القومي… وأهمّ عناصر قوة الأمة في مواجهة الأطماع والاحتلالات
والتحديات النظام الطائفي حوّل المواطنين إلى رعايا مذاهب وقبائل… كلما عاث فساداً حصل على جرعات تؤبد سيطرته
أقامت عمدة التربية والشباب في الحزب السوري القومي الاجتماعي مخيماً للطلبة الجامعيين في ضهور الشوير على مدى أربعة أيام 26 ـ 29 آب 2021. وتضمن برنامج المخيم محاضرات إذاعية وتثقيفية وأنشطة مختلفة، وتخللته حوارات في مجمل المواضيع.
واستعانت عمدة التربية والشباب بفرق الإسعاف التابعة لعمدة العمل والشؤون الاجتماعية، التي تولت إجراء فحوص الـ PCR للطلبة المشاركين الذين تلقوا الإرشادات التي يجب اتباعها للوقاية من فيروس كورونا وتجنب الإصابة به، قبل أن يتوزعوا على غرف أوتيل one to one .
جرى افتتاح المخيم في «دار سعاده الثقافية والاجتماعية»، بحضور عدد من المسؤولين الحزبيين وهيئة المخيم.
اليوم الثالث
تقنيات التواصل وإدارة الحوار وفهم الشخصيات ودور الطلبة في الجامعات
استهلّ الطلاب المشاركون اليوم الثالث من المخيم، بمسير صباحي، أعقبه لقاء في «دار سعاده الثقافية والاجتماعية»، مع الرفيق الدكتور رائد محسن، الذي تحدث عن تقنيات التواصل، وإدارة الحوار، وفهم الشخصيات، ودور الطلبة في الجامعات.
تقنيات وأساليب العمل في المتحدات الطلابية،
وكيفية إدارة المشاريع وتنسيق النشاطات
تلا ذلك، ورشة عمل مركزة مع وكيل عميد الإذاعة الرفيق شادي بركات عن تقنيات وأساليب العمل في المتحدات الطلابية، وكيفية إدارة المشاريع وتنسيق النشاطات، وكيفية وضع خطط عمل قائمة على قواعد علمية واستهدافات واضحة ضمن خطة محددة، وقام المشاركون بتنفيذ عمل تطبيقي.
زيارة دير مار يوحنا الذي يحتوي بداخله على أقدم مطبعة
بعد ذلك، تناول المشاركون طعام الغداء المقدّم من أهالي بلدة ضهور الشوير. وبعده أقلتهم الحافلات إلى بلدة الخنشارة حيث زاروا دير مار يوحنا الذي يحتوي بداخله على أقدم مطبعة، وهناك جال الطلاب في أروقة الدير واستمعوا من دليل مختص إلى شرح عن المطبعة وأقسامها والأدوات المستخدمة.
لقاء حواري مع رئيس المجلس الأعلى
وعند الساعة الخامسة بعد الظهر حضر الطلبة إلى قاعة «دار سعاده الثقافية والاجتماعية»، للمشاركة في لقاء حواري مفتوح مع رئيس المجلس الأعلى الأمين أسعد حردان الذي استعرض الواقع السياسي العام في الأمة، والتحديات الكبيرة التي تواجهها، لافتاً إلى أنّ الأخطار المتعددة التي تتهدّد بلادنا وشعبنا، هي أخطار وجودية، وهي كلها مربوطة بمشروع واحد معاد لأمتنا، وباستراتيجية واحدة، «اسرائيلية» ـ أميركية، تسير في فلكها دول إقليمية كتركيا، وبعض الأنظمة العربية السائرة في ركب التطبيع والمتخلية عن مسؤولياتها تجاه فلسطين وكلّ أمتنا.
أضاف الأمين حردان: إنّ كلّ الغزوات والاحتلالات والحروب العدوانية الإرهابية والاقتصادية التي تُشنّ على أمتنا، ترمي في العلن والشكل إلى ضمان أمن «إسرائيل»، لكنها في السر وفي المضمون فإنها ترمي إلى تصفية المسألة الفلسطينية وإلغاء وجودنا كشعب على امتداد الأمة السورية. وهذا ما تنبّه له مؤسس حزبنا أنطون سعاده، الذي أعلن حرباً لا هوادة فيها بمواجهة الخطر الصهيوني العنصري الاستيطاني الذي قام على أرض فلسطين بالغطرسة والعدوان والاحتلال.
وتابع قائلاً: إنّ سعاده استشرف الخطر المحدق بأمتنا، وحدّد أسباب الويل، فأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي ليشكل الخطة النظامية المعاكسة في مواجهة الخطة الصهيونية ـ الاستعمارية المعادية، وليكون أداة نهوض للأمة في مواجهة مشاريع التجزئة والتفتيت ودفاعاً عن حريتها وسيادتها، وهذا ما جعل حزبنا يتصدّر مشهد خوض معركة المصير والوجود بطولة وشجاعة وتضحية واستشهاداً.
