الوطن

مجلس الوزراء شكّل لجنة البيان وميقاتي وعد بإنجازه في 3 أيام عون: أمامنا مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى ولم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة

شكّل مجلس الوزراء في أول جلسة له، لجنة صياغة البيان الوزاري الذي أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إنجازه خلال ثلاثة أيام، فيما اعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  أن «الإصلاحات هي المدماك الأساس لإعادة بناء الدولة ودونها يستحيل الإنقاذ»، متمنياً على اللجنة الوزارية أن «تُضمّن البيان الوزاري، إضافةً إلى الثوابت الوطنية مجموعة أفكار ومواضيع أساسية وفي مقدمها خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحات في المبادرة الفرنسية وإجراء الانتخابات النيابية في مواعيدها واستكمال التحقيقات الجارية في انفجار مرفأ بيروت، إضافةً إلى المضي في خطة مكافحة الفساد، ولا سيما مباشرة العمل بالتدقيق الجنائي واستكمال خطة للكهرباء وتنفيذها».

وكان مجلس الوزراء انعقد أمس في قصر بعبدا، برئاسة عون وحضور ميقاتي والوزراء واستمرت لحوالى نصف ساعة، أكّد في مستهلها عون، وفق ما نقل عنه وزير الإعلام جورج قرداحي، أنَّ «هذه الحكومة الرابعة في ولايته الرئاسية شكلت بعد انقضاء 13 شهراً على حكومة تصريف الأعمال»، مشيراً إلى أنَّه «خلال هذه الفترة تفاقمت الأوضاع: اقتصادياً، مالياً، نقدياً، اجتماعياً وتراجعت الظروف المعيشية للمواطنين إلى مستويات غير مسبوقة».

وقال «نحن أمام مسؤوليات وطنية وتاريخية كبرى لتفعيل دور الدولة ومؤسساتها واستعادة الثقة بها، يجب ألاّ نُضيّع الوقت إذ لم يعد لدينا ترف البطء والمماطلة».

وأوضح أنَّ «المطلوب إيجاد الحلول العاجلة لمعالجة الأوضاع المعيشية للمواطنين، وإطلاق ورشة عمل سريعة لوضع لبنان على طريق الإنقاذ والتعافي والنهوض»، مشدداً على أنَّ على الحكومة أن تعمل كفريق عمل واحد متجانس متعاون لتنفيذ برنامج إنقاذي، وتركيز الجهد لتحقيق المصلحة الوطنية العليا ومصالح المواطنين».

وأوصى رئيس الجمهورية الوزراء بـ»الإقلال من الكلام والإكثار من العمل لأنَّ  أمامهم تحديات كبيرة»، مضيفاً «ستواجهنا صعوبات كبيرة وسنعمل على تذليل واستنباط الحلول الممكنة».

ولفت إلى أن «الخارج والداخل يعوّل على نجاحنا لمعالجة الأزمات المتراكمة والمتداخلة وكلما أظهرنا جدية والتزاماً وتصميماً كلما وقفت الدول الشقيقة والصديقة إلى جانبنا»، مؤكداً أن الأولوية هي التخفيف من معاناة اللبنانيين وتوفير حاجاتهم الملحة.

وتمنى عون على اللجنة الوزارية أن تُضمّن البيان الوزاري إضافةً إلى الثوابت الوطنية، خطة التعافي التي أقرّتها الحكومة السابقة وما ورد من إصلاحاتٍ في المبادرة الفرنسية، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها واستكمال التحقيقات في انفجار مرفأ بيروت والإسراع في خطة مكافحة الفساد».

وأردف «يجب أن يُضمّن البيان الوزاري استكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي ومتابعة تنفيذ خطة البطاقة التمويلية ووضع خطة لإعادة هيكلة القطاع المصرفي والعمل على عودة النازحين السوريين، واستكمال وتنفيذ خطة الكهرباء».

من جهته، استهل ميقاتي كلمته بأن البلد يتطلب إجراءات استثنائية وبانتظار الوزراء الكثير من العمل والتعب، معتبراً أن «بالإرادة الصلبة والتصميم والعزم والتخطيط نستطيع جميعاً كفريق عمل واحد، أن نحقق لشعبنا الصابر والمتألم بعضاً مما يأمله ويتمناه».

وتوجه ميقاتي إلى الوزراء قائلاً «لا تخيبوا آمال اللبنانيين، لتكن أقوالكم مقرونة بالأعمال، والوقت ثمين ولا مجال لإضاعته، ونجاحكم في وزاراتكم يعني نجاح جميع اللبنانيين في الوصول إلى ما يؤمّن لهم حياة كريمة لا ذلّ فيها ولا تمنين».

وطلب منهم «الإقلال من الإطلالات الإعلامية لأن الناس تتطلع إلى الأفعال ولم يعد يهمها الكلام والوعود»، مشدداً على أن الحكومة ستنكب على معالجة موضوع المحروقات والدواء بما يوقف إذلال الناس.

وأكد ضرورة التنسيق الدائم بين الوزراء في القضايا ذات الاهتمام المشترك بين أكثر من وزارة، والتنسيق بين الوزارات عند الضرورة، لافتاً إلى أن من الضروري التعاون من قبل الجميع وهو أمر أساسي لإنجاح أي عمل حكومي.

وقال «حكومتنا ستعمل من أجل كل لبنان ومن أجل جميع اللبنانيين ولن تُميّز بين من هو موالٍ أو معارض، من أعلن دعمه لنا ومن لم يعلن ذلك، ومن سيمنحها ثقته بعد أيام أو من سيحجبها عنها وسنمارس هذا الدور من دون أي كيدية وذلك تحت سقف القانون».

وتشكلت لجنة صياغة مسودة البيان الوزاري برئاسة ميقاتي وعضوية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزراء العدل، الطاقة، المالية، الثقافة، الداخلية، التنمية الإدارية، الإعلام، التربية، العمل والزراعة.

وكان الوزراء وصلوا تباعاً إلى القصر الجمهوري ابتداءً من الساعة العاشرة قبل الظهر حيث أُخذت الصورة الرسمية لكل منهم. ثم وصل ميقاتي واجتمع بالرئيس عون في مكتبه، ثم انضم إليهما رئيس مجلس النواب نبيه برّي ليتحوّل الاجتماع إلى ثلاثي.

وعند الحادية عشرة، انتقل عون وبرّي وميقاتي يرافقهم الوزراء إلى حديقة الرؤساء حيث تم التقاط الصورة الرسمية التذكارية للحكومة الجديدة.

و في الأولى والنصف من بعد الظهر، ترأس ميقاتي الاجتماع الأول للجنة الوزارية المكلفة صياغة البيان الوزاري، في مكتبه في السرايا الحكومية، في حضور أعضاء اللجنة: نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، ووزراء: التربية عباس الحلبي، الإعلام جورج قرداحي، العدل هنري خوري، المالية يوسف خليل، التنمية الإدارية نجلا رياشي عساكر، الداخلية بسام مولوي، الطاقة وليد فياض، الثقافة محمد مرتضى، العمل مصطفى بيرم، الزراعة عباس الحاج حسن، الشؤون الاجتماعية هكتور حجار، المهجرين عصام شرف الدين، الأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير ومدير مكتب الرئيس ميقاتي جمال كريم.

وتقرّر عقد الاجتماع الثاني للجنة في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم الثلثاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى