سفيرة لبنان لدى الصين: تعزيز التبادلات بين الحضارتين العربية والصينية أفضل وسيلة لتقارب الشعبين
قالت ميليا جبور، سفيرة لبنان لدى الصين، إن «تعزيز التبادلات بين الحضارتين العربية والصينية يعد أفضل وسيلة لتقارب الشعبين»، داعية إلى «تكثيف التبادل الإنساني والثقافي بين الدول العربية والصين من أجل المضي قدماً بتعزيز أواصر الصداقة في ما بينهما».
وصرحت جبور بأن «الحضارتين العربية والصينية حضارتان عريقتان ضاربة جذورهما في التاريخ، وتلاقتا على مدى العصور بواسطة طريق الحرير وتوثقت أواصر الصداقة بينهما وبقيت صامدة في وجه التغيرات والتقلبات التي شهدها العالم».
وأوضحت أنه على «الرغم من التجربة المختلفة للدول العربية والصين من حيث النظم السياسية والاقتصادية، إلا أن الاحترام وعدم التدخل في شؤون الآخر سمة مميزة تسود العلاقات العربية- الصينية».
وأشارت إلى أن «العديد من الدول العربية تتطلع إلى الاطلاع على خبرات الصين في مختلف المجالات والاستفادة منها، أبرزها تجربة القضاء على الفقر المدقع، إضافة إلى التنمية المستدامة والتطور التكنولوجي»، منوهة إلى أن «هذا العام يصادف الذكرى الخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين لبنان والصين» والتي بدأت بين البلدين عام 1971، وتميزت العلاقات الثنائية بالمودة والاحترام وشهدت تطوراً مستمراً، حيث تتبوأ الصين مراتب متقدمة في شراكتها التجارية مع لبنان، كما أن «لبنان شارك في مبادرة الحزام والطريق بنشاط، وأصبح عضواً في بنك الاستثمار في البنية التحتية الآسيوية».
وأكدت أنه «ما من وسيلة لتقارب الشعبين أفضل من الجهد الثقافي الذي يبني جسوراً دائمة ويكون وسيلة للانفتاح على الآخر والاطلاع على عاداته وتقاليده، قائلة إن التبادلات الثقافية بين البلدين في تصاعد مستمر».
وأشارت إلى أن «آخر الإنجازات بين لبنان والصين هو توقيع اتفاقية إنشاء مراكز ثقافية في كل من البلدين في عام 2020، وهذا ما يدل على نية البلدين على تعزيز الروابط الثقافية والشعبية بينهما، إضافة إلى إنشاء المعهد الوطني العالي للموسيقى، الأمر الذي يعد دلالة على تعزيز روحية الصداقة والتواصل الدائم بين الشعبين في إطار تمازج الحضارات وتلقي المجتمعات، بخاصة أننا نعيش العولمة في كل اتجاهاتها».
وختمت بالقول «إن الشعبين اللبناني والصيني يتشابهون في الكثير من مراحل تاريخهم ونضالهم وصمودهم في وجه الصعوبات، لذلك هم مدعوون أن يلتقوا ليتشاركوا الخبرات ويتساندوا في الأزمات. وهذا ما سيكون مستقبل لبنان والصين من حيث الصداقة الأخوية، والتبادل في المعارف والبناء على إرث من الماضي الجميل يحمل في ثناياه مكونات المستقبل الزاهر والواعد».