ملعب المقاومة وجرأة التحدي كسر الحصار…
} رنا العفيف
ما هي المعادلات التي أرسيت في لبنان وسورية؟ وماذا عن ولادة فرص جديدة متاحة إقليمياً ودولياً في ظلّ ملامح كسر سطوة أميركا وأدواتها؟
تجلى خطاب السيد حسن نصر الله عن وصول باخرة المازوت الإيراني إلى مرفأ بانياس، وعن معادلة الردع التي حمت وسمحت بوصول الباخرة، كما ستصل تباعاً بواخر أخرى، وعن ولادة الحكومة اللبنانية التي كانت عاملاً أساسياً في توافق محطات سياسية، كانت الإدارة الأميركية قد راهنت عليها، ولكنها باءت بالفشل.
وهكذا كانت المعادلة الجديدة، التي أدهشت الطبّاخ السياسي الأميركي، الذي كان يتربّص بلبنان شراً، ومن ثم كسر الاحتكارات وتخفيف العبء على اللبنانيين في طوابير الانتظار أمام محطات البنزين وطلباً للخبز، بالرغم من اعتراض البعض في لبنان، إلا أنّ وجود المقاومة منع لعبة الاستنزاف السياسي، فكان قرار المقاومة خطوة جريئة استطاعت إفراز معادلات نقلت الأمور من التباري الكلامي إلى التنافس على إثبات القدرة على حلّ المشاكل، وانتقلت معها المقاومة من ميدان الردع العسكري إلى الردع السياسي والاقتصادي لتولد الحكومة ويفرج عن ربط الغاز والكهرباء عبر سورية.
لولا قرار السيد حسن نصرالله لما أتى الوفد الوزاري اللبناني إلى سورية، وتحرك الحسّ السياسي عبر إعلان أولى خطواته الإيجابية، وهذا ما كسر العزلة السياسية والاقتصادية بين البلدين، ليكسر العزلة السياسية والاقتصادية بمبادرة الأشقاء في ظلّ الانفتاح السياسي السوري على الدول الأربع في مجمل السياسة الأميركية.
إلا أنّ قرار السفن سمح لهذه المعادلة أيضاً أن تعكس انتصاراً سياسياً تجاوز الغطرسة الأميركية وأدواتها في المنطقة، وعلى مرأى أعين العدو «الإسرائيلي» الذي لم ولن يتجرّأ على التصدي لهذه السفن، وفي حال تعرّض لها سيكون هناك ردّ قاس وعسير ينتظره…
لقد أراد الأميركي للبنان الذلّ والتجويع والخنوع، فأتت توافقات جديدة تحدّت كسر الحصار ليس للبنان فقط، وإنما لسورية أيضاً، لندخل في مرحلة جديدة تحمل معها قرارات قد يتلاشى معها «قانون قيصر» للعقوبات بعد أن تملّك الفراغ السياسي الحكومي بلبنان، ليدرك البعض أنّ الرهانات سقطت وسقط معها كلّ من كان شريكاً في إذلال الشعبين السوري واللبناني، بعد أن رست معادلة المقاومة التي لا تقلّ أهمية عن كشف خلاصة الحرب على لبنان وسورية الحاضنة للمقاومة.