المازوت الإيراني: انتصار جديد للمقاومة وللعلاقات المميّزة مع سورية
} حسن حردان
شكل حدث دخول قافلة صهاريج المازوت إلى البقاع اللبناني عبر الأراضي السورية، والذي استورده حزب الله المقاوم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شكل محط اهتمام العالم، حيث احتلّ صدارة الأحداث المحلية والعربية والدولية، لما له من أهمية ونتائج هامة على الصعيد اللبناني الداخلي، وعلى صعيد العلاقات اللبنانية السورية، واستطرادا على صعيد العلاقات اللبنانية الإيرانية…
الثمرة الأولى، تكريس كسر الحصار الأميركي وإسقاط أهدافه التي كانت تستهدف خنق اللبنانيين ودفعهم للانقلاب على مقاومتهم التي أثبتت مرة جديدة أنها أمَلهم في تخفيف معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، كما كانت املهم في تحرير معظم الأرض من رجس الاحتلال عام الفين، ومن ثم في صد عدوان تموز عام 2006, وفرض معادلات الردع في مواجهة العدو الصهيوني وبالتالي حماية لبنان من اعتداءاته وأطماعه. وبهذا المعنى فإنّ نجاح المقاومة في كسر الحصار يشكل انتصارا جديدا في مواجهة الحرب الاقتصادية الأميركية.
الثمرة الثانية، إحداث انفراج وتحسّن ملموس على المستويات الخدماتية والنقدية والاقتصادية والمعيشية:
1 ـ استيراد المازوت أدّى ويؤدّي إلى تحسين التغذية بالكهرباء بالتزامن مع وصول أول شحنة من الفيول العراقي…
2 ـ كسر الاحتكار بإجبار الشركات والمحتكرين على بيع ما لديهم من كميات المازوت قبل بدء حزب الله بعملية توزيع وبيع المازوت الذي أحضره من الجمهورية الإسلامية الإيرانية بسعر أقلّ من السعر الرسمي، وذلك خوفاً من أن يخسر المحتكرون المزيد من الأرباح غير المشروعة.
3 ـ تراجع الطلب على الدولار لاستيراد المازوت من الخارج، وهذا أدّى، الى جانب تشكيل الحكومة، الى تحسّن سعر صرف الليرة، وانخفاض سعر الدولار بما يتجاوز الخمسة آلاف ليرة لبنانية.. الأمر الذي ستكون له انعكاسات إيجابية على مستوى القدرة الشرائية ومعيشة المواطنين، من خلال انخفاض أسعار المواد والسلع الاستهلاكية، وخفض فاتورة مولدات الكهرباء.
4 ـ تنشيط عملية الإنتاج، الصناعي والزراعي، وخفض أكلافه.
الثمرة الثالثة، إنهاء المقاطعة بين لبنان وسورية، وتدشين تطبيع العلاقات اللبنانية السورية، والتأكيد ان المقاومة اليوم تسهم، من خلال قرارها كسر الحصار، بإعادة وصل العلاقات المميّزة بما يحقق التكامل والمنفعة بين البلدين ويضع حدا لسياسة القطيعة التي أراد الأميركي فرضها، وإثبات انّ سورية إنما هي الرئة التي يتنفس منها لبنان، واللبنانيون.
الثمرة الرابعة، إسقاط حملة التحريض التي تقوم بها بعض القوى السياسية التابعة لواشنطن، ضدّ إيران، بتصويرها عدوا للبنان وتسعى إلى فرض الهيمنة عليه بوساطة حليفها حزب الله، وانهما السبب في الأزمات التي يعاني منها اللبنانيون.. والتأكيد انّ حزب الله الذي حرّر الأرض ويحمي لبنان من العدوانية والأطماع الصهيونية، إنما يوظف علاقاته مع إيران ـ الثورة، لأجل حلّ أزمات اللبنانيين، في حين انّ الدول التي تدّعي أنها تقف مع لبنان تمتنع عن تقديم أيّ مساعدة للبنانيين، لا بل تقف وراء الحصار الجائر الذي يفرض عليهم منذ ما قبل عام 2019..
هكذا يتبيّن للبنانيين ان المقاومة التي قدمت الشهداء والتضحيات الكبيرة لتحرير أراضيهم من الاحتلال الصهيوني، تسهم اليوم في مساعدتهم على التخلص من معاناتهم التي تسبب بها الحصار الأميركي وقوى الاحتكار في الداخل..