«طالبان» تشكر روسيا لمواقفها الدولية وتكشف مطالبها من الأمم المتحدة
بعد توجّه حركة «طالبان» بطلب إلى منظمة الأمم المتحدة، للسماح لها بتعيين سفير لها في الأمم المتحدة. ما هو السيناريو المقبل الذي تنسجه (طالبان) للتحول إلى مرحلة إدارة الدولة فعلياً؟.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة “طالبان” الأفغانية، محمد نعيم، “إن بلاده دولة مستقلة ولها نظام وحكومة يمثّل الشعب، لذا فلا بد أن يكون للشعب الأفغاني تمثيل في المجتمع الدّولي وبالأخص في الأمم المتحدة، وهو ليس أمراً غريباً بل هو حق وصولي وشرعي وقانوني له”.
وأضاف: “طالبنا بإلقاء خطاب في الأمم المتحدة لأننا نريد أن نوصل صوت شعبنا للعالم، ولماذا هو منعزل عن العالم؟، ما ذنب هذا الشعب المظلوم، الذي ظلم أكثر من 40 سنة، قتل وشرّد وهجّر وعانى من كل هذه الويلات، نريد أن نرفع صوت شعبنا وهذا من حقه علينا، لأننا نمثله، وأين هذه الإدعاءات التي كنا نسمع أنهم يحترمون إرادة الشعوب ويعملون لحقوق الشعوب، أين كل هذه الإدعاءات الفارغة؟”.
وتابع نعيم “نحن منفتحون على الحوار والتفاهم، ومستعدّون للجلوس لحل المشكلات، هناك بعض الإدعاءات الفارغة وراءها أغراض وأهداف سياسية وتسييس للقضايا الإنسانية، لا سيما المتعلقة باحترام حقوق الإنسان والنساء والأطفال وأن يكون للمرأة تمثيل في الحكومة والمناصب العليا، والحال أن هذا الموضوع غير موجود في الكثير من دول العالم”.
كما تساءل نعيم عن “الحقوق التي يطالب بها المجتمع الدولي من حركة “طالبان” لتنفيذها والمتعلقة بحقوق المرأة، وهل الاهتمام بقضايا التواجد في المناصب الحكومية سواء كان رجلاً أو امرأة، هو من الحقوق الأولية؟ أو أن هناك حقوقاً أخرى أولى بالحل، مثل مشكلة الخدمات الصحية والغذاء والماء والعلاج، فهم يحرمون من حقوقهم الأوليّة في الحياة، ثم يدّعون أن هناك حقوقاً أخرى في المرتبة الثانية والثالثة”.
وأوضح نعيم أن حكومة “طالبان” مستغربة من هذا التعامل، واعتبر أن “هذا ظلم في حق المجتمع الأفغاني والنساء الأفغانيات والأطفال والشيوخ، لذا لا بد أن نرفع صوتنا ونحن رفعناه، لماذا لا ينظرون إلى هذه القضية المهمة، إنها كارثة إنسانية، هناك مشكلات في التعليم وفي البنوك بعد تجميد 10 مليارات دولار في أميركا، وهي من حق النساء والأطفال”.
كما تحدّث عن أن ما تطالب به هذه الدول هي ذاتها وصلت إليه بعد خمسين سنة، ويطالبون حكومتنا بالتغيير، مضيفاً: “إن هذه الإدعاءات التي يرفعونها غير واضحة، هذه المطالب غير واقعية ومخالفة للعقل والمنطق والواقع وهذا ظلم”.
واختتم قوله: “نحن نريد من العالم أن يرفعوا أصواتهم ضد ما يحدث بحق الشعب الأفغاني”، مشيراً إلى “إيلاء حركة (طالبان) الأهمية للعلاقات مع روسيا، وقال: “نريد علاقات إيجابية مع جميع دول العالم وعلى مختلف المستويات، والذي يريد أن يتعامل معنا فنحن على استعداد، وروسيا من الدول التي لها مواقف ولا بد أن تشكر عليها، وهي جارة لأفغانستان، وإن كانت بعيدة، ولها دور في القضايا الدولية، نطلب من الجميع ومن دول المنطقة التعامل مع حكومتنا، لأن الطريق الوحيد والأمثل والأحسن لحل المشكلات هو الحوار والتفاهم”.
يذكر أن الأمانة العامة للأمم المتحدة، كانت قد تلقت يوم 20 أيلول الجاري، رسالة من وزير الخارجية في الحكومة التي شكلتها “طالبان” بأفغانستان، أميرخان متقي، بشأن تعيين المتحدث باسم مكتبها السياسي في الدوحة، سهيل شاهين، مندوباً لها لدى الأمم المتحدة وتمت إحالة الرسالة إلى لجنة شؤون الاعتماد للأمم المتحدة، لتتم دراستها.