المقاومة الاقتصادية والاجتماعية أكثر من ضرورية
} د. جمال شهاب المحسن*
بعدما شاهد العالم أجمع الصهاريج السورية وهي تفرغ حمولتها الإيرانية في البقاع اللبناني تنفيذاً للوعد الصادق لسيد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله، ليتمَّ توزيع بعضها مجّاناً حسب الأولويات المطلوبة وبعضها الآخر بأسعار متدنّية بالليرة اللبنانية نسبةً للأسعار في السوق المحلية، تحرّكت الأيادي الشيطانية المرتبطة بمجرمي الحرب الأميركيين مفتعلي الأزمة الاقتصادية والمالية الكبرى التي يعيشها الشعب اللبناني هذه الأيام، فافتعلت تأزيماً فوق تأزيم في التوقف ومن ثمَّ التباطؤ في تسليم مادة البنزين لمحطات الوقود مطلقةً العنان لتجار السوق السوداء في هذه المادة الحيوية… وبدأ الحديث المتواتر عن رفع الدعم الكامل عن المحروقات في ظلّ انخفاض سعر الدولار الأميركي لتمرير هذا المشروع الخطير جداً على المستقبل القريب للبنانيين حيث أنّ اللعبة الشيطانية لارتفاعه الجنوني بيد الأميركيين ومَن معهم من المجرمين في لبنان .
لقد طبع المصرف المركزي مع اشتداد أوار الحريق الاقتصادي في لبنان كميات كبيرة من الأوراق النقدية منذ أكثر من سنة وتمَّ بها سحب و»شفط» الدولار من قبل البنوك وشركات الصيرفة الكبرى من أيدي الكثير من المواطنين اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية بسعرٍ يتراوح بين 2000 و3900 ليرة لبنانية للدولار الواحد… وهنا نسأل رياض سلامة وكلّ المروّجين بأنَّ «احتياط المصرف المركزي لم يعدْ يستطيع تغطية الدعم!»: أين هي الكتلة النقدية بالدولار الأميركي التي سحبت من السوق بعد طباعة الأوراق النقدية التي انتقدها عدد من الإختصاصيين في حينه؟! وألا يجد الكثيرون معي أنّ أكاذيب حيتان المال ورجال السلطة من «أمراء الحرب» أصبحت واهية في مواجهة الدليل والحجة والمنطق؟!
إنّ اللعبة الشيطانية ذاتها مستمرة هذه الأيام لتمرير رفع الدعم، وبعد ذلك يتصرفون برفع الدولار حسب المشيئة الأميركية التي تعمل لمصلحة الكيان الصهيوني الغاصب لأرضنا ومقدساتنا فقط لا غير …
نحن ننطلق من حقائق صلبة وميدانية ونقولها على رؤوس الأشهاد بقوة الحق الساطع، إنه لن يعلّبنا أو يخيفَنا أحدٌ في هذا العالم، فالمصلحة العليا لشعبنا فوق كلّ اعتبار.
ويبقى أن نشير إلى ما قاله الخبير الإقتصادي الكبير كمال ديب بأنّ الدولة اللبنانية تملك نحو 287 طناً من الذهب، وكلّ طن يساوي نحو 32 ألف أونصة ذهب، أي نحو 9 ملايين و504 آلاف أونصة، بقيمة إجمالية تبلغ 17 مليار دولار، وهناك صمت مريب حالياً أين ذهب هذا الذهب وهل تمّ رهنه واستخدامه في أعمال مشبوهة؟
وهذا الذهب هو ليس في لبنان بل في مخازن بنك الاحتياط الفدرالي في نيويورك ولماذا لم يتمّ استعماله لنجدة الناس إذا كان ملك دولته، وقد وصل شعب لبنان إلى الحضيض وحان وقت استعمال قرشك الأبيض ليومك الأسود!
وهنا أوضح أنّ الاحتياط الفيدرالي الأميركي بيد اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، حتى أنّ الرئيس الأميركي ذاته ليس له نفوذ على هذا «الإحتياط الفيدرالي»، وإنَّ الصهاينة يتحكمون بسعر الذهب في العالم …
لقد أصبحت المقاومة الاقتصادية والاجتماعية أكثر من ضرورية، وكما انتصرنا في ميادين القتال سننتصر في مواجهة الحرب الإقتصادية والحصار الأميركي الإرهابي المجرم الذي لن نجعله يصل إلى الإبادة البشرية لشعبنا وأمتنا.. فمَن اختار طريق الشعب لا ولن يُهزَم .