وأكد رئيس المجلس الأعلى أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي أدّى أدواراً حاسمة في العديد من المحطات المفصلية، وهو كان ولا يزال في عين عاصفة الاستهداف نتيجة أدواره الريادية صراعاً ومقاومة، ذلك لأنّ العدو ومن يقف خلفه، يدركون تماماً أنّ الحزب القومي عصيّ على كلّ التحوّلات، فهو حزب قتال والقوميون الاجتماعيون مشدودون دائماً إلى القتال دفاعاً عن أرضهم وشعبهم، وهم محصّنون بعقيدة محيية و «إيمان يزول الكون ولا يزول».
وأضاء رئيس المجلس الأعلى خلال اللقاء على جوانب من مسيرة الحزب، بدءاً من ثلاثينيات القرن الماضي حيث شارك القوميون في معارك فلسطين بمواجهة العصابات الصهيونية الإرهابية، إلى تصدّره مشهد مقاومة الاحتلال الصهيوني للبنان، إلى مشاركته جيش تشرين في محاربة الإرهاب والتطرف على أرض الشام، وكلها محطات زاخرات بوقفات العز وبنهج الفداء القومي مرصعة بدماء الشهداء، «شهداؤنا طليعة انتصاراتنا الكبرى».
وأكد رئيس المجلس الأعلى أننا حزب صراع ومقاومة، وسرّ ثباتنا على نهج الصراع هي العقيدة التي تجعل كل من يؤمن بها إنساناً جديداً شجاعاً مضحياً يستبسل في الدفاع عن أرضه ومجتمعه. وهذا ما يميّز القوميين الاجتماعيين الذين نذروا حياتهم لانتصار قضيتهم التي تساوي وجودهم.
ولفت الأمين أسعد حردان إلى أنّ تضحيات القوميين المضحين هي التي أعطت الحزب وهجه وألقه على المستويات كافة، وسنعمل جاهدين للحفاظ على هذا الوهج والألق بما أوتينا من إرادة وعزم وتصميم وقوة، لأننا نريد لحزبنا أن يكون قوياً وفاعلاً ومؤثراً على مختلف الصعد .
وخاطب رئيس المجلس الأعلى الطلبة قائلاً: دوركم أساسي في حركة الحزب والنهضة، فأنتم كما وصفكم سعاده نقطة الإرتكاز في العمل القومي، وعلى عاتقكم تقع مسؤولية كبرى، بأن تكونوا على قدر المسؤولية فتؤسسون للمستقبل الواعد بروحية العطاء والالتزام والبذل والفداء.
واختتم اللقاء بالردّ على الأسئلة مُقدماً إحاطة شاملة بموقف الحزب من الاستحقاقات والتطورات الراهنة. ومشاريع القوانين التي تقدم بها الحزب، والأسباب التي على أساسها يتخذ الحزب مواقفه في استحقاقات وأحداث عدة.
سهرة وتمارين تطبيقية حول إدارة المشاريع والتسويق السياسي
بعدها عاد الطلاب إلى الفندق، حيث تناولوا العشاء المقدم من قبل إدارة الفندق، من ثم اجتمع الطلبة في صالون الفندق حيث أجرى الطلاب تمارين تطبيقية حول إدارة المشاريع والتسويق السياسي، وتبعها ختاماً سهرة أنشد خلالها الطلبة الأناشيد الحزبية والوطنية، إضافة إلى الأغاني الشعبية والتراثية.
اليوم الرابع
لقاء حواري مع رئيس الحزب
اليوم الرابع والأخير للمخيم ابتدأ بمسير صباحي إلى «دار سعاده الثقافية والاجتماعية» ثم لقاء حواري مع رئيس الحزب الأمين وائل الحسنية، بعنوان «بين السياسة والعقيدة» حيث تحدّث رئيس الحزب عن منهج التفكير القومي الاجتماعي في العمل السياسي لافتاً إلى أنه حيث يتواجد الحزب يحمل معه أفكاره. كما تحدث عن تحالفات الحزب السياسية وموقعه في الصراع ودور الطلبة القوميين فيه.
وأكد رئيس الحزب أن العقيدة هي إيمان ثابت وقناعة راسخة لدى الأفراد، لافتاً إلى أنّ هناك عقائد عدة، دينية وماركسية وفاشية ونازية وغيرها، وهي بمجملها تختلف جذرياً عن العقيدة القومية الاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق وحدة المجتمع بكل شرائحه الاجتماعية، وإلى بناء الإنسان الجديد المدافع عن حقه وحريته وسيادة أمته.
أضاف رئيس الحزب، نحن نرى في عقيدتنا، كما المتنورون، خشبة خلاص لبلادنا وشعبنا، بوصفها عقيدة صاهرة لأبناء المجتمع ومحققة للأخاء القومي، وهذا مرتكز أساسي، لا بل من عناصر قوة الأمة في مواجهة الأطماع والاحتلالات والتحديات… فما تتعرّض له أمتنا السورية نتيجة واقع التجزئة، ومن جراء التنابذ والتناحر الطائفي والمذهبي والإتني والقبلي، يشكل إضعافاً لها في معاركها الوجودية ضد الاحتلال اليهودي والاستعمار العالمي.
