أجِّلوا الاحتفالات إلى ما بعد الإنجازات
} منجد شريف
لم يتخلّ اللبنانيون بعد عن عاداتهم في المديح والتبجيل. فمع كلّ تعيين وزاري ترتفع الصور واللافتات المرحبة، التي تكيل من عبارات المديح والتبجيل ما يفوق قدرات المعيّنين، مما يضعهم أمام حالة عجز عن تحقيق النزر اليسير مما هو مطلوب منهم، لأنّ الحاجات تتخطى القدرات لكلّ الوزراء مجتمعين. وعليه فمهامهم مضاعفة لتحقيق الشيء البسيط، ولذلك فإنّ لافتات المديح تكون بعد القيام بالمهام وليس قبل ذلك.
فالتكريم قبل الإنجاز يُعدّ نوعاً من الممالقة الاستباقية، لضمان مكانة في حاشية الوزير المعيّن، وتحقيق المصالح الشخصية، وتلك الطريقة او القاعدة او الأسلوب شكل جزءاً رئيسياً من الفساد الذي استشرى وأدّى الى ما أدّى إليه من محسوبيات وسرقات وخلافه، فخففوا من المديح والتبجيل، إلى أن نلمس بعض النتائج، من حال واقعنا المتردّي، فهل من عاقل مرَّت عليه أزمة من أشدّ الأزمات في العالم، وما زال مُصراً على عاداته وتقاليده وأعرافه؟
قديماً قيل: من يفكر بذات الطريقة، لن يحصل على نتيجة مختلفة…
فاستغنوا عن المدائح لو سمحتم، ووفروها إلى أن يتحقق الخرق المأمول لواقعنا المتردّي، والسلام…