الإنتخابات المغربية تحاكي تونس
– كان واضحاً انّ تقدّم الأخوان المسلمين لتسلم السلطة في عدة دول عربية على كتف التحركات التي مثلتها لأحداث التي سميت بالربيع العربي، لم يكن تعبيراً عن مجرد تزامن ناتج عن الصدفة، فكلّ ما جرى منذ ذلك الوقت كشف حجم الترابط بين الربيع العربي والذراع الأميركية لإحلال الفوضى وصولاً لإسقاط مفهوم الدولة الوطنية وتفكيك الجيوش الوطنية، وربح الجائزة الكبرى التي يمثلها إسقاط سورية، وإطلاق مرحلة تمثل عبرها تركيا بإسم العثمانية الجديدة محور الإدارة المعتمدة أميركيا للعالم الإسلامي، كما كان واضحاً أن ترنح هذه الخطة في سورية افسح في المجال لتغييرات لم تكن واشنطن والغرب بعيدين عنها تحت عنوان نهاية الرهان.
– أقصي الأخوان عن الحكم في مصر، وفقدوا مكانتهم في صدارة المشهد الليبي، واخرجوا من المشهد السياسي في العراق، وتم تهميش مكانتهم في التحالف المدعوم غربيا وخليجياً في اليمن، وجاء دور تونس، والآن دور المغرب، بعد عشر سنوات حكمت خلالها فروع الأخوان المسلمين في بلاد المغرب، من بوابة الإنتخابات، سواء عبر إستثمار مناخ ما بعد إسقاط النظام كحال تونس، او عبر التشارك مع النظام في خطوة وقائية كحال المغرب.
– نتائج الإنتخابات المغربية لم تحمل نتائج قابلة للتفسير الا برفع الغطاء السياسي عن جماعة الأخوان كشف حجمها الحقيقي وهو ما فازت به من مقاعد لا تمثل 5% من المقاعد النيابية، وأقل من 10% من الحجم الذي حصلت عليه خلال الدورات الإنتخابية السابقة، ولم يكن مفاجئاً عودة القديم الى قدمه وتصدّر الأحزاب التابعة للنظام الملكي للنتائج واستعدادها لتشكيل الحكومة الجديدة.
– طي صفحة الحكومات الأخوانية في دول المغرب يعني فتح الطريق لعلاقات طبيعية بين هذه الدول بعد الأزمة التي برزت مع قطع العلاقات الجزائرية المغربية، وستكون الحكومة الجديدة معنية بالتلاقي المغاربي، من بوابة الجزائر، والتقاطع مع ما تشهده تونس، وصولا للتشارك في صياغة المشهد الليبي الجديد.
– كما يقول ضباط الجيش المصري، لو لم يهزم مشروع العثمانية الجديدة في سورية، لكان عنوان المشهد السياسي في المنطقة لزمن طويل، ولكانت الجيوش الوطنية المستهدف الأول.