وأشار رئيس الحزب إلى أن اعتناق العقيدة القومية هو إيمان مقدّس، ونحن شديدو الإيمان بعقيدتنا، وإذا اهتزّ هذا الإيمان وتزعزع لدى هذا الفرد أو ذاك، يسقط الفرد نفسه، وتبقى العقيدة حيّة محيية.
وقال: نحن أبناء مدرسة تعتبر أن العقل هو الشرع الأعلى، ولذلك، فإنّ أحد مظاهر الإيمان بالعقيدة، هو الالتفات إلى واقع الأمة وما ينخرها من سوس الآفات وما تتعرّض له من تحديات، وما تعانيه من إطباق على حياتها نتيجة ما خلفه الاستعمار من أدوات مريضة وصيغ وقوانين متخلفة، الأمر الذي يحتاج اعتمال العقل لمواجهة مخلفات الاستعمار عن طريق تعزيز فكرة الوحدة، ومحاربة الفساد ومكافحة العصبيات الطائفية والمذهبية، وهذا مسار يتطلب الوصول إلى الشعب، بعدما أصبح مدجناً بالعصبيات الهدامة.
وتابع قائلاً: الثابت بالنسبة لنا، أننا مؤمنون بعقيدتنا، لأنها عقيدة حياة، ونحن «نحبّ الحياة لأننا نحبّ الحريّة، ونحبّ الموت متى كان الموت طريقاً إلى الحياة»، بالتالي لدينا الإرادة والعزم والعقل، لكي نفعل كل ما بوسعنا لانتصار عقيدتنا.
وقدم رئيس الحزب بعض الأمثلة، فقال: في لبنان على سبيل المثال هناك نظام طائفي موغل في طائفيته وفساده، وهو من أكثر النسخ قباحة التي ولدت من رحم الاستعمار. وهذا النظام حوّل الناس من مواطنين إلى رعايا طوائف ومذاهب وقبائل، وهو كلما عاث فساداً وخراباً حصل على جرعات تؤبّد سيطرته. ومن يثور ضدّ هذا النظام، يُقتل ويسجن ويعذب، ونحن دفعنا ثمناً باهظاً، لأنّ هذا النظام ومن هم خلفه اغتالوا مؤسس حزبنا أنطون سعاده وقتلوا واعتقلوا وشرّدوا الآلاف من القوميين الاجتماعيين.
وأضاف: إنّ أنطون سعاده الذي استشهد في سبيل عقيدته وقضيته، كان يدرك مساوئ النظام الطائفي، وهذا واضح في كل خطب ومحاضرات الزعيم، لكنه على رغم ذلك، اتخذ قرار المشاركة في الانتخابات النيابية اللبنانية وفقاً للقوانين المرعية، واضعاً برنامجاً إنقاذياً إصلاحياً، ما يؤكد أنّ سعاده رأى أنّ طريق الوصول إلى تحقيق غاية الحزب ومبادئه، تتطلب الانخراط في الحياة السياسية بغية الوصول إلى الشعب للانتقال معه من النظام الطائفي البغيض إلى الدولة المدنية القومية دولة الرعاية والعدالة الاجتماعية.
وختم قائلاً السياسة بالنسبة لنا هي فن خدمة الأغراض القومية، وفي السياسة قد تكون هناك مشهديات يظنها البعض انزياحاً عن العقيدة، لكنها في الحقيقة هي من موجبات انتصار العقيدة.
تدريب عملي على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
بعدها انتقل الطلاب إلى تدريب عملي على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مع وكيل عميد الإذاعة الرفيق شادي بركات.
دور الطلبة الشباب وآليات تشكيل فريق العمل
ثم اختتم عميد التربية والشباب الأمين إيهاب المقداد المخيم بمحور عن دور الطلبة الشباب وآليات تشكيل فريق العمل، ومتحدثاً عن الفرق بين المجموعة والفريق، داعياً الطلبة لتقييم مشاركتهم في المخيم، ومؤكداً ضرورة متابعة هذا العمل من خلال تفعيل دور الطلبة في المتحدات الجغرافية وفي الجامعات.
زيارة المركز البلدي في ضهور الشوير
وفي نهاية المخيم، زار الطلبة الجامعيون المركز البلدي في ضهور الشوير حيث كان في استقبالهم رئيس البلدية المهندس حبيب مجاعص الذي توجه بكلمة ترحيبية للطلبة باسم أهالي وبلدية ضهور الشوير، ودعاهم لزيارة المكتبة العامة التي تتصدر صور الزعيم أنطون سعاده ومؤلفاته جزءاً هاماً من محتواها الثقافي والفكري والأدبي.